الظل في المرآة: قصة رعب قصيرة
في قرية نائية، عاشت فتاةٌ صغيرةٌ تُدعى سارة مع جدتها العجوز في كوخٍ قديمٍ يطلّ على غابة كثيفة. كانت سارة وحيدةً، فلم يكن لها أصدقاء في القرية، وكانت جدتها مشغولةً دائمًا بالأعمال المنزلية.
في أحد الأيام الممطرة، بينما كانت سارة تجلس أمام الموقد، سمعت صوتًا غريبًا قادمًا من غرفتها. نهضت ببطءٍ وخوفٍ، وتوجهت نحو غرفتها.
عندما فتحت الباب، لم تجد شيئًا غريبًا، لكنّها لاحظت شيئًا مختلفًا في المرآة. كان هناك ظلٌّ غامضٌ يقف خلفها، ظلٌّ أسودٌ طويلٌ بِعيونٍ حمراء متوهجة.
تجمدت سارة في مكانها من شدة الخوف، ولم تتمكن من تحريك أيّ عضلة في جسدها. اقترب الظلّ منها أكثر فأكثر، حتى لامس كتفيها الباردين.
صرخت سارة بصوتٍ عالٍ، وفجأةً، اختفى الظلّ كما لو أنه لم يكن موجودًا من قبل. ركضت سارة إلى جدتها، وهي تبكي وتروي لها ما حدث.
ضحكت الجدة بسخرية، وقالت لها: "لا تقلقي يا حبيبتي، إنها مجرد خيالاتك. لا يوجد شيء غريب في هذه المرآة."
لكن سارة لم تصدق جدتها. كانت تعلم أنّ ما رأته حقيقيًا، وأنّ ذلك الظلّ الغامض يهددها.
في تلك الليلة، ذهبت سارة إلى الفراش وهي خائفةٌ للغاية. لم تتمكن من النوم، وظلت تنظر إلى المرآة خوفًا من عودة الظلّ.
فجأةً، ظهر الظلّ مرةً أخرى في المرآة، هذه المرة اقترب من وجهها أكثر، وبدأ يهمس في أذنها بكلماتٍ غريبةٍ لم تتمكن من فهمها.
صرخت سارة من جديد، لكنّ لا أحد سمعها. أمسكها الظلّ بيديه الباردتين، وبدأ يسحبها نحو المرآة.
حاولت سارة المقاومة، لكنّها لم تتمكن من ذلك. شعرت وكأنّ جسدها يُسحب لا إرادياً نحو العالم الآخر.
في تلك اللحظة، فتحت الجدة باب الغرفة، ودخلت مسرعةً. عندما رأت ما يحدث، أمسكت بمِطرقةٍ كبيرةٍ وضربت بها المرآة بقوة.
تحطمت المرآة إلى ألف قطعةٍ صغيرة، واختفى الظلّ على الفور. سقطت سارة على الأرض، منهكةً من الخوف.
اعتنت الجدة بسارة، وهدأت من روعها. منذ ذلك اليوم، لم ترَ سارة الظلّ مرةً أخرى، لكنّها لم تنسَ أبدًا الرعب الذي شعرت به في تلك الليلة.
وعلمت سارة أنّ بعض الأشياء في هذا العالم أفضل أن تبقى مخفية، وأنّ هناك أسرارًا غامضةً لا يجب الكشف عنها.