الارنب الذكي والغابه الكبيره

الارنب الذكي والغابه الكبيره

0 المراجعات

الأرنب الذكي والغابة الكبيرة

في غابة خضراء واسعة، مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كان يعيش أرنب صغير اسمه "سامي". كان سامي معروفًا بين الحيوانات بذكائه وحبه للمغامرة. ورغم صغر حجمه، إلا أنه كان دائمًا يجد حلولًا سريعة لكل مشكلة تواجهه أو تواجه أصدقاءه.

في يوم من الأيام، اجتمعت الحيوانات حول البحيرة الكبيرة. كانت الطيور تزقزق بخوف، والغزلان تنظر يمينًا ويسارًا بقلق. سأل سامي:

– “ماذا يحدث؟ لماذا أنتم خائفون؟”

ردت السلحفاة العجوز: “لقد عاد الثعلب الماكر، وهو يريد أن يسيطر على الغابة ويخيف الجميع ليأخذ طعامهم!”

فكر سامي قليلًا، ثم ابتسم قائلًا: “لا تقلقوا، لدي فكرة، لكن يجب أن نعمل معًا.”

فرحت الحيوانات وبدأوا يستمعون له باهتمام.

في الليلة التالية، قرر الثعلب أن يبدأ بخداع الأرنب الصغير. جاء إليه وقال:

– “مرحبًا يا سامي، سمعت أنك الأذكى هنا. ماذا لو صرت مساعدي، وأعطيتك طعامًا كثيرًا مقابل أن تتركني أسيطر على باقي الحيوانات؟”

لكن سامي كان أذكى من أن يقع في الفخ. أجابه قائلًا: “سأفكر في عرضك يا ثعلب، لكن غدًا تعال إلى الساحة الكبيرة في وسط الغابة، وسأعطيك جوابي.”

في اليوم التالي، اجتمعت الحيوانات كلها في الساحة. جاء الثعلب بثقة كبيرة، وهو يظن أن الأرنب سيوافق. لكن سامي كان قد أعد خطة محكمة. قال بصوت عالٍ:

– “يا ثعلب، إذا كنت شجاعًا كما تقول، فلنختبر قوتك أمام الجميع. نحن الحيوانات سنسألك ثلاث أسئلة، وإذا فشلت في الإجابة، فعليك أن تغادر غابتنا إلى الأبد.”

ضحك الثعلب وقال: “سهل جدًا، أنا أذكى منكم جميعًا.”

ابتسم سامي وبدأ بالسؤال الأول: “كم عدد أوراق الشجرة الكبيرة التي تقف بجانبنا الآن؟”

تفاجأ الثعلب، وظل يعد أوراق الشجرة لكنه لم يستطع. فسخر سامي قائلًا: “إذن لا تعرف!”

ثم سأل الغراب: “أخبرنا يا ثعلب، كم نجمًا يوجد في السماء الليلة؟”

رفع الثعلب رأسه، لكنه عجز عن الإجابة مرة أخرى.

وأخيرًا تقدمت السلحفاة العجوز وسألته: “إن كنت قويًا جدًا، فهل تستطيع أن ترفع هذه الصخرة الكبيرة وحدك؟”

حاول الثعلب دفع الصخرة، لكنه لم يقدر، فتعب وبدأ يلهث.

ضحكت الحيوانات بصوت واحد: “لقد خسرت التحدي، وعليك أن ترحل!”

أحس الثعلب بالهزيمة والخجل، فهرب بعيدًا وهو يعد نفسه ألا يعود مرة أخرى.

فرحت الحيوانات كلها، وشكرت الأرنب سامي على شجاعته وذكائه. ومنذ ذلك اليوم صار سامي بطل الغابة، ليس لأنه الأقوى، بل لأنه استخدم عقله بدلًا من قوته.

وفي كل مساء، كانت الحيوانات تجتمع حول سامي ليحكي لهم قصصًا جديدة عن الحكمة والشجاعة، ليتعلموا أن العقل هو السلاح الأقوى في مواجهة أي خطر.مرت أيام الغابة في هدوء وسعادة بعد رحيل الثعلب. لكن سامي لم ينسَ أبدًا أن هناك دائمًا أخطارًا قد تعود من جديد، لذلك قرر أن يُعلّم أصدقاءه كيف يستخدمون ذكاءهم لحماية أنفسهم.

بدأ الأرنب الصغير بتنظيم لقاءات مسائية يجتمع فيها الجميع حول البحيرة. كان يروي لهم قصصًا مليئة بالحكم، ثم يسألهم: "لو كنتم مكان بطل القصة، ماذا ستفعلون؟" وبذلك تعلّمت الحيوانات التفكير قبل التصرف، وعدم الاعتماد على القوة وحدها.

وفي أحد الأيام، حاول ذئب غريب دخول الغابة. كان ضخمًا ومخيفًا، وأراد أن يفترس بعض الحيوانات الضعيفة. لكن هذه المرة لم يخافوا كما اعتادوا، بل اجتمعوا بسرعة، وبدأوا يطبقون ما تعلموه من سامي. اتفقت الطيور على أن ترفرف حول الذئب لتشوش عليه، بينما سارعت السناجب إلى قذف ثمار البلوط عليه، أما الغزلان فقد ركضت في اتجاه واحد لتشتيت انتباهه. وسط هذه الفوضى المنظمة، تمكن الأرنب سامي من حفر حفرة صغيرة في طريق الذئب، فسقط فيها ولم يستطع الخروج.

نظر الذئب حوله بدهشة، وقال: “لم أكن أتوقع أن حيوانات صغيرة مثلكم تستطيع هزيمتي!”

ابتسم سامي وأجابه: “القوة لا تكفي وحدها، لكن التعاون والذكاء أقوى من أي خطر.”

غادرت الحيوانات المكان وهي تغني فرحًا، وعاد الذئب إلى الغابة البعيدة وهو يتعهد ألا يقترب منهم مجددًا.

ومنذ ذلك الحين، صار التعاون شعار الغابة، وصار الأرنب سامي ليس فقط بطلًا، بل معلمًا وصديقًا لكل من يعيش هنا.                                                                   الذكاء والتعاون هما أقوى سلاحين لحماية النفس ومواجهة أي خطر.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة