الاعمار بيد الله

الاعمار بيد الله

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الاعمار بيد الله

م يكن يوما عاديا 
ولم تكن الحالة التي رايتها في ردهة الانعاش الا تلخيصا دقيقا ومعاينة حقيقة لما نسمعه دائما من قولهم 
الاعمار بيد الله

image about الاعمار بيد الله
ردهة الانعاش القلبي في مستشفانا تتكون من ردهة طولها اكثر من عرضها تحتوي على خمس غرفٍ مفصولة من جانبيها بحائط يعزلها عن الغرفة الاخرى ، 
اما من الامام فانها مفتوحة على الممر الذي يربط الردهة جميعا ويقابل هذه الغرف مكان يوجد فيه مكتب المقيم والممرضين والشاشات التي نتابع المرضى من خلالها 
بدأتُ الخفارة صباحا وكعادتي بتفقد الغرف ورؤية المرضى من بعيد دون دخول في تفصيل حالتهم لاحدد اي المرضى يظهر عليهم انهم  tired وايهم يظهر عليه انه stable ومن الممكن انه  سيخرج اليوم من الانعاش 
رايت في الغرف الخامسة مريضين اثنين 
احدهما رجل عمره سبعين سنة يعاني من سرطان الرئة المنتشر وهو في حالة shock منذ ثلاث ايام في الانعاش ويتم اعطاء inotropic agent له بسبب cardiogenic shock 
والاخر كانت امراة في الثمانينات تعاني من heart block ويظهر عليها انها تستنشق هواءَ اخر يوم في حياتها

وانتقلت الى الغرفة الرابعة فاذا شاب عشريني يجلس مع صديقه ومرافقه وهما يضحكان ويتحدثان 
انتقلت بعدها الى باقي الغرف فلم يكن هناك ما يجذب الانتباه

جاء الطبيب المشرف على حالة الشاب 
تبين لي بعدها انه يعاني من اعتلال عضلة القلب 
وعمره الان ٢٦ سنة ( كان عمري انا يومها ٢٧ سنة ) فحمدت الله على ما انا عليه من النعم وان الله عافاني مما ابتلى به هذاالشاب 
قال له الطبيب المشرف على حالته : 
انت اليوم احسن منك من الامس 
وفعالياتك مستقرة 
اليوم ستبقى تحت المراقبة وتتناول علاجك 
وغدا ساقوم باخراجك من المستشفى ان شاء الله

تأفف الشاب وقال الا نستطيع الخروج اليوم يا دكتور فانا اشعر باني افضل

قال تستطيع لكن افضل بقاءك اليوم وغدا ستخرج

تمام دكتور

لم يمر ساعات قليلة عندما ناداني الممرضين بان اسرع لان المراة الثمانينية في الغرفة الخامسة قد توقف قلبه 
سارعتُ الى المراة ولكن الموت كان اسرع مني اليها 
فاعلنت الوفاة 
والرجل السبعيني المصاب بالسرطان ينظر ويسمع ويحوقل والشاب العشريني حزين لرؤيته لحالة وفاة تحدث اول مرة امام عينيه

مضى باقي اليوم كما هو والحالات مستقرة 
ذهبت الى غرفتي لانام

طق طق 
سمعت دقات على باب غرفتي فنظرت الى الساعة فاذا هي ٦ صباحا 
بقي ساعتين على نهاية خفارتي

ماذا هناك 
دكتور المريض الشاب عباس 
يشعر بانه يتعرق

ذهبت اليه

كيف حالك عباس ؟

اشعر بان جسمي حار واتعرق 
نظرت اليه فاذا هو يتصبب عرقا 
اخبرتهم ان يسرعوا لاحضار بارول فيال له 
وبقيت بجانبه بعدما طلبت من الممرضين عمل تخطيط 
عباس هل يؤلمك صدرك ؟
لم يجبني 
وكنت ارى في عينه ووجه صعوبة في الكلام 
فاذا به والعرق يتصبب منه كما لو كان خرج من السباحة قبل ثواني 
عباس هل تشعر بضيق بالتنفس 
وانا انطر الى عينيه فاذا هما تحركتا للاعلى وبدا جسمه كله يتقلص وراسه يتحرك ويميل للاعلى ولسانه يعض على شفتيه وهو يمسك بقوة بكلتا يديه على اطراف السرير

عباس

عباس

احضروا ال ديسي بسرعة

Asystole 
ادرينالين cpr  
ادرينالين cpr 
بقيت معه لمدة نصف ساعة واعلنت وفاته ساعة سادسة و ٣٥ دقيقة 
وبدات اعد الاوراق الوفاة واكتب الملاحظات على طبلته والمرضى ومرافقيهم في باقي الغرف كلهم مندهش من وفاة هذا الشاب 
لم تمضي دقائق على هذه الحالة حين نادانا مرافق المريض السبعيني المصاب بالسرطان المنتشر ان سارعوا الى المريض فانه قد توقف عن الكلام فجاة

رميت القلم والطبلة جانبا واسرعت مع الممرضين الى المريض الذي كان قد لحق بالشاب والعجوز لتنتهي بذلك خفارة واحدة من الخفارات التي لا انساها وتنتهي معها قصة ثلاث ارواح كانت تسكن في هذه الردهة قبل ساعات والان قد رحلوا جميعا من هذه الردهة ولن يعودوا اليها ابدا …….

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Yousif تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.