رواية صرخات فى صمت

رواية صرخات فى صمت

Rating 0 out of 5.
0 reviews

رواية: "ندى… صرخات في صمت"

الفصل الأول: الطفولة بلا أمان

لم تكن حياة ندى مثل طفلة أخرى. 
منذ سنواتها الأولى، عرفت أن بيتها ليس مكانًا للضحك أو اللعب، بل جدران لا تسمع إلا أصوات الصراخ. 
كانت طفلة صغيرة تتمنى حضن أم أو كلمة طيبة من أب، لكن كل ما لا تسمعه هو أوامر قاسية، أو شتائم، أو صوت ترتطم بجسدها الصغير.

في ليالي، لم نعد ندى الشتاء تحت غطائها الخفيف، ترتجف من وتنتظر أن تفتح أمها الباب وتطمئن عليها. لكن لم تفعل شيئا. لم يسألها أحد: "بردانة يا ندى؟ محتاجة حاجة؟"
كل ما كان بداخلها سؤال واحد ينهش روحها: "ليه محدش هاسس بيا؟"


الفصل الثاني: البيت… سجن بلا جدران

كبرت ندى قليلًا، لكن من أجل أن تكبر تحت حماية، كبر لنا الجميع. 
كانت الأيادي التي خُلقت لتحتويها، هي التي تركت أثرًا سريًا على رمزيها. كانت تحاول أن تخفي الكدمات خلف فترة طويلة، وتضحك أمام الناس لتقنعهم أنها بخير، لكن دموعها لم تعرف طريقها لوسادتها كل ليلة.

في كل مرة تُضرب فيها، كانت المظاهرة بالقوة. 
كانت تقول لنفسها: "أنا قوية… مش هخليهم يشوفوا دموعي."
لكن الحقيقة لا تبدو بالانكسار، ويوجد جزء من الجسم على وشك التفت.


الفصل الثالث: العمة – الحضن الطويل

وسط هذا الجحيم، كان هناك شخص واحد ينقذها… عمتها. 
كانت مختلفة عن الجميع؛ كانت تستمع لها، تحتضنها، تبتسم لها بابتسامة صافية تجعلها يهدأ قليلًا. 
كانت تتذكر عيد ميلادها، تسببت في قطعة صغيرة من الحلوى، أو تهمس لها: "إنتي مش لوحدك يا ندى… إنتي غالية عندي."

لكن ذلك الأمان لم يدم طويلاً. 
حين جاء يوم زفاف العمة، إدوارد ندى أن ينهار العالم كله. ليلتها في غرفتها تبكي، والشموع المضاءة وصوت الأغاني في الخارج يزيدان من وحدتها. همست بنفسها: 
"حتى إنتِ هتسيبيني؟ إنتي الوحيدة اللي كنتِ شايفة وجعي…"

بعد رحيل العمة، أصبح البيت أكثر برودة، وصار قلب ندى أكثر وحدة.


الفصل الرابع: المدرسة… جرح جديد

اعتقدت أن المدرسة قد تكون مهربًا، ولكن تم سجنها أخيرًا. 
في الممرات تسمع الضحكات: 
– "شوفوا لبسها… شكله قديم." 
– "إيه شعرها منكوش ده؟"

كل كلمة كانت تصنيف كسكين على قلبها. 
الاعتراف بأن تتجاهل، أن لامبالاة، ولكن الحقيقة أنها لا تعود لكل يوم مكسورة أكثر من قبل.

حتى اسمها الوحيد "مي"، التي كانت صديقتها تملأ فراغها، وبدأت في لبسها. لم تعد تجلس أمامك كما في السابق، بدأت تبتسم للفتيات وتبتعد عنها ناجي. 
لم تكن هناك كل ذلك، ولكن لم أتساءل عن السؤال. فقط سألت نفسها طوال الليل: 
"هل أنا تقيلة على الناس بالكامل؟ ليه حتى اللي بحبهم بيسيبوني؟"


الفصل الخامس: الجدة – الجزيرة الساحلية

كان هناك بصيص صغير من الأمل… جدها وجدها. 
عندما كانت مفتوحة لبابهما، كانت المفتوحة المفتوحة بذراعين مفتوحتين: "تعالي يا ندى، إنتي منورة البيت." 
كانت الجدة تعد لها طعاما حراريا، تسألها إن كانت أكلت، وإن كانت بخير. 
أما الجد، فجلس بجوارها ليحكي لها عن أيام زمان، عن شجاعته في مواجهة الصعاب، أما كيف أن الإنسان يجب أن يكون قويا حتى لو الدنيا كلها ضده.

معهما، لم تكن تشعر أنها إنسانة، تشعر أن قلبها ما حي حيًا. لكن في داخلها، كان الخوف يسكنها… ماذا لو فقدت هذا الملاذ أيضًا؟

لفصل السادس: الرحيل المفاجئ

في صباح موسكو، امتلأ البيت بأصوات صراخ ونحيب. المجهولة المجهولة، بلا مقدمات. حاولوا إنعاشها، لكن قلبها توقف عن الخفقان. لم يتمضِ أيامًا حتى الحق الجدلي، وطرح روحه لم تحتمل فراق رفيق عمره.

كان مفاجئًا بالنسبة لندى أشبه بجريمة إطفاء آخر شمعة في غرفة الاجتماعات. فقدت آخر سند، آخر من كان لها طفلة تحتاج إلى الحنان. وقفت في الجنازة كأنها جسد بلا روح، بينما دموعها تنزل بلا توقف.

همست وهمست إلى المؤثرات: 
"سيبتوني لوحدي… أنا مش هقدر منغيركوا …

image about رواية صرخات فى صمت
comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

9

followings

7

followings

10

similar articles
-