صرخة من تحت الماي: حكاية النداهة

صرخة من تحت الماي: حكاية النداهة

0 المراجعات


صرخة من تحت الماي: حكاية النداهة

في قرية "كفر أبو رجيب" اللي على ضفاف النيل، حكايات الجن والعفاريت بتتنقل من جيل لجيل، ودايماً حكايات "النداهة" كانت هي المفضلة عند الكبار والصغار. النداهة دي جنية جميلة بتظهر على هيئة ست ستات حلوة، صوتها زي المزمار، بتنادي على الرجالة باسمهم في الليالي المظلمة. اللي يسمع نداءها يروح وراها زي التابع، وبيوصل لمكان فيه مياه، وبيغرق فيها وميرجعش تاني.

كان في القرية شاب جامد اسمه "عمر"، معروف بجرأته وهمه قوي. عمر دا كان دايماً يسمع حكايات النداهة من جدته، بس كان بيستسخفها وبيقول "كلها خرافات وخزعبلات".

في يوم من الأيام، كان عمر راجع من المدينة بعد المغرب، وفجأة سمع صوت ست بتنادي عليه باسمه: "يا عمر يا حبيبي، تعاااالي!"

اتخيل معايا رعب عمر! قلبه دق بسرعة، وفكره اتخربط، لكن تذكر كلام جدته: "لو سمعت نداء النداهة، اقرأ الفاتحة وامسك حديد، وهاتجري بعيد من ناحية الصوت".

نطق عمر بالفاتحة، ومسك حديدة من الأرض، وراح يجري بعيد عن الصوت. وفجأة، حس إنه اتخطف في الهوا، ووقع في بركة مياه عميقة.

غرق عمر و الدنيا اتسودت قدامه، وفكر إنه خلاص مات. لكن بعد كدة، حس إنه بيتنفس ببطء، وفتح عينه لقى نفسه في مغارة غريبة، مليانة نور خافت، وبيسمع صوت ست بتضحك.

ظهرت النداهة قدامه، أجمل ما شاف في حياته، ابتسامتها زي القمر، وشعرها زي الحرير. حاولت تخدع عمر وتخليه يقرب منها، بس عمر فاتح عينه عليها، وبيحفظ كلام جدته: "متغرّش في جمالها، دي شيطانة عاوزة تموتك".

رفض عمر كل إغراءات النداهة، وفضل يقرأ القرآن. غضبت النداهة وصارخت، وحاولت تخنقه، بس عمر مدّ حديدته على رقبتها، وصرخ بأعلى صوته: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!".

اترجت النداهة عمر تخليه يروح، فوعدها أنه هيخبرها بأمرها للناس، و هيخليهم يبطلوا يخافوا منها. صدقها عمر وسابها، ورجع قريته سالمًا غانمًا.

من يومها، حكى عمر للناس حكايته مع النداهة، وبيقولهم إنها مش مخلوقة شريرة، بس ضعيفة ومحتاجة مساعدة. وصدق الناس عمر، وبطلوا يخافوا من النداهة، وعاشوا حياتهم بهدوء وسكينة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

36

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة