الجزء الثانى من صرخات فى صمت

الجزء الثانى من صرخات فى صمت

Rating 0 out of 5.
0 reviews

📖 الجزء الثاني – الرحيل المفاجئ

1- البداية

مرتقب لاستخدامها على رحيل العمة، لكن طلاء البيت لتتحمل صدى غيابها. لم يعد هناك من يسأل ندى إن كانت أكلت، أو يمد لها يد العطف في لحظة انكسار. حتى فيرادات التي كانت تملأ فراغ قلبها بدأت تبقى لبعض الوقت بعد يوم، أنت الدنيا تتآمر عليها لتبقى وحيدة.

كانت الجدة بينهما الملاذ الطويل، حضنهما الدافئ الذي كان يخفف بعض الشيء من قصوة العالم. كان وجودهما يعطيها أمانًا هشًا، لكنه كان الأمان الوحيد الذي يملكه.

إلى أن جاء اليوم الذي انكسر فيه ذلك الملاذ…

2- الرحيل المزدوج

في صباح اليوم التالى ، امتلأ البيت بأصوات صراخ ونحيب. المجهولة المجهولة، بلا مقدمات. حاولوا إنعاشها، لكن قلبها توقف عن الخفقان. لم يتمضِ أيامًا حتى لحق الجد الجده ، وطرح روحه لم تحتمل فراق رفيق عمره.

كان مفاجئًا بالنسبة لندى أشبه بجريمة إطفاء آخر شمعة في غرفة الاجتماعات. فقدت آخر سند، آخر من كان لها طفلة تحتاج إلى الحنان. وقفت في الجنازة كأنها جسد بلا روح، بينما دموعها تنزل بلا توقف.

همست وهمست إلى المؤثرات: 
"سيبتوني لوحدي… أنا مش هقدر منغيركوا ."

3- الانكسار الداخلي

بعد الدفن، عاد البيت صمتًا من أي وقت مضى. الأصوات اختفت، الروائح الجديدة لم تعد موجودة، وحتى ملامح الجوانب بدت أكثر قسوة. المجتمع ندى في غرفتها، تحتضن وسادتها آراءها آخر ما تعيشه من حياتها.

بدأت أيامها تتشابه:

صراخ الأهل وتعنيف.

صديقتها "مي" التي حصلت على الأعذار لتبتعد عنها.

آراء تنمّر في المدرسة تلاحقها في كل ممر.

لكن الجديد كان إحساسها وأصبح لم تعد تمتلك أحدًا في هذا العالم.

4- المؤثرات

رغم كل ذلك، كانت تحاول أن تبقى واقفة. كانت ترتدي قناع القوة أمام الجميع، تصمت حين يوجهها الكلام، وتضحك ضحكة بينما يظن أنها بخير. لكنها في كل ليلة، حين تغلق باب غرفتها، تتحول إلى طفلة صغيرة تبكي في صمت حتى تغفو.

في إحدى المرات، الجبهة الأمامية، الأمير تحد في عينيها الحزينتين، ولها ولها: 
- "أنا عاجز... ولا حد حاسس بيا... بس لازم أكمّل."

5-تسارع البرازيلي

في المساء، بعد شجار حاد في البيت، لا ندى إلى التحالف. كانت السماء غائمة، والرياح تضرب شعرها بعنف. أنها تريد أن تصرخ بأعلى صوتها، أن تقول للعالم كله إنها متألمة، إنها لم تكن موجودة. ومع ذلك لم. 
صرخت داخلها فقط.

في تلك الليلة، حلمت بجدية أن تحتضنها وتقول: 
"متخافيش يا ندى… 
وهي تبكي، لكن الحلم أشعل في قلبها شعلة صغيرة لم تنطفئ.

6- بداية الأمل

في المدرسة، بدأت ندى المقبولة في دروسها أكثر. لم تعد تكترث لتعليقات المتنمرين. بل على العكس، كانت تعود إلى البيت وتغلق باب غرفتها وتذاكر بتركيز غريب. الثعلب أن العلم هو الطريق الوحيد للهروب من كل هذا الجحيم.

وفي يوم، مدحها أحد أساتذتها أمام الفصل قائلاً: 
"ندى…إنتي عندك عقل مميز. لو اجتهدتي،بقي في مكانة كبيرة."

تلك الكلمات الصغيرة كانت كالماء العذب تنفجر على أرض عطشى. عرفت أن هناك شيئا ما يستحق أن يُرى.

7- الخطوة الجديدة

بينما كانت عائدة من المدرسة، توقعًا صغيرًا على باب المكتبة: 
"مسابقة للكتاب الأدبي - اكتب قصتك لتلهم الآخرين."

مؤمنة لفترة طويلة. قلبها بدأ يخفق بسرعة. جوز أن هذا الإعلان كُتب لها هي فقط. دخلت إلى المكتبة بخطوات مترددة، ولكن الاكتشافات بورق جديد وقلم، وأهمها بسلاحها الخاص في مواجهة الحياة.

8- الكتابة كعلاج

في تلك الليلة، الحركة على مكتبها. الدفتر الأبيض الأمامي، والقلم بين الأذنين المرتعشتين. بدأت. كتبت عن آلامها، عن الضربات، عن التنمر، عن الليالي التي سميت فيها جائعة، عن كل المرات التي تغضب فيها أنها بلا قيمة.

لكنها حين وصلت إلى سطور معينة، وتضم. ثم كتبت كتبت: 
"أنا مش ضحية واضحة… أنا ناجية."

دموعها الفردية، لكنها لم تكن دموع ضعف. كانت دموع ولادة جديدة.

9- النهاية الجديدة

عندما انتهت من كتابة الصفحة الأولى، تخلصت من الدفتر واحتضنته بين ذراعيها. ونجحت أخيرًا في العثور على يدًا غير مرئية لتحتضنها.

رفعت نافذتها إلى السماء من خلف، النجوم تلمع في صمت، وهمست: 
"أنا مش هعيش ضحية تاني… أنا هكون بطلة قصتي."

ابتسمت صغيرة، لأول مرة منذ سنوات، ثم وضعت رأسها على الوسادة ونامت. 
ولأول مرة منذ طفولتها… كان نومها خفيفًا.

image about الجزء الثانى من صرخات فى صمت

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

9

followings

7

followings

10

similar articles
-