القائد البرازيلى زومبى دوس بالماريس

القائد البرازيلى زومبى دوس بالماريس

0 المراجعات

زومبى دوس بالماريس قائد برازيلى مسلم أسس دولة إسلامة فى البرازيل، وكان له دور كبير فى حركة نضال العبيد نحو التحرر، إذ كان من أهم رواد تحرير العبيد و محاربة ظاهرة الرق فى أفريقيا فى فترة الإحتلال البرتغالى للبرازيل، أطلق ثورة على الإحتلال الظالم و أقام مجتمع خاصاً به يُدعى بالماريس.

نشر الإعلام الأمريكى و الأروربى أفلام رعب مسيئة عنه فى أواخر القرن التاسع عشر، فمن هو زومبى دوس بالماريس، ولماذا تحاول هوليود أن تشوه صورته؟!

يعود أصل كلمة زومبى لمنطقة فى غرب إفريقيا و سجلت أول مرة فى اللغة الإنجليزية عام 1819 بمعنى “الصنم” و تعنى فى معتقدات الفودو “بإله الثعبان”، أخذت هوليود بتشوية صورة و تاريخ القائدنا المسلم و بثها فى أفلام الرعب على أنها تُعنى جثة بلا روح و تتحرك ببطء وهى نصف ميتة ونصف حية، أصدرت هوليود أول فيلم عام 1968، وتقوم فكرة أفلام الزومبى الأمريكية على أن فيروس قاتل يُصيب الإنسان بالعدوى وينتشر بسرعة جنونية فيفقد الإنسان إدراكه الذهنى فُيصبح آكل لحوم وعقول بشرية.

و لكن قصة قائدنا تبدأ بعد دخول الأوروبيين البيض النصارى إلى الأمريكتين الشمالية و الجنوبية، قسم الأوروبيون الأراضى الجديدة بيينهم على النحو التالى:

أمريكا الشمالية بيد الإنجليز والفرنسيين، والجنوبية بيد البرتغاليين و الإسبان، والحقيقة أن الفرق بين تلك القوى الأوروبية أن فرنسا وإنجلترا قررا البقاء فى أمريكا الشمالية و الإستيطان بها، فكان شعارهم مع السكان الأصليين هو:"الهندى الجيد هو الهندى الميت فقط"! ، أما الصليبيون الإسبان والبرتغاليون فلم يُقرروا الإستيطان هناك، فكان شعارهم فى أمريكا الجنوبية:"قتل ثم انهب ثم أنقل"!، و ربما هذا يُفسر الفرق بين إقتصاديات أمريكا و كندا من جهة و بين أقتصاديات دول أمريكا الجنوبية الفقيرة، وأما الجنوبية فقد تقاسمتها البرتغال وإسبانيا على النحو التالى: تأخذ البرتغال أرض البرازيل الواسعة الغنية، وتاخذ إسبانيا بقية الدول، وفعلاً أحتلت البرتغال البرازيل بقوة النار، و قامت بقتل السكان الأصليين هناك لكى تنهب خيراتهم، وكانت عملية النهب الواسعة لنقل أهرامات الذهب إلى البرتغال تجتاج مزيد من الأيدى العاملة، فقاموا بالهجوم على سواحل الدول الإسلامية فى الغرب الإفريقى، لكى يدخلوا على القرى الآمنة فى منتصف الليل، ليأسروا جميع سكان القرية بشبكهم كالحيوانات ومن ثم ينقولنهم فى سجون فى قيعان السفن إلى البرازيل، حتى وصلت أفواج العبيد المسلمين إلى البرازيل لأول عام 1538م. و لم تمضى 40 سنة حتى نُقل إليها 14 ألف مسلم مستضعف و السكان لا يزيدون عن 57 ألفاً، وفى السنوات التالية أخذ البرتغاليون يزيدون من أعدادهم إذ جلبوا من أنغولا وحدها 642 ألف مسلم زنجى، و جاءوا بجل هؤلاء الأفارقة المسلمين من غرب إفريقيا.

و تؤكد الوثائق التاريخية المحفوظة فى المتاحف البرازيلية، أن أكثرية المنحدرين من الأفارقة الذين جاءوا “كعبيد” إلى البرازيل هم من جذور إسلامية، وأنهم يقرءون القرآن الكريم باللغة العربية، فتعرض هؤلاء المسلمون إلى حملات قاسية من التنصير، قبل أن يحاول بعضهم الثورة عليهم، ولكن البرتغاليين قمعوا هذه الثورات و أرغموا من بقى من المسلمين على التنصر بقوة النار والحديد.

وعندما ظن الصليبيون أنهم أطفاءوا نار الإسلام فى البرازيل إلى الأبد، خرج من بين رماد تلك النار بطل إسلامى عظيم أسمه “ زومبى” فأشعلها ناراً لإنتفاضة الشعبية الإسلامية فى جميع أنحاء البرازيل، فقام هذا القائد الإسلامى البطل ومن معه من شيوخ الإسلام بالتوجه إلى أفراد الشعب المتضطهد و المستعبد، يعظونهم و يرشدونهم و يفقهونهم فى الدينو ينزلون معهم الأكواخ و يعلمونهم القرآن و مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء، وبعد أن أزداد عددهم و قويت عزيمتهم، أعلن الزعيم زومبى قيام “دولة البرازيل الإسلامية” وذلك عام 1643م، وأعلن فى البند الأول فى دستورها أن الحرية هى أساس الحكم، فأعلنت البرتغال الحرب على تلك الدولة الإسلامية الناشئة، فأنتصرت قوات القائد الإسلامى المرة تلو الأخرى، فتوسعت الدولة الإسلامية بشكل كبير، فاحتل البطل زومبى أكثر من عشرين موقعاً لولاية "باهايا" البرازيلية ، و أستمرت هذه الدولة الإسلامية البرازيلية لأكثر من 50 عاماً قدم فيها المسلمون الأحرار أروع صور الإباء و الصمود، فقد أظهر السود المسلمون فنوناً من التضحيات الجليلة جعلتهم يصمدون أمام البرتغاليين، عندها قرر أمبراطور البرتغال أن يتدخل شخصياً لينه هذا الحُلم الإسلامى الوليد قبل أن ينتشر أكثر فأكثر، فأرسلت البحرية الإمبراطورية آخر ما توصلت إليه آله القتل البرتغالية ليحاصروا الثوار المسلمين عام 1695م، قبل أن يستشهدوا واحداً تلو الآخر.

وسقط زومبى و هو يدافع عن الإسلام والمسلمين المدنيين فى عاصمته “مكاكوس” و التى إجتاحها البرتغاليون فى نهاية الأمر بعد حصار طويل تم فيه تجويع السكان، وقاموا بعدها بعمليات قتل و حشية، حتى صارت وصمة عار تلاحق البرتغاليين إلى يومنا هذا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

120

followers

87

followings

66

مقالات مشابة