وجود الحب والتفاهم بين الطرفين يقوي من العلاقة ويساهم في استمرارها
ولما ازعلك انا دلوقتي؟
ساب كباية الشاي وبص ليا ببرود الدنيا كلها - تزعليني ازاي بقى يا عائشة هانم؟
وبعدين في لوح التلج الي عايشة معاه ده؟ ولما احدفه بكرسي يجيب أجله يعني!
- لو سمحت! الناحية دي بتاعتي، بتحط هدومك فيها ليه؟
- والله الشقة واسعة ومزاجي احط هدومي هنا، حطي هدومك مطرح ما تحبي.
- مطرح!
خناق 24 ساعة، لو مكنتش كل حاجة جت فجأة والله ما كنت وافقت على كائن زي ده، مقدرتش أقول لأ علشان كنت عاوزه اتجوز وخلاص، علشان أراضي أهلي الي كل شوية زن، وكإن جوازي هينقذ العالم من الإحتلال الإسرائيل.ي، أو هيساعد في اكتشاف كائن جديد قادر على إصابة شخص بجلطة في 3 ثواني، زي الي عايشة معاه ده.
- انت بتاكل من أكلي ليه! سيب المعلقة.
اداني ضهره فشديته من هدومه - بقولك سيب.
بص لإيدي وبعدها بص ليا - دافعه حق الأكل ده؟ طبخاه؟ جايباه من بيتك؟ بمصروفك؟ لأ صح؟ يبقى وسعي.
زعق فسبت هدومه بسرعة، بصلي وضحك وهو بيخرج من المطبخ، هو ازاي يزعقلي كده؟ خد يالا نهارك شبه اليوم الي اتجوزنا فيه.
حطت كباية العصير قدامي وقعدت - هدي نفسك يا عيشة.
- بيرمي الشرابات في الشقة بطريقة وحشة يا مروة، تحسي إنه عامل فرح بيهم، ولا نور الشقة الي بينوره كله، قربت اتعمي بسببه والله.
- استحمليه سنة بس.
- وبعد سنة؟
- اتطلقوا، أو يمكن تحبيه محدش عارف.
- احب مين! اسكتي يا مروة.
- هسكت يا مروة حاضر.
احب مين؟ ده كنت اتجوزت الولا جارنا الملزق ده أحسنلي والله، احب مين الهبلة دي.
روّحت البيت، مكنش لسه جه من الشغل، بصيت للشقة بشفقة، عاوزه الم الشربات دي وأولع فيها، ابتسمت ابتسامة شريرة ولميتهم في كيس وخبيتهم في مكان ميخطرش على باله، يوريني بقى مهرجان الشربات ده هيتعمل تاني ازاي.
سمعت صوت تكة المفتاح، ابتسمت وانا ببص للمكان الي محطوط فيه الكيس وانا قاعدة بتفرج على فيلم وباكل فشار، دخل الأوضة غيّر هدومه وجه قعد جمبي - مفيش أكل؟
- في المطبخ.
- وهو هييجي بنفسه ولا أقوم احضر الأكل لنفسي؟
بصيت له وابتسمت برخامة - البيت بيتك يا سي محمد.
- بلاش سي محمد وانتِ حلوة كده.
رمشت بعيوني كذا مرة وايدي اترعشت - ها!
قال وهو قايم يدخل المطبخ - وعملالي رز محروق المرادي ولا مكرونة.
هو قال اني حلوة؟ ازاي يستجرأ ويقولها؟ هو انا حلوة بجد؟ قومت بسرعة بصيت في المراية، من ضمن أسبابي الي مكنتش عاوزه اتجوز بسببها اني مش حلوة، مش كافية لزوج ومش بالجمال الي بسببه يخليه يكتفي بيا، بشوف بنات كتيرة حلوين اوي فبقول ليه هيسيب كل دول ويتجوزني انا؟ أي المميز فيا علشان يتجوزني؟ أنا هكتفي بيه والله لو حبني بجد بس المشكلة في الخوف إني مكنش كافية له، وانا متأكدة من ده.
- فين الشرابات؟
قفلت الرواية - دوّر عليهم.
- مخبياهم يعني؟ أي شغل العيال الصغيرة ده!
هزيت كتفي ببرود - الشقة قدامك أهي، دوّر عليهم.
- بعد إذنك يا عائشة هتأخر على شغلي.
- أي الأدب ده؟ مفكر كده هجبهوملك مثلًا؟
- عائشة!
فاكر يعني لما يقول عائشة بصوت حلو يخليني اتخض كده هقوم اجبهومله؟ واديله شراب في ايده ويبتسملي ويقولي شكرًا وكده؟ قفل الباب وراه، بصيت للشرابات، سبتها من غير ما افكر في حاجة، دخلت المطبخ لقيت مواعين بالكوم عاوزه تتغسل، وهدوم عاوزه تتغسل وتتنشر، اكيد مش هعمل كل ده لوحدي، رنيت على مروة تيجي تساعدني، شوية ولقيتها جت وبدأنا نروق سوا.
كنت بفكر ساعتها فيه، يوم ما جه يتقدم وجاب معاه نوع شوكولاتة معرفش ازاي عرف اني بحبه، وجاب ورد المرة الي بعدها، يمكن صدفة الي عمله ده، ويمكن إجابة لأمنية مقولتهاش بصوتي ومدعتش بيها، أنا معرفش السبب الي وفقت بيه عليه غير اني عاوزه اخلص من زن ماما، مش ده كان السبب الأساسي، انا ارتحتله، أصل مفيش حد هيتجوز من غير ما يكون مرتاح، ودي المشكلة الي مش فاهماها لحد دلوقتي يارب.
- هتحطي الشرابات دي فين؟ حطاهم في كيس كداليه؟ لا لا متقوليش، كنتِ مخبياهم؟
- تربيتك بقى.
- عاش عيشة بنتنا عاش.
قبل ما اشوفه قاعد قدامي في الرؤية الشرعية شوفته مرة قبلها، كان خارج من المسجد ومرة واحدة وقف ونزل على ركبته قدام قطة، ملس عليها بحنان خلى قلبي يتحرك، شوية وجت طفلة صغيرة أخدتها وشاورتله، فضل مبتسم لحد ما البنت مشيت، بص ليا لما لقاني مركزة معاه، انتفضت لما سمعت صوت ماما بتناديني وبصيت له بصة أخيرة ومشيت، كان بالنسبالي موقف عابر زي أي موقف، بس نفس المشاعر الي اتحركت فيا بحنان لما شوفته بيلمس القطة حسيت بيها لما لمس ايدي يوم كتب كتابنا.
- هتطبخي ايه؟
- بفكر أعمل مكرونة بالفراخ لأنه بيحبها.
بصت ليا بصة فهمتها كويس أوي - مين ده الي بيحبها يا فنانة؟
حطيت ايدي على بطني - ده.
اتخضت - نهار ابوكِ ابيض، انتِ حامل!
- نعم!
الطبق وقع من ايدي وصرخنا احنا الاتنين لما سمعنا صوته، كان باصص ليا بطريقة كان هاين عليا الأرض تنشق وتبلعني وقتها، أو عاصفة تيجي تمحيني من قدامه.
مروة سبتنا ومشيت، أول ما سمعت صوت قفل الباب وراها نطقت الشهادة.
- لو حلفتلك اني كنت بهزر هتصدقني؟ والله هتصدقني.
فضل يقرب مني وانا ارجع ورا لحد ما لزقت في الحيطة - والله بهزر.
جز على سنانه وحط ايده جمبي فعيوني دمعت بخوف - بهزر والله.
فتحت بؤي بصدمة لما لقيته بيضحك جامد، سند على الحيطة ولسه بيضحك - شكلك وانتِ خايفة كده فظيع أوي والله.
قال كده وقعد يضحك اكتر، بصيت للسكينة الي محطوطة جمب الطماطم، احميني من نفسي يارب، احميني واحميه.
- بما اني عارف انك مطبختيش فطلبت اوردر.
مش هسأله عرف ازاي اني مطبختش أنا كنت عاوزه اسأل سؤال واحد بس، ضحكته حلوة اوي كداليه؟
لما لقاني مركزة معاه قرب اخد طمطماية من جمبي وخرج، نفَسي كان محبوس لما قرب مني، ومكنتش عاوزاه يبعد، كنت عاوزاه يفضل مقرب، ودي مشكلة تالتة والله.
نده عليا لما الاوردر وصل، كنت راحة افتح الباب ووقفت لما شدني - راحه فين!
- افتح الباب.
- وانا لابس طرحة يعني ولا ايه؟ مش شايفة انتِ لابسة ايه.
وقفت في الأوضة لحد ما جاب الأكل وحطه على السفرة، هي دي غيرة ولا موقف عادي كأي زوج وده واجبه ناحية مراته؟ مراته!
فوقت من سرحاني على صوته، قعدت على الكرسي الي جمبه، طالب بيتزا شاورما فراخ، وبرجر وشاورما، وبيبسي، الأكلة المفضلة عندي، هي دي صدفة كمان ولا دي تهلوسات؟
- انت تعرف ان دي الأكلة المفضلة عندي؟
- وعندي.
- ونوع الشوكولاتة الي جبتهالي يوم الرؤية؟
- النوع المفضل عندي برضو.
- وليه كنت لابس كله اسود؟
- بحب اللون ده.
- بتكذب ولا بتتكلم بجد؟
- كلي الأول وهقولك بجد.
خلصت اكل بسرعة، مش علشان اعرف دي صدفة ولا هو عارف، لأنه في كلتا الحالتين استجابة لدعوة مطلبتهاش، اتمنتها جوايا، للحظة حسيت إني عاوزه اعيط، كتير أوي استجاب دعوات مطلبتهاش، مجرد اتمنتها تحصل جوايا، شوفتها ولمستها قبل ما اطلبها، يعني سبحانه بعت محمد علشاني؟ استجابة لدعواتي؟ حتى لما شوفته قدام المسجد كانت أمنية مطلبتهاش من سخافتها، إزاي يعني هطلب يعني أول لقاء بنّا يكون خارج من الصلاة؟ في الرؤية يجيب الشوكلاتة الي بحبها ويكون لابس أسود علشان بحبه، وتاني زيارة يجيب ورد، ويحب الأكل الي بحبه وحاجات تانية لسه بكتشفها فيه، يعني ربنا ببستجيب كل حاجة؟ قريب مني أوي كده؟
حسيت بملل فخرجت خبطت على الباب فأول ما فتح صرخت في وشه من الخضة - ايه في ايه؟
- انت الي في ايه! اي الي في وشك ده؟
- ده ماسك الفحم بتاعك، لقيت وشي مرهق شوية فقولت احط منه.
- وانت اي حاجة تحط منها؟
- منتِ الي مش مهتمية بجوزك.
بصينا لبعض شوية وبعدها سندت على الباب وانا بضحك، كنت عاوزه ابوسه من الماسك بتاعه ده والله، مش خدوده لأ الماسك بتاعه ده والله.
- هو المفروض اغسل وشي؟
سبت الفون وقعدت قدامه، بدأت اشيل الماسك من على وشه، كان صوت نفسه قريب مني، باصص لوشي بتركيز، ايدي اترعشت على وشه فبتسم، قلبي الي بيدق ده انا مش مسئولة عن أي حاجة بيعملها.
قام غسل وشه وجه، جبت المرطب وحطتله وأنا بقول - هخرج مع مروة بكره نجيب شوية حاجات، همشي بدري.
- وهتيجي امتى؟
- مش عارفه، احتمال نتأخر شوية.
- كنت عاوز اقولك حاجة.
- سمعاك.
- أنا بحبك.
الحياة كانت بتمدلي ايديها وبتضحك، أنا من ضمن الناس الي سبتلهم الحياة باب الفرح مفتوح، باب الفرصة وراحوا قفلوه وقاعدوا وراه يبكوا، الحياة حطتني في اختيارات مكنتش منصفة، وقّعت في طريقي ناس خلوني أحس اني مش كافية، واني لو فضلت عمري كله ادور على دراعات تحضني مش هلاقي.
كان لطيف وهو بيقولهالي، وهو بيلمس كل حرف فيها، وانا شايفاها في عيونه قبل من ما يقولها، الباب الوحيد الي فتحتهولي الدنيا ومقدرتش اقفله بإيدي واقعد وراه، اديت قلبي فرصة يدخله، يخليني أحس إن الدنيا لسه جميلة وبتضحك.
- لقيت الرواية اخيرًا، عائشة!
هزتني فابصيت ليها - بتقولي حاجة؟
- بقولك لقيت الرواية، سرحانة في ايه؟
- مفيش حاجة.
خرجنا من الصبح بدري علشان نجيب طلبات، محضرتلوش الفطار، ولا كويت له القميص، حسيت بحاجة ناقصة، معرفش ليه كنت عاوزه اصحيه أسمع صوته قبل ما أمشي، الساعة بقت 4 وده معاد رجوعه من الشغل، انا في الأول كنت بستنى مروة تتطلب نخرج علشان ابعد عنه دلوقتي عاوزه ارجع الشقة، عاوزه اشوفه!
اتنهدت بضيق وخرجت موبايلي ارن عليه، لقيته بيرن، قلبي دق جامد، فضلت بصه لاسمه وبعدها فتحت الخط، صوت عصافير بتغرد في قلبي ونسمة هوا حنينة حاوطته، حسيت إني عاوزه ارجع البيت حالًا، أفضل قاعدة معاه وممشيش، أسمع حكاياته الي كانت مملة بالنسبالي، أضحك على التصرفات إلي بيعملها لما يكون رايق أوي أو مضايق من حاجة، وهو بيحاول يطبخ حاجة جديدة ناكلها سوا، وهو بيحاول يقرب مني وانا ببعد، المرة دي والله ما هبعد.
رجعت البيت لقيته قاعد على الكنبة، بصلي وابتسم ابتسامة باهتة لما قعدت جمبه - مالك؟ فيك حاجة؟
- زعلان شوية من حاجات حصلت معايا في الشغل النهاردة، فكك دلوقتي، قومي حضري اكل علشان جعان.
مش نبرة صوت محمد الي عارفاها، ولما بيطلب حاجة مبيطلبهاش بالنبرة دي، كنت حساه عاوز يعيط ومستكبر ده، أو خايف، الإنسان لما يحس بالأمان مع حد مبيخافش يعيط قدامه، يظهر ضعفه وتعبه، كنت عاوزاه يحس بالأمان فقولت - مبعرفش اواسي، بعرف احضن، احضنك؟
فك ايده من بعضها وبص ليا وقبل ما يتكلم لفيت ايدي حوالين رقبته، كنت عاوزه احسس قلبه بالأمان، بالدفى، أخرجه وأنفخ فيه من فرحي فيفرح ويطمن، وإنه ميخافش مني، أول مرة احس إن فيه أسباب تانية تخلي الإنسان حزين، منها لو حد بيحبه حاجة وجعاه، أو زعلان، بيحس إنه ضعيف أوي قدامه.
- صباح الخير.
- القميص متعلق على الشماعة جوه، وجهزتلك شنطة اللاب بتاعك، وكمان الجزمة لمعتها والفطار جاهز و..
مسك ايدي - اسكتي، واسمعيني.
خد نفس طويل وقال - انا مش عاوز افسر الي بتعمليه ده على إنه حب واتكفي على وشي في الاخر.
-...
- اهتمامك بيا، بتسمعيني، بتحضنيني لما باجي تعبان وهلكان وبرتاح بين ايديكِ وكأني مالك الدنيا، رميت التعب على الباب الشقة يومها وانا داخل لما شوفت ضحكتك، أكلك الي بتعمليه بحب كبير حسيت بيه مجرد ما ابتسمتي وانا باكل معاكِ، كل ده خايف يكون اهتمام طبيعي مش حب.
- كنت بهتم بيك كده في الأول؟
- المشكلة إنه لأ.
- يبقى ايه الي اتغير؟
- يعني الي في دماغي صح؟
ابتسمت وأنا بمسك ايديه الاتنين - أنا هحضر الغدا، الي معمول بكل حب.
ابتسم ودي كانت أحلى ابتسامة شوفتها في الدنيا - هستناكِ علشان احكيلك إلي حصل معايا النهاردة.
- هحضره بسرعة.
عرفت دلوقتي ليه معظم المتجوزين الي بيحصل بينهم مشاعر حب كبيرة بعد الجواز هما أكتر العلاقات الناجحة عن غيرها، عرفت ليه ماما كانت تقول إن قلب الراجل معدته مش علشان بيحبوا الأكل لأ، لأني اكتشفت إن الطبخ بحب نوع من أنواع الاهتمام، لو مبحبكش هتطبخلك حلو ليه؟ هفنن كل فترة طبخة ندوقها سوا ليه؟ الحياة لطيفة لما يعيشوها اتنين، يحاولوا بأقصى جهدهم يفرحوا ويرضوا بعض، عرفت إن الحب حاجة جميلة اوي، بنحس بجمالها لما بتيجي في وقتها.
نام على رجلي وحط ايدي على شعره - وبعدها إيه الي حصل؟
- حبيتك.
- وبعدها؟
- بدأت اظهر حبي ليك، والحمد لله انك فهمت.
- طب مش ناوية تقوليها؟
- انت حاسس بيها وده كفاية.
- عاوز اسمعها.
- غمض عيونك الأول.
ابتسم وغمض زي ما قولتله، وطيت وبوسته من جبينه وحطيت خدي على خده - بحبك.
"ولعلنا ذات يومٍ نلتقي، لعل هذا اليومَ قريب".