قصص عم الأمثال الشعبية (من جد وجد ) و(عادت حليمة لعادتها القديمة
عادت حليمة لعادتها القديمة
هو أحد الأمثال المعروفة والمتداولة في الثقافة العربيّة يضرب لكل من كان له أحد الطّباع السيّئة التي تعوّد عليها ثم تتظاهر بتركها ونبذها لكن تشاء الأقدار أن يعود إليها مرّة أخرى فمن شبّ على شيء شاب عليه.
أمّا عن قصّة هذا المثل الشّائع فتعود إلى قديم الزّمان حيث أنّ حليمة كانت زوجة حاتم الطّائي التي اشتهرت بالبخل على عكس زوجها الذي يضرب المثل بكرمه وأخلاقه ..
حيث يقال أنّها كانت إذا أرادت أن تضع بعض من السّمن في وعاء الطّبخ ترتجف الملعقة في يدها ،
فأراد حاتم الطّائي أن يعلّمها شيئاً من كرمه فقال لها : لقد كان يقال في قديم الزّمان أن المرأة كلّما وضعت ملعقة من السمن في وعاء الطبخ زاد الله من عمرها يوماً ،
فاتّعظت حليمة وأصبحت تزيد من ملاعق السّمن يوماً بعد يوم حتى صار طعامها شهياً لذيذاً كما تعوّدت يدها على الكرم والسخاء . إلى أن شاء الله أن يفجعها حادثاً أليماً بابنها الوحيد الذي كانت تحبّه مثل نفسها بل وأكثر من ذلك بكثير فخارت قواها وجزعت إلى أن تمنّت أن تموت وصارت لذلك تقلّل من وضع السّمن في وعاء الطّعام حتى تقلّل من أيّام وسنين عمرها حتّى قال النّاس عنها : عادت حليمة إلى عادتها القديمة .
إن شخصيّة حليمة هي محور رمزي لمثل شعبي يتردّد في الكثير من البلدان العربيّة وله تأويلات أخرى كثيرة في بلاد الشام والعراق والخليج.
من جد وجد
قصة مقولة "من جد وجد ومن زرع حصد" تُعد مقولة "من جد وجد ومن زرع حصد" من أشهر الأقوال المنتشرة بين الناس، وقصة هذا المثل فيما يأتي:
في زمن من الأزمان القديمة كان هناك ملكاً في أحد البلدان قام باستدعاء ثلاثة من وزرائه وطلب منهم طلباً عجيباً؛
فقال لهم: “على كل واحدٍ منكم أن يأخذ إحدى هذه الأكياس الكبيرة، ومن ثم عليه أن يتوجه إلى بستان القصر وأن يقوم بجمع الثمار، واحرصوا على اختيار أطيبها وأجودها، وإيّاكم أن تطلبوا المساعدة والعون من أيّ شخص آخر”
كيف نفذ الوزراء أمر الملك؟
توجه الوزراء نحو البستان لتنفيذ أمر الملك، وفي وجه كل منهم تظهر علامات الاستغراب والدهشة، وكان بال كل منهم مشغولاً في كيفية تنفيذ أمر الملك
، فقام الوزير الأول بجمع أجود وأشهى أنواع الثمار بعناية فائقة وبحذر شديد؛ طمعاً منه بنيل رضا الملك وأن يحظى شرف القرب منه.
أمّا بالنسبة للوزير الثاني فلم يكن مهتماً بالأمر كحال الوزير الأول، فكان يختار الثمار بشكل عشوائي دون الاهتمام بجودة الثمار أو نوعها، فملأ الكيس بثمار مختلفة معظمها فاسدة، وكل ما يُفكر به أنّ الملك لن يهتم لأمر الثمار ولن يتفحصها أبداً،
وكان حال الوزير الثالث أكثر سوءًا من حال الوزير الثاني؛ فلم يكترث لأمر الملك أبداً، وملأ الكيس بالحشائش والأوراق التي لا فائدة منها.
في اليوم التالي أمر الملك الوزراء بإحضار الأكياس والقدوم إليه، وعند قدومهم أمر الحراس بحبس كل منهم في حبس انفرادي لمدة ثلاثة أشهر، مع منع الزيارة أو تقديم الطعام والشراب لهم
، فكان الأمر بالنسبة للوزير الأول سهلاً ولا مشكلة فيه؛ لأنّ ما جمعه من ثمار كان لذيذاً وطازجاً وكان كافياً ليسد جوعه فترة الحبس، لهذا لم يذق طعم الجوع أبداً.
أمّا بالنسبة للوزير الثاني فوجد بعض الصعوبة في تدبر أمره؛ لأنّ الثمار الفاسدة لم تنفعه ولم يستطع تناولها، فتدبر أمره بصعوبة بالغة وضيق شديد،
وبالتأكيد كان الأمر أكثر صعوبةً على الوزير الثالث؛ فمات من الجوع والعطش قبل مضي الشهر الأول؛ لأنّه لم يجد ما يأكله.
هذه القصة تختصر الواقع الذي نعيشه، فما تفعله اليوم سترى نتيجته في الغد وسينعكس على مستقبلك، وعلينا أن نجتهد لتحقيق ما نحلم به، فالأهداف والأحلام تحتاج لسعي وعمل جاد ومتقن، وبالتأكيد لن تتحقق لوحدها دون تعب ومجهود، ولن يخلو الأمر من بعض الكد والسقوط والنهوض من جديد.
النهاية