الرحيل الآخير والنهايات المنتظرة

الرحيل الآخير والنهايات المنتظرة

0 المراجعات

ويكتبي مهب الرياح الليلة الباردة، وقف أدهم علي شرفة منزله الصغير. 

كانت النجوم تتلألأ في سماء مظلمة كأحجار الكريم، ترافقه في آخر لحظات قبل أن يبتعد عن عالمه الصغير. 

راح يسترجع زكرياته، تلك اللحظات التي كانت مثل الفصول في رواية حياته. 

ابتسم وه يتذكر أول لقاء مع حبه الأول،  ثم تبعثرت  مشاهد الصراعات والانتصارات كأوراق  الخريف تحت أقدامه. 

وبينما تتساقط قطرات الندي علي وجنتيه، تأمل في كلمات الرحيل الآخير. " رحيلي ليس نهاية، بل بداية جديدة. 

رحيل يحمل معه أحلاما لم يخطر لها قلبي من قبل. "

وبينما يتوجه خطوة  نحو الظلام، يغلق أدهم باب الوراء، ليترك وراءه صفحة جديدة في كتاب حياته. 

وسط هدوء الليل، تسللت نسمة خفيفة الي غرفة أدهم، تحمل عبق الأزهار والأمل. 

انطفأت الشمعة الوحيدة في الغرفة، ما رسمة أشكالا ساحرة علي جدرانها. 

عندما وصل إلي الطريق الخارجي، أحاطت به رائحة الأرض المبللة بندي الليل، كما لو كانت نريد أن تقول له. "كل رحيل يحدث تجددا للحياة. "

سار بهدوء علي الطريق المظلم، وكلما اقترب عن البعد الغامض، زادت المصابيح سطوعا كمصابيح السماء.

في تلك اللحظة الساحرة، انفتحت أمامه أبواب الفرص والمغامرات الجديدة. 

توقف قليلا ونظر إلي الوراء، إلي منزله الذي بدأ وكأنه شاهد عصف الزمن، لكنه شعر بفخر، فالمنزل ليس مجرد حجر وأسمنت، بل هو متحف لقصصه وتحدياته. 

وفي صمت الليل، قرر أدهم أن يكتب فصلا جديدا لحياته. 

بدأ يمضي خطواته في طريق مجهول، يعلم أنه قد يواجه عواصف ووجهات نظر مختلفة، لكنه مستعد لتلك التحديات. 

وكما غمرته النجوم بضيائها، أبصر طريقا مشرقا متلألأ  أمامه.  

رحلته لم تكن النهاية، بل كانت بداية رحلة استكشاف لعوالم لم يخطر بها بباله من قبل. 

وبينما اندلعت الشمس الجديدة في الأفق، شعر أدهم بدفء لطيف يتسلل إلي قلبه، 

كما لو أن الشروق 

يلقي أشعته ليمسح أي ظلمة باقية. 

تسلقت شمس الصباح  ببطء، ترسم لوحة فنية علي سماء البدايات الجديدة. 

في رحلته، التقي بوجوه غريبه وأماكن لم يحلم بها، واكتشف قصصا تتجلي بين خيوط الحياة المتشابكة. 

عاش لحظات الفرح والحزن، لكن في كل تحدي كان يجد قوة جديدة تدفعه إلي الأمام. 

وفي أحد الأيام، وجد نفسه أمام مكتبه صغيرة. 

دخل بحذر، وهناك اكتشف عالما جديدا من القصص والمعرفة، ببين صفحات الكتب، وجد إلهاما وفهما أعمق لرحلته. 

تراقب االساعات والأيام وهو ينمو، يشكل هويته بحرفيه ويكتب رحلته بأقلام متنوعة. 

وفي غمرة اللحظات، أصبحت حياته تروي قصة ملهمه للآخرين، حيث كلما تقدم خطوة جديدة، كانت الصفحات االبيضاء تنطلق لتسجل جديد الإنجازات والاكتشافات. 

وهكذا، تحولت رحلة أدهم إلي رواية ملونه، يحمل كل فصل من فصولها قصة مميزة ودروس قيمة. 

وفي ذرة إبداعه، أدرك  أن الرحيل الآخير لم يكن نهاية، بل كانت بداية لرحلات مثيرة وقيمة يستنير منها كل الذين مروا بهذه العثرات ولم يفقدوا الأمل في بناء أمل جديد وأهداف جديدة لا تنتهي ولا تهدم أمال قوية تؤدي صاحبها إلي قمم الجبال حيث يوجد العظماء. 

أدهم مثل فئه من الشباب ظن أن رحيله من المعركة التي كان فيها هي النهاية ولكن كانت بدايته للنهوض ومع كل كرب يشتد عظمك ويقوي جسدك ويكون أكثر في تحمل الآلام ومتاعب الحياة. 

النجاح في الحياة يحتاج إلي جهد وذكاء لتكون مع العظماء علي قمم الجبال ستحاول وتتعثر ثم تحاول وتتعثر ثم تصل إلي هدفك. 

وتذكر أن كل عظيم كان طفلا باكيا، وكل شجرة كانت مجرد نبته. 

إن الإنسان العظيم يحاول مهما كانت الأمور معقدة لأن لديه هدف ويريد الوصول إليه، هو لا يكل ولا يمل حتي يصل إلي هذا الهدف، أنظر إلي مكتشف المصباح الكهربائي (توماس أديسون)  ظل يحاول ٩٩٩٩ تجربه ونجح في رقم ١٠٠٠٠ هل رأيت مثل هذا الصمود للوصول للهدف ولكن لا تنبهر هو وضع هدفه أمامه وضع فوق هذا إيمانه بنفسه هو علم أنه سينجح مهما فشل ومهما تعثر سينجح، أمامك المقاومة الفلسطينية أمام الإحتلال الإسرائيلي، فالاحتلال يقتل ويسرق ويخرب ولا زال هذا الشعب مؤمن أنه حر يأبي الذل ولا يستسلم لعدو، شعب يقاتل بالأحجار شعب مؤمن بقضيته ووراءه أمة مؤمنه بالقضية لولا أمراءهم ورؤاسهم الذين يحكمونهم بالعصي لم تجعل الأمه هذه صهيونيا علي قيد الحياة من الجرائم الذي فعلوها مع الأطفال والنساء والمسنيين والأسري وأشياء كثيرة يعلمها الله. 

الصمود الذي نتحدث عنه هو الصمود الحقيقي لتحقيق الذات. 

هناك شخصية جميلة مثال للصمود وتحقيق الذات هي شخصية دكتور إبراهيم الفقي، كان حلمه أن يكون مديرا لاحدي أكبر الفنادق ولم يمتلك أي شئ كي يكون مديرا ولكن بدأ مشواره بغسل الأطباق ثم أصبح مالكا لأحد أكبر الفنادق في العالم شخصية جميلة يجب أن تأخذ من ضمن الصامدين. 

وفي نهاية المقال أرجوا أن يكون شيئا يعجب حضرات القراء. 

بقلمي... 

الكاتب / عماد ممدوح

                     ♥♥♥♥♥♥♥♥

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة