لعنة بيت الأشباح
لعنة بيت الأشباح
الفصل الأول: البداية
في قرية صغيرة نائية محاطة بالغابات الكثيفة، كان هناك منزل قديم ومهجور يعرفه الجميع باسم "بيت الأشباح". كان الأطفال يتجنبون الاقتراب منه، وكانت الأمهات تحذر أبناءهن من اللعب بالقرب منه. كان البيت يقف كظل قاتم على تلة، متربصاً بكل من يجرؤ على اختراق هدوءه المميت.
في أحد الأيام، اجتمع مجموعة من الأصدقاء في مقهى القرية. كانوا يتبادلون القصص ويضحكون على الأساطير المحلية. كان سامر، الشاب الجريء الذي لا يؤمن بالخرافات، يجلس بينهم ويستمع بتمعن. قال له أحد الأصدقاء مازحاً: "لماذا لا تذهب إلى بيت الأشباح وتثبت لنا أنه مجرد خرافة؟". ارتسمت على وجه سامر ابتسامة تحدي، وقرر أن يأخذ الأمر على محمل الجد.
الفصل الثاني: الاستعداد
قضى سامر الأيام التالية في التخطيط للمغامرة. جمع أصدقائه المقربين - نادر، وليد، ولينا - وأقنعهم بالانضمام إليه في رحلة إلى بيت الأشباح. كانوا مترددين في البداية، لكن حماسة سامر وشجاعته دفعتهم للقبول.
جمعوا المعدات اللازمة: مصابيح يدوية، كاميرات، وبعض الأدوات للتخييم في حال اضطروا للبقاء طوال الليل. اتفقوا على أن يكون اللقاء عند منتصف الليل، عندما تكون الأجواء أكثر رهبة وغموضاً.
الفصل الثالث: المواجهة
في ليلة مظلمة وباردة، تجمع الأصدقاء عند مدخل القرية. كانت الرياح تعصف بالأشجار وتصدر أصواتاً مروعة. انطلقوا نحو بيت الأشباح، وكل منهم يشعر بقلق غير معلن. عندما وصلوا، كان البيت يبدو أكبر وأكثر رعباً مما تخيلوا. وقفوا أمام الباب المهشّم، وأخذوا نفساً عميقاً قبل أن يفتح سامر الباب ببطء.
الفصل الرابع: الداخل المظلم
دخلوا إلى الداخل بحذر، وأضاءوا المصابيح اليدوية. كانت الغرف مليئة بالغبار والعناكب، والجدران تحمل آثار الزمن والرطوبة. بدأوا في استكشاف المكان غرفةً تلو الأخرى، وأصوات خطواتهم كانت تتردد في أرجاء المنزل المهجور.
فجأة، انطفأت المصابيح اليدوية جميعها في وقت واحد، وغرقوا في ظلام دامس. سمعوا صوت خطوات خافتة تتقدم نحوهم، رغم أنهم كانوا وحدهم في المنزل. كانت الهمسات تزداد حولهم، وأصوات الأبواب تغلق وتفتح بدون سبب.
الفصل الخامس: المواجهة مع المجهول
في وسط الظلام، شعر سامر بشيء بارد يلمس كتفه. عندما استدار، رأى وجهاً شاحباً بعيون فارغة تحدق فيه. صرخ من الرعب واندفع نحو الباب محاولاً الهرب، لكن الباب كان مغلقاً بإحكام. حاول أصدقاؤه مساعدته، لكنهم شعروا كأن الأيادي الخفية تمسك بهم وتمنعهم من الحركة.
بدأت الأنفاس تضيق، وشعر الجميع أنهم محاصرون بلا مفر. في تلك اللحظة، تردد صوت قديم وعميق في أرجاء المنزل قائلاً: "لقد أيقظتم اللعنة، والآن لن تخرجوا أبدًا!". تجمدت الدماء في عروقهم، وأدركوا أنهم في مواجهة قوة خارقة للطبيعة.
الفصل السادس: الهروب المعجزة
استجمع سامر شجاعته وحاول كسر النافذة للهرب، ولكن الزجاج كان قاسيًا كالفولاذ. فجأة، شعروا بنسمة هواء دافئة واختفت الظلال والصوت المرعب. عادت المصابيح للعمل، ووجدوا أنفسهم خارج المنزل بأعجوبة، وكأنهم لم يدخلوا أبدًا.
الفصل السابع: الدروس المستفادة
غادر سامر وأصدقاؤه القرية في تلك الليلة، ولم يعودوا أبدًا. بقيت ذكريات تلك الليلة محفورة في أذهانهم، وتأكدوا أن "بيت الأشباح" ليس مجرد أسطورة، بل هو واقع مرعب لن ينسوه ما داموا أحياء. تعلموا أن بعض الأماكن تحمل في طياتها أسرارًا لا يجب اكتشافها، وأن الشجاعة قد تتحول إلى تهور في مواجهة المجهول.
تلك كانت الليلة التي غيّرت حياتهم إلى الأبد، وعلّمتهم أن الاحترام والخوف من المجهول قد يكونان أفضل من مواجهة قوة لا يمكن السيطرة عليها.
الي اللقاء مع القصة القادمة