عمارة الفزع الجزء الاول
عمارة الفزع الجزء الاول
مر على بقاء عمرو ووالدته في العمارة شهر ثم بدأت بعض الأحداث الغريبة، كأن هناك أحد يناديه ما أو والدته رغم أنها يجدها نائمة، كما لا حظ بأنه هو فقط من يسمع الأصوات، فتوجه لعمل قياس سمعي، وهناك وضعوا سماعة على اذنه وسأله الطبيب عما يسمع فأخبره أن هناك أصوات نقر آلة كاتبة وصوت اشارة لاسلكية وأصوات وشوشة غير مفهومة، فأعاد وضع السماعات فظهر صوت صراخ لسيدة مما اتعب أذنه وعندما اخبر الطبيب بذلك انكر تمامًا واثبت ذلك، فقرر الطبيب إعطائه بعض الادوية التي كانت تؤثر عليه بشدة حتى أنه بقى في فراشه لا يستطيع التحرك بكثرة.
خرج عمرو من غرفته فوجد امه تعد العصير الذي تناوله ونام وعندما استيقظ شكر امه على العصير لكنها اخبرته بأنها لم تعد اي عصير، بل إنها اخبرته بأن الطعام في الثلاجة مفقود وسألته عنه فأخبرها أنه لم يتناوله ولم تصدق، وفي الليل عندما استيقظ وجد أمه تخرج الأكل من الثلاجة، فعرض عليها المساعدة فطلبت أن يحضر بعض البصل من الشرفة، وعندما عاد لم يجد أمه أو الطعام بل الادهى أن أمه كانت تنام في فراشها.
احضر الكاميرا ووضعها في وضع التشغل وتركها بالمطبخ ، وفي الصباح وعندما سأل أمه ماذا كانت تفعل في المطبخ في الليل طلبت منه أن يذهب إلى طبيب نفسي فحالته اصبحت سيئة، فشغل الكاميرا ليرى ما سجلته وبالفعل كانت أمه تعد العصير ثم تخلصت منه وأعادت كل شئ كما كان ونظرت إلى الكاميرا نظرات وابتسامة اقل ما يقال عنها أنها مرعبة.
خرجت الأم ودخل رجل أخر لكنه هو عمرو وفتح الثلاجة وتناول الأرز باللبن ولكن بطريقة شرهة جدًا ثم نظر إلى الكاميرا واخرج سكين ولوح كما لو كان يهدد من يقوم بالتصوير.
سارت الأمور بشكل هادء لمدة شهر إلى أنه خرج من غرفته في إحدى الايام في الصباح، فوجد أمه فاقدة للوعي أمام الباب وأفاقها فكانت في حالة هستيرية صعبة فجاء الجيران، فقالت لها إحدى الجارات “شوية وهتتعودي يا ناهد”، وبعد أن هدأت بدأت تحكي بأن البداية كانت أنها كانت تشعر بأن هناك ثقل كبير يجثم على صدرها ولا تستطيع حتى ان تطلب ابنها كما لو كانت اصيبت بالشلل مما افزعها كثيرًا، إلا أنها استعاد قدرتها على الحركة رويدًا رويدًا ولكنها كانت مجهدة بشكل كبير جدًا.
في فترة العصر دخلت لتستريح محاولة تناسي ما حدث فكان هناك احدًا ما خلفها على السرير يوشوش باسمها وبكلمات كثيرة، ففزعت حتى لم تستطع أن تصرخ إلى أن عم الصمت فاندفعت خارج الغرفة وقررت أن لا تنام تلك الليلة وفي البداية لم يحدث شئ، لكن فجأة بدأت تظهر اصوات من أسفل السرير وتعلو أكثر إلى أن انقطعت الكهرباء ولكن الغريب أن من أسفل الباب كان يبدو أن هناك كهرباء خارج الغرفة، وكان يبدو كما لو كان هناك من بالخارج يروح ويجيء امام الباب وهنا بدأت الصراخ والنداء على عمر ولكن لا حياة لمن تنادي.
انفتح الباب فحاولت التسلل من الغرفة ولكن فور أن وضعت اقدامها على الارض امسكت ايدي من أسفل السرير بها وحاولت جذبها وكانت ايادي ملتهبة تكوي قدميها، إلا إنها تخلصت منها وزحفت خارج الغرفة ولكن ما رأته اسفل السرير كان أكثر رعبًأ، فقد كان هناك آتون اسفله وأناس تصرخ وأعين تنظر، إلى أن جاءت النجدة وكانت في آذان الفجر الذي زاد من صراخهم كما لو كانوا يعذبون إلى أن ضعف صوتهم وعادت الكهرباء وفقدت الوعي.
عندما افقت كان عمرو امامها وهى تصرخ وطلبت منه مغادرة المكان والجميع يحاول تهدئتها واحدى الجارات تخبرنها “معلش يا ناهد شوية وكله هينتهي ما هو دا كان دورك”، خرجت الأم وغابت بضعة ايام مع ابنها وعدا كي يجمعوا بعض الاشياء ليغادروا نهائي، لكن جارتي ايفون قالت بأنني يجب أن اتمسك بمنزلي فإن تركته سيعودن، فطلبت منها أن تشرح فأنا لم أفهم، فأخبرتني بأن الجميع مر بتجارب مرعبة في العمارة ولكن من تمسك بمكانه لم تعد تلك الأشياء إليه مرة اخرى إلا في حوادث بسيطة، ولكننا سنبقى وانتم كذلك وسنضغط على صاحب العمارة حتى لا ندفع باقي اسعار الشقق، فقد باعها ويعرف ما بها حتى هو لم يستطع البقاء بها في شقته التي توجد بالدور الأرضي أكثر من ثلاثة ايام، لذا يجب أن نتحد ضده وبالفعل اقتنعت بالكلام وحتى عمرو كذلك.
بقينا في الشقة وكنا ننام انا وعمرو معًا والقرآن لا ينقطع من كل مكان بالمنزل، وبالفعل لم تحدث إلا حوادث بسيطة كسماع الأصوات والتي كانت في الغالب تأتي من الحمام، ولكن حتى الآن لا يعرف أحد ما سبب ما يحدث في تلك البقعة وغالبًا لا يعرف هذا السر إلا صاحب العمارة، فهل سيأتي يوم ويتحدث هذا الرجل بما لديه.