سمل العيون عقوبة واسقاط شرعية

سمل العيون عقوبة واسقاط شرعية

0 المراجعات

سمل العيون عقوبة واسقاط شرعية

عرف عن الملوك الآشوريين شدتهم وقسوتهم، وفرض العقوبات الصارمة بحق اعدائهم الداخليين والخارجيين. ومن ابرز هذه العقوبات و أكثرها قسوة؛ سمل عيون المتمردين و المخالفين والاسرى.
وكان سمل العيون اسرع طريقة لازاحة المنافسين على العرش داخل الاسر الحاكمة؛ لأن حاسة البصر شرط ضروري من شروط الملك.
وقد انتقلت عادة سمل العيون الى الشعوب المجاورة، خاصة شعوب بلاد فارس وبيزنطة.

لقد كان أول من سُملت عيونه في الإسلام، الداعية العباسي عمار بن يزيد خداش، سمَله الوالي الأموي أسد بن عبد الله القسري (المتوفى 120هـ).

وسمِّل مروان بن محمد، آخر خلفاء الأمويين، يزيد بن عبد الله القسري بقلع عينيه بأصابعه.

وأول من عاقب بالعينين أبو جعفر المنصور الدوانيقي فقد دق أوتاد في عيني رجل شتمه.

ثم استعارها الاتراك لتطبيقها على الخلفاء العباسيين، فبعد مقتل اخيه المقتدر تولى القاهر بالله شؤون الحكم. فكان اول عمل قام به حبس زوجة ابيه و أم الخليفة السابق “السيدة شغب”, وعلى الرغم من انها هي التي ربته منذ صغره حين توفيت أمه، و دافعت عنه عندما حاول ابنها المقتدر قتله بتهمة الخيانة  إلا ان القاهر بالله قام بتعليقها مقلوبة و تعذيبها, حتى كان بولها يسيل على وجهها لكي تدله على مخابئ ذهبها ومجوهراتها النفيسة بعد مصادرة اموال اسرة اخيه.

وقام القاهر بنحر قائد الجيوش «مؤنس الخادم»، وبليق الحاجب و ولده علي، وقام بتعليق رؤوسهم على جسور بغداد ، واستحوذ على جواريهم.

وكان سكيرا لا يكاد يفيق من السكر!
وخاف الوزير ابن مقلة على نفسه من غدر الخليفة فقام بتأليب قادة الجند والأعيان و عامة الناس عليه حتى أجمعوا رأيهم على خلع “القاهر بالله “، فقاموا بالهجوم على قصر الخليفة بقيادة ابن أخيه الراضي بن المقتدر بالله، فوجدوه مخمورًا فاخدوه و سملوا عينيه بمسمار محميّ حتى سالتا جميعاً كشحمة ذائبة, لكي يفقد حقه في الخلافة فتحول الخليفة الى سجين ثم الى متسول في اسواق بغداد .

ثم جاء دور المتقي لله إبراهيم بن المقتدر فسمل الأمير الديلمي توزون عينيه بتدبير من حُسْن الشيرازية المعروفة بعلَم، فخُلع وبُيع لابن عمه عبد الله المستكفي. وكانت نهاية حُسْن كنهاية ضحيتها، قُطع لسانها وسُملت.

وبعدها وقع المستكفي (المتوفى 338هـ) نفسه، بما دبر لابن عمه،  فقد قُبض عليه وحمل إلى دار معز الدولة، فسُمَّلت هناك عيناه، وسُجن حتى وفاته.

وممن سمل والده شاه شجاع (المتوفى 787هـ) الذي تعاون مع أخوته ضد والدهم، محمد بن مظفر بن منصور، لينتزعوا عيني والدهم وسلطانه.

الصورة المرفقة في المنشور هي لمسلة عثر عليها في مدينة دور شروكين (شمال العراق) عاصمة مملكة آشور في زمن سرجون الثاني .
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

7

متابعهم

3

مقالات مشابة