لو بتحب القصص الرعب يبقي لازم تقرا القصه دي
لظلام العائدا
في ليله من ليالي شتاء عام 1925، كانت بلدة "رينوود" الهادئة مغطاة بطبقة كثيفة من الثلج، وحيث لم يكن من المعتاد أن تثير هذه البلدة الصغيرة أي ضجة، كانت الليلة مختلفة تمامًا. كانت الأنوار في البيوت تتراقص من خلال الستائر، بينما كان الأطفال ينامون بسلام في أسرّتهم. لكن في أحد المنازل القديمة، التي كانت تقف على أطراف البلدة، كانت هناك قصة أخرى تتكشف، قصة من الظلام والخوف.
كان المنزل القديم يُعرف باسم "بيت ويلكينز"، وهو منزل مهجور منذ سنوات طويلة بعد وفاة صاحبه العجوز السيد آرثر ويلكينز في ظروف غامضة. كانت الإشاعات تقول إن روح السيد آرثر لم تغادر المنزل أبدًا، وإنها تتجول في ممراته وغرفه ليلاً. لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب من البيت بعد حلول الظلام، حتى جاء ذلك اليوم.
كان "جوناثان" شابًا مغامرًا، يهوى القصص الغامضة ويعشق الرعب. قرر أن يستكشف بيت ويلكينز بنفسه، ليحصل على قصة مروعة تضاف إلى مغامراته. كان يعلم أن الأجواء المثيرة والمخيفة هي ما يحتاجه تمامًا لكتابة روايته القادمة. وعلى الرغم من تحذيرات أصدقائه، إلا أن شغفه كان أقوى من أي خوف.
عند غروب الشمس، تسلل جوناثان إلى المنزل المهجور. كان الهدوء يلف المكان، وصوت خطواته على الأرض الخشبية كان يملأ الأرجاء. بينما كان يتنقل بين الغرف المهجورة، كانت الرياح تعوي من خلال النوافذ المكسورة، وكأنها أرواح تصرخ في العتمة.
وصل إلى الطابق العلوي، إلى غرفة السيد آرثر ويلكينز، حيث وجد المكتب القديم وبعض الأوراق المبعثرة. بدأ جوناثان يقلب الأوراق، باحثًا عن أي دليل على ما كان يحدث في هذا المنزل. وفجأة، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة، لكنه لم يرَ شيئًا سوى الظلام. عاد إلى الأوراق، ولكن صوت الخطوات عاد مرة أخرى، أقرب هذه المرة.
بدأ قلبه يخفق بسرعة، لكن الفضول كان أقوى من الخوف. تبع الصوت إلى ممر طويل يؤدي إلى قبو مظلم. نزل السلالم بخطوات حذرة، وكلما اقترب من القبو، كان يشعر ببرودة غير طبيعية. عندما وصل إلى الأسفل، وجد بابًا خشبيًا قديمًا نصف مفتوح. دفعه بحذر ودخل.
كان القبو مظلمًا تمامًا، إلا من ضوء خافت يتسلل من شقوق الباب. وبينما كان يتفحص المكان، رأى ظلًا يتحرك في الزاوية. حاول أن يقنع نفسه أنه مجرد وهم، لكن الظل بدأ يتجسد أمامه. كانت تلك روح السيد آرثر، تطفو في الهواء بنظرات متجمدة وثياب ممزقة.
تجمد جوناثان في مكانه، ولم يستطع أن يحرك ساكنًا. بدأ السيد آرثر يتحدث بصوت عميق مخيف، يحكي عن الظلم الذي تعرض له، وكيف قُتل على يد أقرب أصدقائه طمعًا في ثروته. كانت الروح محبوسة في هذا البيت، تبحث عن من ينصفها ويكشف الحقيقة.
استجمع جوناثان شجاعته وسأل الروح كيف يمكنه مساعدتها. أعطاه السيد آرثر مفتاحًا قديمًا، وأشار إلى صندوق صغير مخفي تحت الأرضية. فتح جوناثان الصندوق، ووجد داخله مستندات تثبت جرائم أصدقاء السيد آرثر. أخذ الأوراق ووعد الروح بأنه سيعيد لها حقها.
غادر جوناثان المنزل بسرعة، ولم يكن يصدق ما مر به. في الأيام التالية، قام بنشر القصة في الصحف المحلية، وأصبحت حديث البلدة. تم التحقيق في القضية، وأُعيد فتح الملفات القديمة. بفضل جهود جوناثان، تم القبض على الجناة، وعادت الروح إلى الراحة الأبدية.
عندما عاد جوناثان إلى البيت في تلك الليلة، شعر براحة وهدوء لم يشعر بهما من قبل. وعلى الرغم من أن مغامرته كانت مخيفة، إلا أنها جعلته يشعر بأهمية البحث عن الحقيقة مهما كان الثمن. وكانت هذه التجربة بداية لسلسلة من المغامرات الجديدة، حيث أصبح جوناثان معروفًا بجرأته وشجاعته في مواجهة المجهول.