الظلام المتسلل القاتل

الظلام المتسلل القاتل

1 المراجعات

كانت القرية الصغيرة منسية في أعماق الغابات، تتوارى خلف حقول الذرة المتموجة والمنحدرات الخضراء التي تحيط بها. في قلب هذه القرية، كان هناك منزل قديم مهجور، يتأرجح بابه الخشبي المتهالك على مفصليه الصدئة عند كل هبة ريح. كان هذا المنزل قد تركه أصحابه منذ زمن بعيد، ولم يُسكن منذ سنوات طويلة.

تقطن هذه القرية عائلة صغيرة تتكون من أربعة أفراد: الأب جون، والأم ماريا، وابنهما الصغير توماس البالغ من العمر عشر سنوات، وابنتهما الكبرى إيما البالغة من العمر خمسة عشرة سنة. كانوا يعيشون في منزل صغير قريب من المنزل المهجور، وكل يوم كانوا يمرون بجانبه أثناء عودتهم من المدرسة أو من العمل.

لكن في إحدى الأيام، بدأت تحدث أمور غريبة. لاحظ جون أولًا بعض الأصوات الهمسية المبهمة خلف الجدران المتصدعة للمنزل المهجور. كانت تلك الأصوات تتسلل إليه من خلال الأحلام، كأنها أصوات نفخة خافتة تأتي من أعماق الظلام. في الليالي الباردة، كانت أصوات الهمس تصطدم بأذنيه وتنبعث منها أحيانًا كخوف مخيف، يجعله يستيقظ متعرقًا في سريره.

وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة، اختفى توماس في طريقه إلى المنزل. كان قد ذهب إلى المدرسة ولم يعد. انتابت العائلة حالة من الذعر واليأس، وبدأوا في البحث في كل مكان، وطالبوا المساعدة من الجيران والشرطة المحلية، لكن دون جدوى. لم يتم العثور على أي أثر لتوماس.

أصبحت حياة العائلة مليئة بالخوف والقلق، وكانت لياليهم تمر في استيقاظات متكررة من أصوات الهمس والنفخات الخافتة التي تنبعث من المنزل المهجور المجاور. تلاحقهم الأحلام المزعجة التي تظهر لهم صورًا غريبة ومخيفة عن توماس يصرخ في الظلام المتسلل.

في أحد الأيام، قررت إيما الشجاعة البحث عن أخيها الضائع بنفسها. دخلت المنزل المهجور وجلست على أرضيته الباردة، وأغمضت عينيها، وبدأت تنادي باسم توماس. لكن لم تجد سوى الصدى البارد يعود إليها، كأنه يتوهج من الظلال السوداء التي تحيط بها.

فجأة، لاحظت إيما شيئًا غامضًا يتحرك في الزاوية البعيدة من الغرفة، شيء أسود اللون، مثل ظل ضخم يتمدد وينكمش في الظلام. ارتعشت إيما وانتابتها حالة من الذعر، لكنها لم تستسلم. أمسكت بشجاعة قلبها، وبدأت تسير ببطء نحو الظلام المتسلل.

وبينما اقتربت أكثر، بدأ الظل في التحرك بشكل أسرع، كأنه يريد ابتلاعها. استنجدت إيما بأقصى قدر من الشجاعة، وبدأت تصرخ باسم توماس، وتحاول بكل قوتها تشتيت الظل المتسلل.

فجأة، تغيرت الغرفة بأكملها، حيث تبدلت الألوان والأشكال إلى ما لا يمكن وصفه بالكلمات. ظهر توماس أمامها، يمتطي حصانًا متلألئًا بالضوء، وابتسم لها بابتسامة ساحرة قبل أن يختفي تمامًا.

استيقظت إيما على سريرها في المنزل الصغير، ولكنها كانت الآن تعرف الحقيقة. توماس لم يكن قد اختفى، بل كان محاصرًا في أبعاد أخرى، حيث يكافح ضد قوى الظلام المتسللة. عادت إلى عائلتها وأخبرتهم بكل ما رأته، وقرروا معًا أن يتحدوا لإنقاذ توماس وإخراجه من براثن الظلام

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

3

متابعهم

0

مقالات مشابة