هل تحلم أن تكون نحيف وتتخلص من البدانة

قصة خيالية لأحد زعماء الثورة

مأساة رجل بدين

كان طوال حياته يعاني من السمنة والبدانة كان ذلك قبل حوالي عشر سنوات وكان كل همه ودأبه المستمر وتفكيره وأحلامه بأن يتخلص من كرة الشحم التي يحملها في بطنه التي باتت وبالا عليه وعكرت صفو حياته ناهيك عن وركيه التي تشبه أجنحة الطائرات وأردافه الثقيلة التي تضغط على الحوض الشبيه بحمام السباحة وأما رقبته التي اختفت مع مرور الوقت فقد قامت بلصق الرأس مع الجسد حتى يخيل للراي البعيد أن رأسه مجرد امتداد للرقبة تلك الرقبة التي ابتلعت تفاحة آدم واذا دققت في وجهه عن قرب فسترى بقايا عينيه الغارقتين بالخدود وانفه المسكين الذي انحصر بين خديه وأما دبيب مشيته فحدث ولا حرج .

خرج صاحبنا في صبيحة يوم الجمعة الى المسجد لتأدية صلاة الجمعة وما أن انتهت الصلاة حتى بدا المصلين بالتكبير والصياح والخروج بالمظاهرات في بداية ما يسمى بالربيع العربي فما كان منه الا أن دب الحماس فيه وخرج معهم وهو يتمرجح دون أن يستطيع الكلام أو الصراخ مثلهم لشدة حرارة الجو ولم تنته المظاهرة الا وقد اغتسل من عرقه وفاحت رائحة بدنه التي كانت سببا في هروب المتظاهرين وانتهاء المظاهرة بسلام حيث عزم المتظاهرين على تغيير المسجد الذي يصلي فيه هذا البدين وما ان جاءت الجمعة القادمة حتى خرج صاحبنا كعادته الى المسجد ليجده فارغا وهو لا يدري السبب فتوجه الى المسجد الثاني الذي اتفق فيه المتظاهرين على الخروج منه وكالعادة فما ان انتهت الصلاة والا بدأت التكبيرات والصراخ فوقف صاحبنا البدين بعد أن دب فيه الحماس أقصاه ليعلنها ثورة على الظلم والطغيان فصرخ بأعلى صوته بالتكبير ارتج المسجد منه وانتبه اليه جميع من في المسجد وانتهت المظاهرة وهي في المسجد وقرر المتظاهرين الخروج من المسجد الكبير في الجمعة القادمة وهو بعيد جدا عن مساجد الحي .

سافر صاحبنا البدين في اليوم التالي الى العاصمة وذلك بعد أن جمع مبلغا من المال كي يقوم بعملية شفط الدهون والخلاص من هذه المأساة التي كانت سببا في عدم زواجه وقد بلغ الأربعين من العمر ومن الوزن قريب المئتين وقد تم استقباله والترحيب به وتم اجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة له وتبين لهم أن اية عملية الشفط هذه قد تودي بحياته وذلك بسبب مجموعة الامراض التي تم اكتشافها من الضغط وارتفاع نسبة السكر في الدم وغيرها فنكص على عقبيه ليعود لبيته وقد خابت مساعيه فما كان منه الا أن يصرخ بأعلى صوته كما كان يصرخ المتظاهرين في مدينته وبأعلى صوته وذلك في وسط الزحام وفي قلب العاصمة .

خرج صاحبنا بعد اعتقال دام عشرة سنوات وذلك بتهمة الإرهاب والتحريض ومحاولة الانقلاب على السلطة وهو من النوع الذي كان اذا انقلب على ظهره وهو نائم كان يستعين بأخوته في البيت  وقد تم اتهامه بأكثر من عشرين تهمة أقل واحدة قد تكون سببا في إعدامه .

ولكن صاحبنا كسب ما كانت تصبو اليه نفسه حيث نقص وزنه بسبب التعذيب والضرب وتحول الى هيكل عظمي ولكن بعباءة من الجلد المترهل واليوم خرج الى أحد البلاد المجاورة كلاجئ سياسي يحلم بعملية تجميل لقص بقايا الجلد المترهل .

وبمجرد وصوله الى بلد اللجوء تم استقباله من قبل الصحافة والتلفزيون الرسمي لمعرفة صاحبنا هذا وماهي تهمته وما هو منصبه الذي كان يشغله في الثورة !! البقية ممتعة جدا في الجزء الثاني في حال متابعتكم لنا .

تحياتي للجميع

الكاتب : Raeef