بيت الغابه المسكون

بيت الغابه المسكون

2 المراجعات

في ليلة من ليالي الشتاء الباردة والممطرة، كانت نسمات الرياح تتلاعب بأوراق الأشجار كالأرواح الضائعة في الظلام. كان هناك منزل قديم مهجور على هامش الغابة، يتربع وحيدًا كمعبد للنسيان. كان الناس يتجنبونه، يقولون إنه مسكون بالأرواح الشريرة، وأن من يدخله لا يعود حيًّا.

في هذه الليلة، كانت إيما، الفتاة الشجاعة ذات الشعر الأسود الطويل، تسير بلا هدف وسط الأمطار الغزيرة. كانت قد سمعت الشائعات عن هذا المنزل وعن الأرواح التي تسكنه، ولكن فضولها جعلها تتسلل خلسة نحوه.

دخلت إيما المنزل ببطء، الرياح تصرخ حولها كالأرواح الغاضبة، والأرضية مغطاة بالغبار والعفن. تجولت في القاعات المظلمة، كل صوت صغير يثير رعبها، ولكنها استمرت في السير. في أحد الغرف، وجدت كتابًا قديمًا متهالكًا على الطاولة، فتوقفت لتفتحه.

كانت الصفحات ممزقة والكلمات غير واضحة، ولكن كلمة واحدة كانت واضحة على الصفحة الأخيرة: "جن". لحظة تأمل قصيرة، ثم بدأت الأضواء تتقلص وتتوهج بشكل مخيف حولها. بدأت تسمع أصواتًا غريبة تحيط بها، وكأنها تناديها بأسمها من كل جانب.

فجأة، ظهرت كائنات غريبة من بين الظلال، بأعين حمراء تتلمع في الظلام. كانت هذه الجن، كما وصفهم الأساطير، كائنات لا وجود لها بين البشر، تبتسم بأسنان حادة وتحيط إيما بخطوات هادئة ومخيفة.

أدركت إيما أنها وقعت في فخ، وأنها لن تستطيع الهروب بسهولة من هذا البيت الملعون. بدأت تركض في الممرات المظلمة، لكن الجن كانوا يلاحقونها بسرعة أكبر. اندفعت إلى الخارج، وكانت الأمطار تتساقط بغزارة، لكن الظلام كان يكبر حولها ويختبئ فيه الجن.

استمرت إيما في الركض حتى وصلت إلى أطراف الغابة المظلمة، حيث توقفت لتلتقط أنفاسها. كانت نفسها تتعالى بشدة، ولكنها تعلم أنها لم تفلح في التخلص من مطارديها. أمامها، ظهرت الجن مجددًا، محاصرة إيما في شباكها السحرية، وهي تنظر إليها بعيون مظلمة وباردة كالصخور.

ومنذ تلك اللحظة، اختفت إيما، ولم يعثر عليها أحد أبدًا. فقط تبقى قصة مخيفة عن منزل الجن، حيث ينبغي لمن يسمعها أن يحذر، فقد تكون الأرواح الشريرة تراقب من كل زاوية، وتنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على الفضوليين كإيما، الذين يجرؤون على دخول عالمها الملعون.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

5

متابعهم

1

مقالات مشابة