قصص أطفال لا تُقال

قصص أطفال لا تُقال

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

image about قصص أطفال لا تُقال

 

. الطفولة التي تُسرق مبكرًا

ليست كل الطفولة لعبًا وضحكًا. هناك أطفال يُجبرون على ترك المدرسة في سن مبكرة للعمل في المصانع أو الشوارع. يعملون لساعات طويلة، في ظروف صعبة، مقابل أجر زهيد أو أحيانًا مقابل لا شيء سوى البقاء على قيد الحياة. لا أحد يروي حكايتهم، لأنهم ببساطة لا يملكون من يرويها.

في أحد الأحياء الفقيرة، يعيش "سامي" ذو العشر سنوات، يبيع المناديل على إشارات المرور. لا يعرف شيئًا عن القصص التي يقرؤها أقرانه، ولم يحظَ بلعبة إلا من كرتون مهترئ صنع منه سيارة صغيرة. لا أحد يروي قصة سامي، لأنه لا يدخل في معايير "الطفولة السعيدة".

2. الخوف الذي لا يُرى

تحكي القصص للأطفال عادةً عن التغلب على الخوف من الظلام أو الوحوش الخيالية. لكن هناك خوفًا آخر لا يُحكى: الخوف من الأصوات المرتفعة في المنزل، من العنف، من الإهمال، من الوحدة. أطفال يعيشون في بيوت مليئة بالصراخ أكثر من الضحك، ينتظرون الليل لا ليحلموا، بل ليهربوا من الواقع.

"ليلى"، فتاة في التاسعة، ترتجف كلما سمعت باب المنزل يُفتح، لأن ذلك قد يعني بداية شجار جديد بين والديها. هذا النوع من الخوف لا مكان له في القصص التي تُروى، لأنه لا يُناسب "الطفولة الطبيعية".

3. أطفال بلا وطن

هناك ملايين الأطفال الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين أو في مناطق النزاع. هؤلاء الأطفال لا يعرفون معنى الاستقرار، ولا يملكون حتى أبسط حقوقهم مثل التعليم أو الرعاية الصحية. يعيشون بين خيم، ويعدّون أصوات القنابل بدل الأغاني، ويرسمون بالرماد بدل الألوان.

"آدم"، طفل لاجئ في السابعة، لا يتذكر شيئًا من وطنه سوى اسمه. لا أحد يروي قصته، لأنها مؤلمة جدًا لتُقال قبل النوم.

4. الأطفال الذين يعانون بصمت

هناك نوع آخر من القصص التي لا تُقال، وهي تلك المتعلقة بالأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية أو اضطرابات سلوكية. في كثير من المجتمعات، يُنظر إلى هؤلاء الأطفال كـ"غرباء" أو "مشاغبين"، بينما الحقيقة أنهم يصرخون طلبًا للفهم، لا للتوبيخ.

"نور"، طفلة تعاني من التوحد، لا تُفهم كثيرًا من قبل زملائها أو حتى بعض معلميها. تُظن غريبة الأطوار، في حين أن عالمها الداخلي مليء بالمشاعر، لكنه فقط لا يُشبه عالم الآخرين.

لماذا لا تُقال هذه القصص؟

لأنها تزعج. لأنها تكسر الصورة المثالية التي نحاول رسمها عن الطفولة. لأننا لا نريد أن نُواجه حقيقة أن كثيرًا من الأطفال يعيشون خارج دائرة الأمان التي نتخيلها. ولكن، تجاهل هذه القصص لا يعني أنها غير موجودة. بل على العكس، هي تحتاج أن تُروى، لا لتُحزننا، بل لتحرك ضمائرنا.

أن نحكي... كي لا تُنسى

رواية هذه القصص لا تعني التخلي عن القصص الخيالية الجميلة، بل تعني إضافة بُعد من الواقعية والتعاطف والوعي إلى عالم الطفولة. أن نعلّم الأطفال أن العالم فيه خير، نعم، لكنه أيضًا بحاجة إلى من يصنع هذا الخير. أن نُشعر الأطفال المحظوظين بأن امتيازاتهم ليست أمرًا مسلّمًا به، وأن نمنح أولئك غير المحظوظين صوتًا يُسمع.

لعل يومًا ما، تصبح هذه القصص التي "لا تُقال"، قصصًا نرويها بفخر، لأنها أصبحت من الماضي، بعد أن تحوّلت الجراح إلى أمل، والصمت إلى كلام، والدموع إلى ضحكات.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-