قصه تحمل عنوان الرحال المغامر
كان هناك أبٌ جمع أبناءه حاملاً في قلبه روح المغامرة والإثارة، فقال لهم: "يا أبنائي، إن والدكم كان رحالًا ومغامرًا، وهكذا كان أجدادنا، وهكذا ستكونون أنتم. عائلتنا لا تستقر، بل ترحل وتغامر. ويجب على كل فرد منا أن ينطلق في مغامرته الخاصة، سواءً كان وحده أو مع زوجته، وعليه أن يتحدى الصعاب وينصر المظلوم بكل الوسائل المتاحة."
وافق الأبناء على قرار والدهم، وانطلق كل واحد منهم في مغامرته الخاصة. كان عددهم أربعة، وكان الأخ الأكبر حارث . ذهب حارث في مغامرته وأخذ معه كيسًا من الخبز وجرة ماء. وصل إلى صحراء مجهولة وتاه فيها، ولكنه استمر في المشي دون معرفة الاتجاه. مشى لعدة أيام حتى نفدت مؤنته، وأرهقه التعب. ظن أنه لا مفر من الهلاك، حتى رأى مسافرين يركبون الجمال. فرح حارث ونادى بأعلى صوته، فتوقف المسافرين ووافقوا على مساعدته بشرط أن يتبعوا القوانين بدون نقاش. ووافق حارث على ذلك.
في الطريق، تبين لحارث أن المسافرين هم قطاع طرق، قاموا بقطع طريق أسرة أموالهم وهددوهم بتسليم المال مقابل حياتهم. تذكر حارث كلام والده بأنه يجب أن ينصر المظلوم بأي طريقة ممكنة.
وقبل أن نكمل قصة حارث، ننتقل إلى المغامر الثاني واسمه غارس. وصل إلى مدينة لم يجد فيها سوى رجال الشرطة يتواجدون في كل مكان. فور رؤيتهم له، قبضوا عليه وأخذوه إلى عمدة المدينة. عند وصوله، سأله العمدة: "من أنت ولماذا خالفت حظر التجوال؟" فأجاب غارس: "عن أي حظر تتحدث؟ أنا لست من هذه المدينة، أنا مجرد رجل رحال ومغامر." فرد عليه العمدة: "حتى وإن كنت كذلك، فإن ذلك لا يعفيك من العقاب." فسأله غارس: "ولماذا هذا الحظر؟" فأجابه العمدة: "بسبب الوباء المنتشر، والحظر هو قرار اليوم. وأي شخص يخالف الحظر، مهما كانت ظروفه، عليه دفع غرامة قدرها ألف دينار. وأنت، أيها المغامر، عليك دفع الغرامة." فقال له غارس: "ولكني لا أملك هذا المبلغ."فكر العمدة في اقتراح أن يكون غارس خادمًا لديه، حتى يتمكن من سداد ما عليه من ديون. ووافق غارس على هذا الاقتراح، وأثناء خدمته للعمدة، كان يشاهد بعض سكان المدينة الذين خالفوا قرار الحظر ويدفعون للعمدة مقابل خروجهم من العقوبة، ولم يخرجهم إلا الضرورة. فتذكر غارس كلام والده الذي طلب منه أن يفعل ما بوسعه لمساعدة المظلومين. فما الذي سيفعله غارس؟ سأتوقف هنا وسأكمل القصة في وقت لاحق. أتمنى أن تستمروا في المتابعة.
