"الكوخ المسكون في أعماق الغابة"
في ليلةٍ مظلمةٍ من ليالي الشتاء القارسة، تقرر مجموعة من الأصدقاء القيام برحلة إلى كوخٍ مهجورٍ يقع في أعماق غابةٍ نائية. كانت هناك أساطير تُروى حول هذا الكوخ، تحكي عن أرواحٍ معذبة وأحداثٍ غريبة تحدث في هذا المكان. لكن الأصدقاء، وهم أربعة: سامر، وليد، ميرا، ونادين، كانوا متحمسين لاستكشاف هذا الكوخ ومعرفة حقيقة الأساطير بأنفسهم.
عند وصولهم إلى الغابة، كانت الرياح تعصف بقوة، والأشجار تتمايل كأنها تحاول إبعادهم عن وجهتهم. بعد مسيرةٍ طويلة، وصلوا إلى الكوخ الذي كان يبدو وكأنه خرج من كابوس. كان الكوخ متهالكاً، وأبوابه ونوافذه مكسورة، وملأ العناكب كل زاوية فيه.
رغم شعورهم بالخوف، قرروا الدخول. أشعلوا مصابيحهم وبدأوا في استكشاف الغرف. في البداية، لم يجدوا شيئاً غير عادي، لكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تأخذ منحىً مرعباً. في أحد الأركان، وجد سامر كتاباً قديماً مترباً. عندما فتحه، وجد فيه رسوماتٍ غريبة ونصوصاً مكتوبة بلغةٍ لم يفهمها. فجأة، سمعوا صوت خطواتٍ قادمة من الطابق العلوي.
قرروا الصعود لرؤية مصدر الصوت. عندما وصلوا إلى الطابق العلوي، وجدوا غرفةً صغيرة كانت مغلقة. عندما فتحوا الباب، وجدوا داخلها مرآةً قديمة. عندما نظروا إلى المرآة، رأوا انعكاساتهم، لكنهم لم يكونوا وحدهم؛ كان هناك شخصٌ خامس يقف بينهم، يبدو وكأنه شبح امرأةٍ ترتدي ملابس قديمة وتحدق فيهم بعيونٍ فارغة.
صرخ الأصدقاء وهربوا من الغرفة، لكنهم وجدوا الأبواب مغلقةً بإحكام. بدأت الأشياء تتحرك من تلقاء نفسها، والأصوات الغريبة تملأ المكان. حاولوا الاتصال بالعالم الخارجي لكن هواتفهم لم تعمل. بدأت الأضواء تتلاشى تدريجياً، ووجدوا أنفسهم محاصرين في الظلام.
قرر سامر أن يقرأ من الكتاب الذي وجده، على أمل أن يجد حلاً للخروج من هذا المأزق. عندما بدأ القراءة، ازدادت الظواهر الغريبة حدةً. بدأت الجدران تنزف دماً، والأصوات تتحول إلى صرخاتٍ مؤلمة. أدركوا أنهم قد أطلقوا سراح روحٍ معذبة كانت محبوسة في هذا الكوخ.
في النهاية، وجدت ميرا خريطةً قديمة تشير إلى مكانٍ محدد في الغابة. قرروا البحث عنه على أمل أن يجدوا حلاً هناك. عندما وصلوا إلى المكان المحدد، وجدوا قبر امرأةٍ ماتت منذ مئات السنين. وضعوا الكتاب على القبر، وتلا سامر النصوص الموجودة فيه مرةً أخرى.
فجأة، هدأ كل شيء. اختفت الظواهر المرعبة، وفتحت أبواب الكوخ. شعروا بأنهم قد تحرروا من الكابوس. خرجوا من الكوخ بسرعة، وتعهدوا بعدم العودة إلى هذا المكان أبداً. لكن الأساطير لم تنتهِ، فالكثيرون ما زالوا يتحدثون عن هذا الكوخ المسكون وعن الأرواح التي تسكنه، بانتظار الضحايا القادمين.