قصة النملة ذات اللونين

قصة النملة ذات اللونين

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

قصة اليوم تتحدث عن النملة جسدها لونان للأطفال وماذا حدث للنملة

في غابةٍ بعيدة، تمتدّ فيها الأشجار العالية وتنتشر فيها الأزهار الملوّنة، كان هناك وادٍ صغير يمرّ بين الأعشاب الخضراء. في ذلك الوادي كانت تعيش مستعمرة كبيرة من النمل، مشهورة بين الحشرات بالعمل الجادّ والنشاط المتواصل. اعتاد النمل أن يكون متشابهًا في شكله، صغيرًا أسود اللون، يتحرك في صفوف منظمة كأنهم جنود.

لكن في صباحٍ جميل هادىء وصوت العصافير تزقزق ، خرجت إلى الحياة نملة مختلفة عن الآخرين. كان جسدها غريبًا: نصفه بنيّ فاتح، والنصف الآخر أسود لامع. اندهش النمل لرؤيتها، فلم يروا مثلها من قبل. همس بعضهم:

“ما هذا؟ نملة نصفها بني ونصفها أسود؟”

“إنها مختلفة عنا تمامًا!”

 

كبرت النملة الصغيرة وسط هذا الكلام، وكانت تحاول أن تثبت نفسها. كانت تحبّ العمل وتخرج كل صباح تبحث عن الطعام مثل بقية النمل، تحمل فتات الخبز وحبوب القمح وتجرّ أوراق الأشجار الصغيرة. لكنها في كل مرة، كانت تسمع تعليقات مؤلمة:

“ابتعدي، نحن أسرع منك!”

“لن تستطيعي أن تحملي مثلنا.”

“لونك غريب، ربما تجلبين لنا الحظ السيئ.”

 

تألمت النملة في قلبها، لكنها لم تبكِ. كانت تقول لنفسها:

“القيمة ليست في اللون، بل في الجهد والعمل. سأثبت أنني قادرة مثلهم، بل ربما أكثر.”

مرت الأيام، والنملة ذات اللونين تثابر في صمت. كانت تساعد النمل الصغير الذي يتعب سريعًا، وتدلّ الآخرين على أماكن الطعام. لكنها مع ذلك لم تنل الاحترام الذي كانت تتمناه.

وفي يومٍ من الأيام تغيّر كل شيء. فقد هبّت عاصفة قوية على الغابة، تساقطت الأوراق، واقتلعت الرياح بعض الأغصان. جرى النمل مذعورًا إلى بيته تحت الأرض، لكن السيول حملت الطين والأحجار، فسدت المداخل. حاول النمل أن يفتح الطريق، لكن الأغصان كانت ثقيلة والطين كان كثيرًا.

صرخ أحدهم:

“سنُدفن هنا! لا مخرج لنا!”

 

وقفت الملكة قلقة، لا تعرف ماذا تفعل. عندها تقدّمت النملة ذات اللونين وقالت بثقة:

“أنا صغيرة الحجم، أستطيع أن أزحف بين الأغصان الضيقة، سأبحث عن مخرج آخر.”

 

ضحك بعض النمل باستهزاء:

“أنتِ؟! وأنتِ التي نسخر منها دائمًا؟ لن تنجحي.”

 

لكن الملكة قالت بصوت حازم:

“دعوا لها الفرصة. ربما يرسل الله لنا النجاة من حيث لا نتوقع.”  

 

خرجت النملة بشجاعة وسط جو ماطر وغزير ، تتزحلق أحيانًا لكنها تنهض من جديد. عبرت فوق الحصى الصغيرة، وتسلقت الأغصان المبللة. كانت الرياح تدفعها يمينًا ويسارًا، لكنها لم تستسلم. وبعد وقت من البحث، لمحت فجوة تحت صخرة كبيرة، دخلت منها بحذر، فاكتشفت ممرًا واسعًا يقود مباشرة إلى داخل المستعمرة من جهة أخرى.

عادت مسرعة وهي تصرخ:

“وجدت طريقًا جديدًا! اتبعوني بسرعة!”

 

تحرك النمل خلفها في صفوف طويلة، ونجحوا جميعًا في النجاة عبر الممر الذي اكتشفته. عمّت الفرحة المكان، ووقف الجميع حول النملة ذات اللونين، يصفقون لها ويهتفون:

“لقد أنقذتنا!”

“إنها أشجعنا وأقوانا!”

 

تقدمت الملكة وقالت بصوتٍ يسمعه الجميع:

“اليوم تعلمنا درسًا مهمًا: لا نقيس قيمة أحد بشكله أو لونه، بل بعمله ووفائه. وهذه النملة أثبتت أن الاختلاف ليس عيبًا، بل قد يكون نعمة.”

 

ومنذ ذلك اليوم لم تعد النملة غريبة بينهم، بل صارت بطلة المستعمرة، ورمزًا للشجاعة والإخلاص. وكان النمل يروي قصتها للأجيال الصغيرة ليعرفوا أن الاختلاف هو ما يجعل كل واحد منهم مميزًا.

 

---

🌟 العبرة:

الاختلاف ليس عيبًا، بل هو سرّ التميّز. العمل والصدق هما ما يجعل الفرد محبوبًا ونافعًا، وليس شكله أو لونه.

اتمنى اعجابكم بالقصة

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

12

مقالات مشابة
-