قصة حب قصيرة... قصة اوصاف جميلة الحي والفتي منصور
هى فتاة مثل كل الفتيات فى شغفها بالحياة … (اوصاف ) …فتاة تفردت بالجمال دون النساء .
اسدل الستار على اطلالتها الجميلة معلنا انتهاء كل قصص الفتنة والانوثة فى جسدها الذى يشبه منارة تهتدى اليها سفن الحب المحمولة بالاشواق …تنساب عبر نافذتها الخشبية الزرقاء التى تحنو الى الخضرة فى لونها…
لتسقى صبارا يكاد يتلهف ولعا بالءقتراب منها ان تسقيه مثل جندى اصابه البارود فى صدره و شربة الماء هى ما تبقى من احلامه.
وكانت تلك حجتها الصباحية لتنظر بعيناها العميقة التى تحتضن كل معانى المنظر الخلاب الى حبيبها …انه حبيبها …(منصور ) …. النجار…الذى اصابت رماح الرجولة لديه سويداء الولع لدى ( اوصاف ) …( اوصاف ) التى تنهال عليها طلبات الوصال والدلال من كل شباب الحى ورجالها….لدرجة اثارت غيرة النساء منها رغم دماثة اخلاقها ونعومة كلماتها الهامسة الى اذان تشتاق دوما لسماع موسيقاها …فكانت ( اوصاف ) تمتزج كلماتها مرحا وشجنا دائما كموسيقى السيمفونيات بين (التو ) و ( سبرانو)…
ياله من يوم خجلت منه الشمس واحتجبت حينما تشاجر حبيبها …الفتى ( منصور ) مع ( عباس الدكش )…( فنطاس النكد ) كما يطلقون عليه فى الحى هنالك.
تشاجر معه ( منصور ) لينهاه عن مضايقة الفتيات بين طرقات الحى الضيقة …فكان سكان الحى تخشى الخوض معه فى اى كلام او حديث فيما ادى ذلك الى انه ( دخل بحماره ) كما يقولون….
وكانت قهوة ( شهبور ) هى ميدان ( العاركة ) تطايرت فيه الكراسى مثل ( الرايش ) الذى ينطلق من صاروخ الاسطى ( حمو الحداد ) المجاور للقهوة….
صدرت البيانات الغير عسكرية من ارض (العاركة ) …تارة يصرخ ( عباس)…( موش هرحمك )…ليرد عليه (منصور) …(هعلمك الادب )….اصيب الغريمان (منصور ) و ( عباس ) ….
سقطت قطعة الحشيش من (سيالة ) جلباب (عباس ) كطفل اخرج لسانه …ويبدو ان هذا الطفل كان يود لفت انتباه المخبر (عطية ابو كبير ) الذى اقتاد (عباس ) الى نقطة شرطة الحى….بينما تقمصت (اوصاف ) دور الخدمات الطبية فى حرب طروادة…فاءرسلت الطفل الصغير (سحس ) ابن الجيران …الذى قفز فى اذان ( منصور) …ابلة (اوصاف )
مستنياك فى (حوش ) البيت ….
وتسلل (منصور ) متلفتا فى كل الاتجاهات كبوصلة اصابها الصداء…ودخل الى ….حيث عيناها المنتظرة …والدماء تكاد تزغرد لأن حبيبته ستمضد اياها بقطع الشاش و ( الميكروكروم )…وربما اكتملت تلك الوجبة الطبية ب (صبغة يوود ) ….
امسك بيديها وذابت مثل قطعة السكر فى (قاع الشربات )…وقبلها….وكانت روموشها الجارحة تركل الخجل من وجنتيها…قائلة ….(منصور …انت بتعمل ايه ) ….
ليرد ( منصور )…( زى اى واحد بيحب …انا بحبك وعاوز اتجوزك يا اوصاف)………تلألأ بياض اسنانها مثل اللؤلؤ فى محاره ….واكتست الزينة عيناه الجميلة ….وكانت حمرة الخجل بطلة المشهد ….الا ان الخجل لم يدم طويلا …..وانطلقت القبلات من الجانبين كهجاء الشعر بين (الفرسدق وجرير ) ….وتلتها الافراح المنشودة….وصار الفرح فرحان….(زواج منصور الفتى الاسمر بحسناء الحى …اوصاف ) …وسجن (عباس الدكش) ….
تلك قصتى القصيرة جدا …
لعلها تنال اعجابكم…
تأليف …ورسم اللوحة….كارم محمود