المرأة المكسورة القوية-القصة الأولى-الجزء 4

المرأة المكسورة القوية-القصة الأولى-الجزء 4

0 المراجعات

و لم تكن تعرف كيف تكون صداقات مع أحد و من الصعب جدا أن تغير هذا بين ليلة وضحاها,كان شعورها بالوحدة يقتلها لدرجة أنها كانت مستعدة أن تفعل أي شيء لتخرج منها حتى و إن اضطرت لمصادقة أي شخص و هذا ما سيكون السبب في دمار حياتها. 

في يوم ما, كانت أمل تجلس في كافيتيريا الجامعة تذاكر إلى أن دنت منها فتاة اسمها مها و استأذنت أن تجلس و تقوم بالمذاكرة معها فهناك العديد من الدروس التي لم تفهمها وطلبت منها مساعدتها على فهمها بحكم أنها طالبة متفوقة. رحبت أمل بهذا بكل سرور وفعلا ذاكرت لمها و أفهمتها كل الدروس و أثناء المراجعة فتح حديث تعارف بينهما و تفاجئت أمل بمعرفة أن مها فتاة من عائلة فقيرة والداها كانا عاملا نظافة في مصانع نسيج و كانا حالهم صعب جدا لذا هم لم ينجبوا أكثر من فتاة واحدة لضيق الظروف كانوا يعيشون هم الثلاثة في غرفة واحدة على السطح كثيرا كانوا ينامون من غير عشاء فقد كانت الرواتب ضعيفة جدا لا تكفي سوى لنصف الشهر لكنهم كانوا على استعداد لتحمل كل هذا فقط لتكمل ابنتهم تعليمها و تتخرج و تحصل على وظيفة جيدة تخرجهم من الفقر الذي يعيشون فيه. المصروف الذي تأخذه مها لم يكن يكفيها إلا للمواصلات لم تكن تقدر أن تشتري كتب أو تأخذ دورات لتحسن مستواها الدراسي لم تكن تملك حتى ثمن وجبة تشتريها لذا كانت تبقى مجبرة أن تأتي بطعامها من البيت كانت تأتي دائما بطعام لا يغني من جوع هذا غير أنها لم تكن تلبس أي لباس عليه القيمة لم يكن لديها سوى ثلاثة ألبسة قديمة تغيرهم كل يومين إلى بقيت موضع سخرية من الجميع. 

أشفقت أمل عليها كثيرا وأحست بالعجز و الحاجة التي تمر بها مها لذا قررت مساعدتها ربتت على كتفها و مسحت دموعها وقالت "لا تبكي فكل شيء له حل بالنسبة للدروس كل يوم تعالي للكافيتيريا في هذا الوقت و ستجدينني هنا و سأشرح لك كل ما لا تفهمينه و  بالنسبة للملابس فأنا لدي العديد من الملابس القديمة سأعطيك إياها لتستطيعي المجيء للجامعة بمظهر مقبول و إن احتجت لنقود أو أي شيء فأنا موجودة فقط أطلبي مني ولن أتردد أبدا في مساعدتك و لم تكن أمل تعرف وقتها أن هذا سيكون بداية دمارها

وفعلا منذ ذلك اليوم أصبحت مها و أمل اعز الأصدقاء اذ وجدت أمل أخيرا من يملأ الفراغ الذي في حياتها ويخرجها من وحدتها وجدت من يؤنسها ويواسيها فقد اعتبرت مها اكثر من اخت لها وكانت دائما ما تشاركها اغراضها وحاجياتها وتعطيها كل ما تحتاج اليه من مال او ملابس او ادوات مدرسية حتى انها كانت تشاركها بيتها وسمحت لها بأن تأتي لتعيش معها الى ان تتخرج من الجامعة وتعمل وتصبح قادرة على استئجار مكان جيد كما انها وعدتها بأن تشاركها في مشروعها الذي ستفتحه بعد تخرجها بالمختصر مها اصبحت كل حياة أمل ودائما كانت تفعل اي شيء لإرضاها وإسعادها وللأسف لم يكن مع أمل أم أو أب ينصحانها ويحذراها من استغلال مها لطيبتها وشهامتها لم يكن معها احد يوعيها وينبهها 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

0

followings

1

مقالات مشابة