ملوك مصر القدماء

ملوك مصر القدماء

Rating 0 out of 5.
0 reviews

كنوز مصر القديمه

image about ملوك مصر القدماء

الملك اخناتون احد أشهر الحكام المصريين القدماء

في أعماق وادي الملوك، حيث ترقد مقابر ملوك مصر القديمة، ظلّ لغز فرعوني حيًّا لآلاف السنين. لم يكن اللغز مجرّد كتابات على الجدران أو رسومات على البرديات، بل كان حكاية ملك عظيم أراد أن يتحدّى الزمن.

في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حكم مصر الفرعون أمنحتب الرابع، الذي عُرف لاحقًا باسم إخناتون. كان مختلفًا عن أسلافه، آمن بإله واحد هو آتون، قرص الشمس، وواجه كهنة آمون الذين سيطروا على المعابد والناس لقرون طويلة. أعلن ثورته الدينية والسياسية، وبنى عاصمة جديدة أسماها "أخيتاتون" لتكون مركزًا لعبادته الجديدة.

لكن الصراع لم يكن سهلاً. الكهنة وقادة الجيش لم يتقبلوا فكرته بسهولة. كانوا يخشون أن يفقدوا نفوذهم وثرواتهم. ولأجل حماية فكرته، أوعز إخناتون لكبير كتّابه أن يخفي بردية مقدسة، فيها أسرار عقيدته وتعاليمه، في قبر ملكي بعيد عن الأنظار، حتى تبقى رسالته محفوظة مهما جرى.

مرت السنوات، ورحل إخناتون عن الدنيا. وبعد موته، حاول خلفاؤه محو أثره، فأعادوا عبادة آمون وهدموا كثيرًا من معابده، حتى اسمه مُسح من النقوش. لكن البردية بقيت مختبئة في مكان ما بوادي الملوك.

وبعد عقود قليلة، جاء الفرعون الشاب توت عنخ آمون، الذي كان في البداية تابعًا لسياسة إخناتون، لكنه عاد لاحقًا لعبادة الآلهة القديمة تحت ضغط الكهنة. غير أن توت عنخ آمون كان يعرف عن سر البردية، فقد أوصاه أحد كتّاب القصر المخلصين لإخناتون. ومع أنه لم يستطع إحياء عقيدة آتون، فإنه قرر أن يحفظ السر من جديد. فدفن مع كنوزه تمثالاً صغيرًا يحمل إشارات إلى مكان البردية، لعلّ الأجيال القادمة تفك اللغز.

مرّت القرون، وغزا البطالمة مصر، ثم الرومان، ثم العرب. وظلّ السر نائمًا تحت الرمال. حتى جاء القرن التاسع عشر، حين اندفع علماء أوروبا إلى مصر يبحثون عن آثار الفراعنة. كان من بينهم الرحّالة الفرنسي شامبليون، الذي فك رموز حجر رشيد عام 1822، فأعاد للعالم قراءة اللغة الهيروغليفية. ومنذ ذلك الحين، بدأت المقابر تُفتح والكنوز تُكتشف.

لكن البردية ظلت مفقودة، رغم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد هوارد كارتر عام 1922. كان الجميع مبهورًا بالذهب والجواهر، ولم ينتبهوا إلى التمثال الصغير الذي تركه الفرعون. ظلّ التمثال غامضًا في صناديق المتحف، حتى جاء عالم مصري شاب في سبعينيات القرن العشرين، يُدعى "يوسف الكندي"، وبدأ يدرس التمثال بتمعّن. وجد أن نقوشه تشير إلى مكان ما في الوادي، غير بعيد عن مقابر الفراعنة.

قاد الكندي فريقًا للتنقيب، وبعد سنوات من البحث المضني، عثروا على مدخل ضيق محفور في الصخر، مسدود بأحجار ضخمة. وعندما دخلوا، وجدوا غرفة صغيرة لم تُمس منذ آلاف السنين. في وسطها صندوق خشبي متآكل، داخله البردية الموعودة. كانت مزيّنة برسومات للشمس المشرقة، وتحمل كلمات إخناتون عن التوحيد والنور والحياة.

لم يكن الاكتشاف مجرد أثر أثري، بل كان نافذة على فكر مختلف في تاريخ الفراعنة. أُعلن الخبر للعالم، وأثار جدلًا واسعًا بين العلماء حول ما إذا كان إخناتون أول من دعا إلى التوحيد في تاريخ البشرية

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles
-