المرأة المكسورة القوية-القصة الأولى-الجزء 3

المرأة المكسورة القوية-القصة الأولى-الجزء 3

0 المراجعات

والداها كان قد تركا لها ميراثا يكفيها فهما كانا موظفان مهمان و يتقاضيان رواتب كبيرة كما أن أمها كانت قد ورثت بيت أهلها و كانت تأجره منذ سنوات مقابل مبلغ جيد هذا غير أن والدها قد أمن عليها و فتح لها منذ طفولتها حسابا مصرفيا وضع فيه مع زوجته عصارة تعبهما طيلة سنوات حتى يؤمنا لها مبلغا يكفيها لتكمل دراستها الجامعية و تقوم بتجهيز نفسها من أجل زواجها و حتى تستطيع أن تفتح مشروعها الخاص بعد التخرج لذا لم يكن هناك قلق من الناحية المادية فأهلها تركوا لها ما يكفيها لتعيش حياتا كريمة دون أن تحتاج لأحد لكن خسارتهما كانت صدمة كبيرة عليها خاصة أنه قد حكم عليها الآن  العيش بمفردها دون ونيس و جليس.

كانت أمل في تلك الفترة قد أنهت السنة الأولى جامعة و رغم أنها نجحت بتفوق و كانت الأولى على الدفعة إلا أن نجاحها لو يستطع أن يخرجها من حالة الحزن التي فيها و بقيت طيلة فترة الصيف في اكتئاب حاد لم تكن تأكل أو تشرب إلا قليلا لم تكن تخرج من غرفتها أو حتى تنهض من على سريرها إلا إن اضطرت لذلك. حرفيا كانت ميتة بالحياة إلى أن حلمت بوالداها و رأتهما في المنام و كان هذا المنام نقطة تحول بالنسبة لها رأت والداها وهم يقولان لها" يكفي يا ابنتي, ارحمي نفسك ما تفعلينه بنفسك لن يعيدنا للحياة ثانية نحنا متنا لكنك أنت مازلت حية عليك أن تكمل حياتك عليك أن تقفي على قدميك يجب أن تكملي دراستك و تنجحي و تحققي كل أحلامك عليك أن لا تضيعي تعبنا عليك طيلة هذه السنين وتحققي حلمنا بأن نراك مهندسة معمارية ناجحة و مشهورة يجب أن تخرجي من هذه الحالة و تكوني قوية من أجلنا صحيح أننا ذهبنا لكن سنبقى معك دائما نحن نحس بك و نراك وحالتك هذه تحزننا و تألمنا تذكري أننا ربيناك دائما على القوة و الصبر و الرضا بقضاء الله لذا ارضي و اصبري و أجعلي القرآن و الصلاة والاستغفار سلاحك ضد الحزن وصيتنا هي أن تعيشي حياتك و تكوني قوية أمام كل الصعوبات التي قد تواجهك و أجعلي القرب من الله قوتك"

نهضت أمل من ذلك المنام على أذان صلاة الفجر وهي تبكي و أحست أنها إشارة من الله لكي تتغلب على حزنها و تتمرد على ألمها وفعلا قامت توضأت و صلت و دعت الله أن يقويها و يمهلها الصبر على فراق والداها ثم جلست تقرأ قرآن إلى أن أشرقت الشمس وأول شيء فعلته بعد أن حل الصباح هو الذهاب للجامعة للتسجيل في العام الجديد فقد كانت تلك فترة رجوع الدراسة و بعد أن أكملت ذهبت و أشترت كل ما يلزمها من كتب و أدوات و عادت للمنزل و هي مقررة أنها يجب أن تحقق حلم والداها و تنفذ وصيتهما بالنجاح في الدراسة و العمل. وبالفعل حين بدأت الدراسة كانت جدية في الحضور و المذاكرة كالمعتاد و كانت دائما ما تتحصل على أعلى العلامات و على الرغم من كل السعادة و الفرح اللذان كانت تحس بهم إلا أنه كان دائما لديها شعور بالفراغ و الوحدة ينغص عليها حياتها وفرحتها خاصة أنها كانت فتاة انطوائية ولم يكن لديها أصدقاء و لم تكن تعرف كيف تكون صداقات مع أحد و 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

0

followings

1

مقالات مشابة