الملك فاروق الأول ملك مصر و السودان
المـلك فـاروق الأول
مــلك مــصر والســـودان
الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر والمنتمي لأسرة محمد على باشا الألبانية الأصل. ولد في يوم الحادي عشر من شهر فبراير لعام 1920. وقد قضى في الحكم مدة ستة عشر عاما إلى أن قامت ثورة الثالث والعشرين من يوليو واختار أن يتنازل عن الحكم حقنا لدماء الأبرياء من شعب مصر.
نشأته:-
ولد فاروق بن فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا في 11 فبراير سنة 1920
وكان الملك فاروق هو الابن الأكبر لوالده الملك فؤاد ووالدته الملكة نازلي ثم تلاه شقيقاته وهن:
-الأميرة فوزية.
-الأميرة فايزة.
-الأميرة فائقة.
-الأميرة فتحية.
كما كان له إخوة من زوجة أبيه الأولى الأميرة شيوه كار وهما:
-الأمير إسماعيل وقد توفي وعمره أقل منة سنة واحدة.
-الأميرة فوقية.
وقد اهتم الملك فؤاد بتربية ابنه فاروق بدرجة مبالغ فيها من الحرص، حيث جلب له مربية إنجليزية معروفة بقوة الشخصية لدرجة أنه لم يكن لفاروق في تلك المرحلة أية صداقات من أولاد الأمراء أو الباشوات، وذلك لينشأ نشأة متميزة.
أصبح فاروق وليا للعهد وهو صغير السن، وأطلق عليه الملك فؤاد لقب «أمير الصعيد» في 12 ديسمبر 1933
كانت بريطانيا تتابع الأمير الصغير وتطورات حياته، فكانت هناك رغبة بريطانية ملحة لسفر الأمير فاروق إلى بريطانيا لليتلقى تعليمه هناك فهو ملك المستقبل الذي يحتك وبشكل مباشر بالثقافة الإيطالية من خلال والده ومن خلال الحاشية الإيطالية المقيمة بالقصر والمحيطة بالأميرمما شكل إزعاجا لبريطانيا؛ إلا أن صغر سن الأمير فاروق في ذلك الوقت ومعارضة الملكة نازلي كانت تعطل ذلك، فاستعيض عن ذلك بمدرسين إنجليز ومصريين.
عندما بلغ الأمير فاروق سن الرابعة عشر التحق بكلية وولتش للعلوم العسكرية ببريطانيا.
وفي تلك الفترة وأثناء وجود الأمير فاروق في بريطانيا للدراسة كان المرض قد اشتد على الملك فؤاد وأصبح على فراش الموت.
توليه الحكم:-
وفاة الملك فؤاد انطوت صفحة هامة في تاريخ مصر الحديث لتبدأ بعدها صفحة جديدة من صفحات تاريخ أسرة محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية، عاد الأمير فاروق إلى مصر في 6 مايو سنة 1936 وهو التاريخ الذي اتخذ فيما بعد التاريخ الرسمي لجلوسه على العرش، ونصب ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد الأول.
تصريح 28 فبراير 1922
هو تصريح أعلنته بريطانيا من طرف واحد في لندن والقاهرة في هذا التاريخ. أعلنت فيه إنهاء الحماية البريطانية على مصر، وأن مصر " دولة مستقلة ذات سيادة "، لكن احتفظت بريطانيا بحق تأمين مواصلات امبراطوريتها في مصر، وحقها في الدفاع عنها ضد أي اعتداء أو تدخل أجنبي، وحماية المصالح الأجنبية والأقليات فيها، وإبقاء الوضع في السودان على ما هو عليه. وتحولت السلطنة المصرية بناء عليه إلى المملكة المصرية.
لقب ملك مصر والسودان:-
في عام 1936 وقعت مصر معاهدة الصداقة مع بريطانيا. تضمنت المعاهدة بندا يقضي بإرجاع الجيش المصري للسودان والاعتراف بالإدارة المشتركة مع بريطانيا، وأعطت المعاهدة الحق لمصر في المطالبة بإلغاء الامتيازات الأجنبية وحريتها في عقد المعاهدات السياسة مع الدول الأجنبية وإلغاء تصريح 28 فبراير. وبعد وفاة الملك فؤاد في عام 1936 تولى الملك فاروق عرش مصر، وكان لقبه حين تولى العرش ملك مصر وصاحب السودان وكردفان ودارفور وليس ملك مصر والسودان.
أدت الحرب العالمية الثانية إلى تأخير تنفيذ بنود معاهدة 36. وبعد انتهائها بدأت القوات الإنجليزية في الانسحاب إلى مدن القناة بموجب الاتفاقية. وكان الشغل الشاغل للحكومات المصرية آنذاك تحقيق الجلاء التام الغير مشروط، فدخلت في سلسلة أخرى من المفاوضات بهدف تعديل بنود معاهدة 1936 وإضافة تحسينات إلى المكاسب التي حققتها. إلا أن المفاوضات فشلت إثر تمسك بريطانيا بإعطاء السودان حق تقرير المصير مقابل الجلاء عن مصر مما دفع حكومة مصطفى النحاس باشا والبرلمان إلى إلغاء معاهدة 1936 في 15 أكتوبر 1951
وعلى إثر هذا الإلغاء تم إعلان حالة الكفاح المسلح ضد قوات الجيش البريطاني الموجودة في القناة، كما تم ضم السودان إلى السيادة المصرية وتلقيب الملك فاروق «ملك مصر والسودان».
لم تعترف العديد من دول العالم بهذا اللقب واشتعلت نيران الصراع مع إنجلترا ثم تصاعدت الأحداث داخليا إذ دخلت مصر بعد هذا الإعلان في موجة من الفوضى العارمة «مجهولة الفاعل» من فتنة طائفية إلى حرائق إلى مظاهرات إلى حظر تجوال وأحكام عرفية ثم تطورت الأحداث وبلغت ذروتها فقامت حركة الضباط الأحرار في 26 يوليو بتوجيه إنذار للملك فاروق تطلب منه مغادرة البلاد والتنازل عن عرشه لولي العهد الأمير أحمد فؤاد فسقط حكم الملك.
الحكم الملكي المصري:-
استمر حكم فاروق مدة ستة عشر سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة أشهر وفي تمام الساعة السادسة والعشرون دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق مصر على ظهر اليخت الملكي المحروسة (وهو نفس اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم).
من سمات فترة حكم الملك فاروق:-
- كان سعر الجنيه الذهب أقل من واحد جنيه مصري.
- كان الأوروبيون يأتون إلى مصر للبحث عن فرص العمل وذلك لندرتها في بلادهم.
- مشروع كهرباء خزان أسوان.
- إنشاء مصلحة الأرصاد الجوية.
- تحقيق الاكتفاء الذاتي للعديد من احتياجات البلاد.
- كان الملك فاروق طوال فترة حكمه يتبرع من أمواله الخاصة للفقراء، ويأمر باستقدام الطلبة العرب والأفارقة للدراسة في الأزهر على نفقته الخاصة، وتبرعاته خلال زيارته للمساجد والمصانع يستحيل حصرها لكثرتها.
- انضمام مصر إلى عصبة الأمم.
- إنشاء خزان جبل الأولياء في السودان.
وختاما:-
ستظل مصر بلد الأمن والأمان، وستظل وجهة كل من طلب العلم أو العمل لما فيها من علماء كبار، وجامعات متميزة، وموارد متعددة تكفي لأجيال وأجيال. حفظ الله مصر وأهلها من مكروه وسوء.