"شقة الرعب المهجورة"

"شقة الرعب المهجورة"

0 المراجعات

 كان خالد، طالب جامعي يعيش في مدينة القاهرة، يبحث عن شقة جديدة. بعد بحث طويل، وجد إعلانًا لشقة في حي قديم وبسعر مغرٍ. عند زيارته للشقة، وجدها كبيرة وواسعة، لكن جوها كان يوحي بالكآبة. على الرغم من شعوره بعدم الارتياح، قرر خالد استئجارها.

في أول ليلة له في الشقة، استيقظ خالد على صوت خطوات في الممر. نهض من فراشه وتوجه إلى الممر، لكنه لم يجد أحدًا. عاد إلى فراشه، محاولًا إقناع نفسه أن ما سمعه كان مجرد خيال.

لكن في الليلة التالية، تكرر الأمر. استيقظ مرة أخرى على صوت خطوات، وهذه المرة سمع همسات خافتة. قرر البحث عن مصدر الأصوات. تجول في الشقة، وعندما وصل إلى المطبخ، وجد نافذة مفتوحة على مصراعيها، على الرغم من أنه كان متأكدًا من أنه أغلقها قبل النوم.

في اليوم التالي، تحدث خالد مع الجيران حول الشقة. اكتشف منهم أن الشقة كانت مهجورة لسنوات بسبب وفاة صاحبها السابق فيها بظروف غامضة. زادت هذه المعلومات من قلقه، لكنه قرر البقاء لليلة أخرى.

في تلك الليلة، استيقظ على صوت صرخات مدوية. خرج من غرفته ووجد ظلًا يتحرك في الممر. تبعه بحذر حتى وصل إلى غرفة النوم الثانية، حيث شعر ببرودة شديدة. فجأة، انطفأت الأنوار ووجد نفسه محاطًا بظلام دامس.

شعر بشيء يلمس كتفه. استدار بسرعة ووجد وجهًا شاحبًا ومخيفًا ينظر إليه. صرخ خالد وركض نحو الباب، لكن الباب كان مغلقًا بإحكام. بدأ يضرب الباب بجنون حتى انفتح. خرج من الشقة مسرعًا، ولم يعد إليها مرة أخرى.

بعد ذلك، علم خالد أن العديد من المستأجرين السابقين قد غادروا الشقة بسبب نفس الظواهر الغريبة، وظلت الشقة مهجورة منذ ذلك الحين. 

بعد هروبه من الشقة، قرر خالد العودة إلى منزل عائلته لبضعة أيام ليتعافى من التجربة المرعبة. لكنه لم يستطع التخلص من شعور الرعب الذي يلاحقه. كلما حاول النوم، كان يستعيد ذكريات تلك الليالي المخيفة.

في أحد الأيام، قرر خالد البحث عن مزيد من المعلومات حول الشقة. توجه إلى المكتبة المحلية وبحث في الأرشيفات القديمة. اكتشف مقالاً قديمًا يتحدث عن وفاة صاحب الشقة السابق، وهو رجل مسن يُدعى حسن. كان حسن يعيش وحيدًا في الشقة بعد وفاة زوجته بسنوات. وفقًا للمقال، كان حسن معروفًا بكونه رجلاً طيبًا، لكن بعد وفاة زوجته، أصبح منعزلًا وغريب الأطوار. تحدث الجيران عن سماع أصوات غريبة ورؤية أضواء تتحرك في الشقة حتى قبل وفاة حسن بوقت طويل.

بعد مزيد من البحث، وجد خالد أن حسن كان يمارس بعض الطقوس الغامضة والمريبة بعد وفاة زوجته، ربما في محاولة للاتصال بها. لكن يبدو أن تلك الطقوس أدت إلى فتح باب بين عالم الأحياء والأموات، مما تسبب في بقاء روح حسن في الشقة.

قرر خالد أن يعود إلى الشقة مع صديق متخصص في الأمور الروحية، يُدعى عمر، والذي وافق على مساعدته في تهدئة الروح. عندما دخلا الشقة، شعر خالد بنفس البرودة التي شعر بها في الليلة السابقة. بدأ عمر في أداء بعض الطقوس لتطهير المكان. بينما كان يقوم بذلك، بدأت الظلال تظهر مجددًا وارتفعت الأصوات المخيفة.

واجه عمر الروح مباشرة، متحدثًا معها بهدوء وطمأنينة. بعد لحظات من التوتر، بدأت الروح تهدأ تدريجيًا. فجأة، اختفت الأصوات والظلال، وعادت الشقة إلى حالتها الطبيعية.

شعر خالد بارتياح كبير وشكر عمر على مساعدته. غادر الشقة وهو يشعر أنه أخيرًا قد تحرر من الرعب الذي كان يطارده. بعد تلك الليلة، لم يعد خالد يسمع أو يرى أي شيء غريب في الشقة، وقرر مغادرتها نهائيًا، متأكدًا أنه لن يعود للعيش فيها مرة أخرى.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة