فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٣

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٣

0 المراجعات

يبدو أنه هو الآخر قد أستسلم لها تماماً و هو يجيب في هدوء غير معتاد عليه:
هاخد قطر الصعيد اللي طالع الفجر ....
مش هغيب عليكي ....
ما تقلقيش ....
و يا ريت متسأليش كتير و تضيعي الليلة دي من إيدينا ....
قالها و نهض من مكانه و هو يحملها بين ذراعيه بينما إكتفت هي بما قال فهي تعلم أنها لن تخرج منه بأكثر مما قال، فهي أيضاً لا تريد أن تضيع ثانية واحدة من تلك الليلة التي سيقضونها معاً و يبدو أن صابر و حنان لا يملكان المزيد من الوقت للدلع و الدلال فقد ألقي بها بعنف علي السرير حيث صرخت هي بشدة و ....
و كانت ليلة حمراء بحق، قضياها و كأنهما لن يلتقيا ثانية ....
أبداً ....

_____________________________________________

" هشام باشا .. تقرير الطب الشرعي طلع بس الدكتور مصطفي الراوي اتصل من بدري و طالب يقابلك ضروري و بيقول إن الموضوع ما يتحملش تأجيل .... "
إنعقد حاجبا المقدم هشام بشدة و هو ينظر إلي حسام و عشرات الأسئلة تدور في رأسه، ثم نهض من مقعده بسرعة و إلتقط الچاكيت الخاص به مرتدياً إياه و وضع مسدسه خلف ظهره و خرج كلاهما، و لم تمضي أكثر من ثلث الساعة حتي وصلا إلي المشرحة و قد إستقبلهما دكتور مصطفي الراوي بترحاب شديد، و أصطحبهما إلي إحدي الحجرات الموجودة بالمكان و أغلق بابها خلفه، و جلس ثلاثتهم حول منضدة صغيرة كانت تتناثر فوقها بضع أوراق بالإضافة إلي لاب توب، فأخذ الدكتور مصطفي يرتب تلك الأوراق واضعاً إياها بجانب اللاب توب ثم نظر إلي المقدم هشام نظرة بدت للأخير مبهمة لم يستطع تفسيرها فهي تبدو كشبح إبتسامة قد إرتسمت علي وجه الدكتور، أما حسام فقد ظل صامتاً ينظر إليهما قبل أن يقطع الدكتور مصطفي ذلك الصمت قائلاً:
هشام باشا أنا أسف فعلاً إذا كنت اتعاملت معاك يومها بإستهزاء أو بأسلوب مش كويس .. معلش سامحني ....
       لا يبدو أن هشام قد سمع حرفاً مما قاله الدكتور، أو أنه تظاهر بذلك، فقد كان كل تركيزه ينصب حول ما توصل إليه الدكتور في قضية عسكري القسم الذي وُجد قتيلاً، و لقد لاحظ الدكتور تلك اللامبالاة التي إرتسمت علي  وجه هشام و لكنه أكمل حديثه غير عابئ بها قائلاً:
شوف يا هشام باشا، أن قضيت ليلتين كاملين مع جثة العسكري أنا و هي لوحدنا، و بصراحة النتيجة الطبيعية اللي قدرت أوصل ليها في النهاية إن مفيش أي سبب أو منطق يقول إن اللي حصل ده جريمة قتل و إن وفاة العسكري ده كانت طبيعية مليون في المية نتيجة إرتفاع مفاجئ في ضغط الدم نتيجة مجهود زيادة، و مش هضحك عليك، أنا بعت أسأل عليه زمايله و أعرف بعض المعلومات بخصوصه و عرفت إنه بالبلدي كدة حمار شغل و روح يا بني و تعالي يا بني، و عرفت إنه من البحيرة و مش بياخد أجازات تقريباً، و آخر أجازة نزلها كانت من حوالي ٥ شهور، طبعاً كل دا إجهاد ممكن في لحظة يأدي لحاجة زي كدة، و ........
قاطعه هشام بنبرة تحمل الكثير من الحدة قائلاً:
قصد سيادتك إحنا السبب في موته؟!....
و جايبنا هنا عشان نشوف هنعمل إيه و لا إيه ....
بدأ الإنفعال يتسرب إلي الدكتور مصطفي هذه المرة قائلاً بشئ من الحدة:
يا باشا إفهمني .... أنا بقولك إن دا التفسير المنطقي الوحيد للي حصل ده ....
قالها و نظر إلي الأرض و قد قلب كفيه و رفع رأسه مرة أخري و قد عاد إلي هدوءه مرة أخري قائلاً:
لكن في تفسير تاني ....
ممكن يخلينا نقول إن اللي حصل ....
فيه شبهة جريمة ....
قالها و أستحوذ بجملته علي حواس كلاً من هشام و حسام بشكلٍ كبير، خصوصاً هشام الذي أيقن أن حل ذلك اللغز الذي يؤرقه و يفكر فيه و يكاد يوقن بوجوده سيكون بين طيات ما سيقوله الدكتور مصطفي و الذي لا يفصله عن سماعه سوي بضع ثواني ....

تابع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة