الحذاء الهارب وفوضى الصباح
البداية الهادئة التي انقلبت إلى فوضى غير متوقعة
كان صباح شريف في ذلك اليوم أشبه بمشهد نادر الحدوث. استيقظ مبكرًا قبل المنبّه، شرب قهوته بهدوء، واستمتع بنسيم الصباح دون أي شعور بالقلق المعتاد. كان مقتنعًا أن هذا اليوم سيشكّل نقطة تحول في حياته المهنية، وأنه أخيرًا سيصل في الوقت المحدد دون ركض أو أعذار. بعد الإفطار، عاد إلى غرفته ليرتدي ملابسه، وهنا بدأت أولى شرارات الكوميديا.
لم يجد إلا حذاءً واحدًا فقط على الأرض. تلفّت يمينًا ويسارًا محاولًا العثور على الحذاء الآخر، لكنه اختفى تمامًا وكأنه تبخر. لم يتوقع شريف أن يبدأ يومه بمطاردة غريبة داخل الشقة، لكنه قرر البحث بسرعة قبل أن يفقد هدوءه. بحث تحت السرير فلم يجد سوى جورب ضائع منذ أسابيع. فتح خزانة الملابس، فانهار جزء منها عليه، ثم اكتشف أن الحذاء غير موجود هناك أيضًا.
توجه شريف نحو المطبخ، فخطر بباله أن قطته الصغيرة ـ التي يحبها رغم شغبها ـ ربما كانت وراء الجريمة. بدأ ينادي عليها محاولًا معرفة مكان الحذاء، لكنها كانت جالسة فوق الثلاجة تنظر إليه ببرود وكأنها تستمتع بالفوضى. ورغم أنّ شريف كان دائمًا يتعامل معها بلطف، إلا أنه في تلك اللحظة كان يتمنى أنها تستطيع التحدث لتخبره بالحقيقة.
ومع مرور الوقت، بدأ شريف يفقد أعصابه. كان المتوقع منه الوصول لاجتماع مهم، لكنه الآن يدور في الشقة ممسكًا بحذاء واحد فقط، يائسًا من العثور على الآخر. ومع ذلك، فإن أكثر ما كان يثير الضحك أنه كان يعود لنفس الأماكن التي فتشها مسبقًا، وكأنه يتوقع أن يظهر الحذاء فجأة احترامًا لقلقه.

اكتشاف الحقيقة… والمفاجأة التي أسقطته ضحكًا
وبينما كان يبحث خلف الستائر، سمع صوت سقوط خفيف داخل الحمّام. ركض مسرعًا فوجد أن منشفة كانت على الأرض، وبجانبها… المفاجأة الكبرى. الحذاء المفقود كان داخل الغسالة! اتّضح أنّه في الليلة السابقة حاول ترتيب ملابسه، لكنه رمى الحذاء وسط الفوضى فسقط في الغسالة دون أن ينتبه.
وقف شريف أمام الغسالة مذهولًا للحظة، ثم انفجر ضاحكًا. تخيّل نفسه وهو يمضي نصف ساعة يبحث في كل زاوية من المنزل بينما كان الحذاء يستريح بسلام في الغسالة. لكن المفاجأة لم تنتهِ هنا، فقد اكتشف أن الغسالة كانت قد بدأت دورة خفيفة صباحًا، ما جعل الحذاء مبتلًا بالكامل.
الآن أصبح أمام شريف خيارين:
1. أن يجفف الحذاء بالمجفف ويتأخر أكثر.
2. أو يرتدي فردتين من حذائين مختلفين ويذهب فورًا.
اختار الحل الثاني، وخرج من المنزل بخطوات ثابتة ولكن بمنظر مضحك للغاية. وما إن وصل إلى الشركة حتى لاحظ زملاؤه اختلاف الحذائين، فانفجروا ضحكًا. وعندما حكى لهم القصة، تحوّل اليوم إلى نكتة جماعية أصبحت تُروى في المكتب لأسابيع.
وفي النهاية، أدرك شريف رسالة بسيطة:
أحيانًا ليست المشاكل الكبيرة هي ما يعطّل يومك… بل حذاء مبلل في الغسالة.