الغابه المسكونه و مخاوفها
المقدمة
في إحدى الليالي الحالكة، حين كانت النجوم تلمع كأنها مشاعل في سماء بلا قمر، قرر مجموعة من الأصدقاء المغامرين القيام برحلة استكشافية إلى غابة تقع على أطراف مدينتهم الصغيرة. كانت تلك الغابة تعرف باسم “الغابة المسكونة”، حيث تحكى حولها الكثير من القصص المرعبة والأساطير الغامضة التي تثير الرعب في النفوس. لم يكن أحد من الأصدقاء يصدق تلك القصص، بل كانوا يرونها مجرد حكايات قديمة تهدف إلى تخويف الأطفال.
البداية
تجمع الأصدقاء عند مدخل الغابة المسكونه في منتصف الليل، حاملين معهم بعض المشاعل والمصابيح اليدوية. كانت الغابة تبدو هادئة ومظلمة بشكل لا يصدق، وكأنها تبتلع كل ضوء يخترقها. بدأوا بالسير بحذر عبر الدروب الضيقة، يتبادلون الأحاديث والضحكات لتخفيف التوتر الذي كان يتسلل إلى قلوبهم ببطء. لكن، سرعان ما بدأت الأمور تتغير.
الأحداث الغامضة
أثناء سيرهم في عمق الغابة، لاحظوا أن الأشجار أصبحت أكثر كثافة، وأن أصوات الليل الطبيعية بدأت تتلاشى، لتحل محلها همسات غامضة وأصوات غير مفسرة. فجأة، شعروا بنسمة باردة تمر بهم رغم أن الليلة كانت دافئة. التفتوا حولهم بحثًا عن مصدر تلك النسمة، لكنهم لم يجدوا شيئًا سوى الظلام الدامس.
الظواهر الخارقة
بعد مضي بعض الوقت، لاحظ أحد الأصدقاء ضوءًا خافتًا يتراقص بين الأشجار. قرروا الاقتراب منه بحذر، وكلما اقتربوا، كان الضوء يتراجع إلى الخلف، كأنه يقودهم إلى مكان ما. شعروا بالتردد والخوف، لكن فضولهم كان أقوى. تبعوا الضوء حتى وصلوا إلى مكان مفتوح في وسط الغابة، حيث وجدوا كوخًا قديمًا متهالكًا يبدو عليه أثر الزمن.
الكوخ الملعون
دخل الأصدقاء الكوخ بحذر، حاملين مصابيحهم ليضيئوا المكان. كان الكوخ مليئًا بالغبار والعناكب، وتعلو جدرانه رسومات غريبة وأشياء مريبة. فجأة، انغلق باب الكوخ بقوة خلفهم، ووجدوا أنفسهم محاصرين في الداخل. حاولوا فتح الباب، لكنه كان مغلقًا بإحكام، وكأن قوة خفية تمنعهم من الخروج.
مواجهة الرعب
بينما كانوا يبحثون عن مخرج، بدأت الأشياء في الكوخ تتحرك بشكل غامض. الساعات القديمة بدأت تدق، والأصوات الغريبة تملأ المكان. بدأت الأضواء تومض، وظهرت أشباح غامضة تتجول في الكوخ. ارتفعت صرخات الرعب من أفواه الأصدقاء، لكن لم يكن هناك من يسمعهم في هذا المكان المعزول.
الكابوس الحي
بدأت الأشباح تقترب منهم ببطء، ووجوهها المشوهة تنظر إليهم بعيون فارغة. حاول الأصدقاء الدفاع عن أنفسهم، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل. كان الرعب يتزايد بشكل لا يمكن تحمله. أحد الأصدقاء، يدعى أحمد، قرر أن يجرب قراءة بعض الآيات من القرآن، آملاً أن تكون سبباً في إنقاذهم. بينما كان يقرأ بصوت مرتعش، بدأت الأشباح تتلاشى ببطء، وكأنها تتراجع أمام قوة الكلمات المقدسة.
النجاة
بعد لحظات من القراءة المستمرة، فتح باب الكوخ بشكل مفاجئ. هرع الأصدقاء إلى الخارج، يجرون بأقصى سرعتهم بعيدًا عن المكان الملعون. لم يتوقفوا حتى وصلوا إلى مشارف الغابة، حيث كانوا يلهثون ويشعرون بقلوبهم تكاد تنفجر من شدة الخوف.
النهاية
عندما عادوا إلى المدينة، كانوا متأكدين أن تلك الليلة لن تُنسى أبدًا. قرروا ألا يخبروا أحداً بما حدث لهم، خوفاً من أن يتهمهم الآخرون بالجنون أو الكذب. ولكن، كانت تلك التجربة درساً قاسياً لهم بأن هناك أشياء في هذا العالم لا يمكن تفسيرها، وأن الرعب الحقيقي قد يكون أقرب مما يتصورون.
بقي الأصدقاء يحملون تلك الذكرى المرعبة في قلوبهم، ويبتعدون عن كل ما له علاقة بالغابة المسكونة، مدركين أن بعض الأساطير قد تكون أكثر من مجرد خيال.