المرأة المكسورة القوية-القصة الأولى-الجزء 2

المرأة المكسورة القوية-القصة الأولى-الجزء 2

0 المراجعات

نهضت أمل وهي مصدومة و قالت" إذن كنتما تخدعاني طول هذا الوقت’ كنتما تستغلاني فقط لتستطيعا الخروج من الفقر و تصبحا أغنياء حتى تكونا معا و تستطيعا الزواج, لا أصدق هذا أنت كنت أختي و صديقتي الوحيدة و لو أقصر معك في شيء, لم أرفض لك أي طلب و لم أستكثر عليك أي شيء كنت أشارك كل شيء يخصني, كنت أستضيفك في بيتي و أطعمك طعامي و ألبسك ثيابي و أنام معك على نفس سرير كنت أخذك معي أينما ذهبت و كأنك توأمي, أنا التي وقفت بجانبك طيلة فترة الدراسة و حتى بعد أن تخرجت, أنتما الاثنان أنا التي صنعتكما و رفعتكما لأعلى و هذا يكون جزائي في النهاية,أهذا الرد الذي أستحقه منكما؟ رد عليها عمر و بكل حقارة و قال" أنت لم يجبرك أحد على فعل أي شيء, نحن لم نضربك على يديك و لم نغصبك علي القيام بكل ما فعلتيه, أنت وحدك من فعلت كل هذا بكامل إرادتك و أنت فعلتيه من أجلك وحدك ليس من أجلنا, فعلت كل ما فعلتيه لكي تخرجي من وحدتك’كل ما فعلتيه معنا كان من أجل نفسك فقط لكي تملئي الفراغ الذي بحياتك, أنت لم تهتمي أن تري حقيقتنا رغم أنها كانت واضحة, لم ترغبي أن تري وجوهنا الحقيقية التي تخدعك, كان واضحا منذ البداية أننا نستغلك من أجل مصالحنا و أي شخص كان يستطيع فهم هذا مهما كان غبيا لكنك أنت التي رفضت رؤية هذا فكل ما كنت تريدينه هو وجود أشخاص يملئون الفراغ الذي في حياتك حتى و إن كانوا مزيفين, كل ما كان يهمك هو أن لا تبقي وحيدة فقط حتى و إن اضطررت أن تكوني علاقات مع ناس تستغلك, أنت التي أدخلت أشخاصا خاطئين لحياتك و سمحت لهم بخداعك و استغلالك لذا لا تلومي أحدا غير نفسك و الآن هيا أخرجي من شركتنا أنت لا مكان لك هنا بعد الآن, دورك انتهى و لم نعد بحاجة إليك,هيا أخرجي"  

خرجت أمل من المكتب وهي مصدومة و منهارة غير مصدقة لكل ما سمعته معقول حبيبها و صديقتها المقربة كانا يخدعانها طيلة هذا الوقت’معقول كانت مخدوعة فيهم لهذه الدرجة, معقول أنهم كانوا فقط يقومون باستغلالها من أجل الوصول لأهدافهم.

عادت للبيت منهارة و هي تبكي بحرقة و ألم و حين وصلت لغرفتها رمت نفسها على السرير باكية و أخذت تتذكر كل ما حدث من البداية.

أمل فتاة جميلة و ذكية و متفوقة كانت وحيدة والديها, كانت تعيش معهم حياة في استقرار و سعادة إلى أن قررا والداها الذهاب للعمرة و ترك أبنتهما فقد كانت تلك الفترة فترة امتحانات و لم يستطيعا أن يأخذاها معهما لكن للأسف بعد أن أكملت أمل امتحاناتها فجعت بموت والديها أثناء تأديتهما لمناسك العمرة و تم دفنهما هناك, هذا الأمر كان بمثابة دمار لأمل بشكل حرفي فهي لم يكن لها أحد في الدنيا غير والديها إذ لم يكن لها لا أقارب و لا أصدقاء و لا معارف فهي كانت فتاة انطوائية لأن والدها كان صعب الطباع و  يمنعها من الاختلاط وتكوين صداقات وموت والداها معناه أنه بقيت في الدنيا وحيدة بلا سند و ظهر, لكن 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

0

followings

1

مقالات مشابة