مغامره البيت المهجور

مغامره البيت المهجور

0 المراجعات

البيت المهجور

image about مغامره البيت المهجور
في إحدى القرى النائية التي يغلفها الضباب وتحيط بها غابات كثيفة، كان هناك بيت مهجور يعرفه الجميع بقصصه المرعبة وأحداثه الغامضة. هذا البيت القديم، الذي يعود تاريخه إلى مئات السنين، كان يثير الخوف في قلوب القرويين بسبب الحكايات التي تداولها الناس عنه. قيل إن هناك أرواحًا شريرة تسكنه، وإن من يدخل إليه لا يخرج أبدًا بنفس الحالة.

كان يُدعى هذا البيت بـ"بيت الأشباح"، وكان الجميع يتحاشى الاقتراب منه، خاصة في الليل. لكن الفضول والجرأة أحيانًا تتغلب على الخوف. في إحدى الليالي المظلمة، اجتمع مجموعة من الأصدقاء في مقهى القرية وقرروا زيارة البيت المهجور لاكتشاف الحقيقة بأنفسهم.

تكونت المجموعة من أربعة أشخاص: علي، وهو الأكثر شجاعة بينهم، سارة، التي كانت دائمًا تبحث عن المغامرات، وليد، المعروف بذكائه وهدوئه، وأخيرًا ندى، التي كانت مترددة في البداية لكنها قررت المشاركة بعد إلحاح الأصدقاء.

وصل الأصدقاء إلى البيت المهجور بعد منتصف الليل، وكان القمر كاملاً يلقي بظلاله على المكان. عند مدخل البيت، شعروا ببرودة غريبة وكأنهم دخلوا إلى عالم آخر. قرروا الدخول، مستعينين بمصابيحهم اليدوية.

داخل البيت، كان كل شيء متسخًا ومهترئًا. الأثاث مكسور، والجدران متشققة، والعناكب قد نسجت خيوطها في كل زاوية. كانت هناك رائحة عفن قوية تملأ المكان. تجول الأصدقاء في الغرف الواحدة تلو الأخرى، مستعدين لأي شيء قد يحدث.

فجأة، سمعوا صوت خطوات ثقيلة في الطابق العلوي. تبادلوا نظرات القلق، لكن علي شجعهم على متابعة التحقيق. صعدوا السلالم بحذر، وكلما اقتربوا من الطابق العلوي، زادت الأصوات وضوحًا. وعندما وصلوا إلى غرفة في الزاوية، توقف الصوت فجأة.

فتح علي الباب بحذر، ليجدوا غرفة خالية إلا من سرير قديم ومرآة كبيرة مكسورة. كانت المرآة تعكس ظلالهم بطريقة غريبة، وكأن هناك شخصًا آخر يقف بينهم. شعروا بشعور غير مريح، وقرروا الخروج بسرعة.

لكن عندما عادوا إلى السلالم، وجدوا أنها اختفت وكأنها لم تكن موجودة. انتابهم الذعر، وبدأوا في البحث عن مخرج بديل. فجأة، انطفأت مصابيحهم اليدوية، وغرقوا في الظلام الدامس. سمعوا صوت ضحكة خافتة، وكأنها صادرة من كل زاوية في البيت.

بدأت سارة تصرخ، لكنها توقفت فجأة وكأن شيئًا ما أغلق فمها. حاول وليد تهدئتها، لكن دون جدوى. شعروا ببرودة تزداد حولهم، وكأن الهواء نفسه قد تجمد. لم يكن بإمكانهم رؤية شيء، لكنهم شعروا بوجود شيء قريب منهم.

قرر علي أن يستخدم هاتفه المحمول لإضاءة الطريق، لكن البطارية كانت فارغة رغم أنه كان قد شحنه بالكامل قبل الرحلة. بدأوا في التحرك ببطء، مستندين إلى الجدران لمحاولة العثور على مخرج. فجأة، شعر وليد بشيء يمسك بقدمه، وصرخ بصوت عالٍ.

حاولوا جميعًا سحبه، لكن القوة التي تمسك به كانت كبيرة. بدأ ينجرف ببطء نحو الظلام، ولم يتمكنوا من إنقاذه. صرخت ندى بعنف، لكن صوتها تلاشى في الظلام. حاولوا الركض في كل اتجاه، لكن البيت كان وكأنه متاهة لا نهاية لها.

وجدوا في النهاية غرفة صغيرة بباب مكسور. دخلوا إليها وأغلقوا الباب خلفهم. جلسوا في الظلام، يتنفسون بصعوبة ويستمعون إلى أصوات الغموض تحيط بهم. لم يكن هناك شيء يمكنهم فعله سوى الانتظار والصلاة بأن يكون هذا كله مجرد كابوس.

فجأة، بدأت الجدران تتحرك وكأنها تبتلعهم. كانت هناك قوة غير مرئية تسحبهم نحو الحائط. حاولوا المقاومة، لكن دون جدوى. غرقوا في الظلام، ولم يُعرف عنهم شيء بعد ذلك.

في الصباح التالي، لاحظ القرويون أن باب البيت المهجور مفتوح، لكن لم يجرؤ أحد على الدخول. استمر الغموض حول البيت، وبقيت القصص المرعبة تروي عنه. ولم يعرف أحد ما حدث للأصدقاء الأربعة، لكن الجميع اتفقوا على شيء واحد: بيت الأشباح ليس مكانًا للفضوليينimage about مغامره البيت المهجور

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة