حقائق وأسرار الوسيط الروحي
منذ مئات السنين وإلي يومنا هذا آمن الكثير بالتواصل الروحاني ووسيط الروح لتحضير وجلب الأرواح، وآخرون لم يصدّقوا فكيف يمكن الاستعانة بالوسيط الروحي بعالم الأرواح وإرسال واستقبال رسائل منهم ؟؟ ليس ذلك فقط بل تواصل الكثير من الروحانيين مع كائنات ومخلوقات غريبة في عوالم أخرى، تلك الأمر الذي لا يصدقه عقل بشري، لكن في الحقيقة يعد التواصل من خلال الوسيط الروحي هي الطريقة الأكثر انتشارًا، فهو يعد بمثابة جسر يستطيع الأحياء من خلاله التواصل مع الأموات، ليبقي التساؤل هنا كيف يحدث ذلك ؟؟ وهل الوسيط الروحي وتحضير الأرواح حقيقة أم خرافة ؟؟
دراسات وسيط الروح
أجريت في السنوات الأخيرة العديد من البحوث والدراسات لكشف حقيقة القدرات التي يمتلكها الوسيط الروحي، فقد قامت جمعية ( علم النفس البريطانية) ببحث واجه الكثير من الانتقادات، لما يحمله من خوارق طبيعية يصعب تفسرها علميًا.
فقد وجدوا فيه حالة من السحر والغش يعتمد عليها الوسطاء الروحيين فقط لكسب المال، فهم يعتمدون على التنويم المغناطيسي، الشعوذة والسحر، لإقناع الشخص بقدراتهم، تلك الأمور التي ناقشها (لويس سبنسر) في كتابه (موسوعة السحر والتنجيم).
قائلًا: “لعب الغش والممارسات الروحية والنفسية والعديد من وسائل الخداع جزءً كبيرًا في تصديق ظواهر الماورائيات، فمثلًا جلسات استدعاء الأرواح تتم في غرفة منخفضة الإضاءة، مما يجعل الفرصة أكبر للاحتيال على الشخص وإقناعه برؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجودة”.
التواصل مع الأرواح
فالروحانيون يعتبرون الوسيط الروحي شخص لدية القدرة للسيطرة على الروح، فمن خلاله يسمح لروح الميّت بالدخول إلي الشخص المراد وتلقيه رسائل يقوم بإرسالها للأحياء، ذلك من خلال رسمها أو كتابتها أو قولها بشكل مباشر، فتلك الأمور لا يستطيع وسيط الروح فعلها إلا في أجواء خاصة يقوم بتحضيرها، بينما يقوم البعض الأخر باستخدام الكرات البلورية.
كما يوجد الاتصال عبر إرسال إشارات من الطبيعة، فتلك الأمر لا يلفت انتباه الكثير، فقد تظهر فجأة في حديقة منزلك الزهرة التي كان المتوفّى يُحبها دون أن تقوم أنت بزراعتها، وربما يزورك الطير الذي كان يفضل نوعه، بالرغم أن هذا الطير لا يمكن أن يعيش في هذه المنطقة، ومن الأمور الأخرى التي تحدث أيضًا عندما تشم فجأة رائحة عطر الشخص المتوفى، أو تسمع صوته في أذنك وكأنه يُحدثّك، ومن الممكن أيضًا أن يرن فجأة جرس الهاتف وترد فتسمع صوت المتوفى يقول لك رسالة سريعة ويختفي الصوت.
فالموتى يحاولون دائمًا إيجاد الكثير من الطرق للتواصل مع الأحياء فالبعض تأتيه رسائل من أموات يعرفهم سواء تصله في أحلامه أو من خلال إشارات، كما أن كثير من أرواح الأموات تُعبث بأغراض المكان دون أن يظهر أي تفسير واضح لهذا الأمر لكن كيف؟
فهناك العديد من الحالات التي سُجلت وجود الأموات معها في نفس المكان محاولة التواصل معها من خلال تحريك أغراض المكان، فقد ذكرت إحدى السيدات عن شقيقتها التي تُوفيت (بسرطان المبيض) وشعرت بحضورها في أكثر من مكان، إحداها كانت عندما زارت المتوفاة والدتها في منامها وقالت أنها تُعبث بالساعات في بيت جدتها، في اليوم التالي ذهبت الوالدة إلى منزل الجدة لتخبرها الثانية بأن إحدى ساعات المنزل توقفت فجأة عن العمل خلال الليل ولم يتمكّنوا من معرفة السبب أو إصلاحها، بينما في المرة الثانية كانت الجدة تجلس قبالة المكتبة في منزلها وفجأة سقط منها كتاب يتحدث عن (سرطان المبيض) تلك المرض الذي توفيّت بيه الفتاة !!
بينما في حادثة مشهورة، جلجل صوت الأب المتوفى في غرفة ابنه قائلًا له “اذهب إلى حمام السباحة بسرعة”، فذهب الأبن ليجد الحفيد يغرق، ليس ذلك فقط بل وصل الأمر إلى مكالمات تليفونية بين الموتى والأحياء.
حقيقة تحضير الأرواح
مارس الإنسان عبر التاريخ تحضير الأرواح وما يزال البعض يقوم بتحضير الأرواح ليس فقط البشرية بل أرواح من الشياطين، فقد سئل (الشيخ محمد متولي الشعراوي) عن رأيه في تحضير الأرواح ليرد قائًلًا: “وما الذي أعلمهم أنها أرواح ؟؟ هل يعرفون الروح حتى إذا ما حضرت قالوا هذه هي الروح التي نعرفها ؟؟ إنهم يحضرون قوى خفية ولكن أرواحًا فلا”.
بينما تحدث الشيخ (محمد الغزالي) عن الأرواح قائلًا: “الأرواح بعد هذه النقلة وخروجها من الجسد لعالم البرزخ تستأنف سلوكها الأول وأن بعضها يشتغل بحل المشكلات، وبعضها يتسكع دون عمل، وبعضها يمد يده بالأذى للأحياء، كما أن بعض الأرواح عندما استحضر طلب سيجارًا ليدخنه".
جلسات تحضير الأرواح
الاتصال الروحي ليس مع الأموات فقط، فهناك من يحضر جلسات للاتصال بعالم الروح مع مخلوقات من مختلف الكواكب، فقد تمكن الدكتور (مصطفي حسن علي) إقامة العديد من الجلسات الروحية والتي انحصرت في12 جلسة مع سكان الفضاء وتحدث معهم لمعرفة امكانيه حضورهم إلي كوكب الأرض قبل ذلك أم لا؟؟
فأكثر الجلسات كانت مع سكان كوكب الزهرة، وحضرت جلساته مخلوقات من كوكب الزهرة أدلت له بمعلومات عن كوكبهم لا يعرفها أحد من قبل وبعد انتهاء الجلسة لجأ للعديد من المراجع العلمية للتأكد من صحة الكلام وبالفعل تم إثبات صحته.
كما يوجد ديانة الشامانية تلك الدين البدائي من أديان شمال آسيا، حيث يعتقد المؤمنون به بوجود عالم محجوب يضم الآلهة والشياطين وأرواح السلف، والشامان هم سحرة دينيون يقولون إن لديهم قوة تتغلب على النيران، ويستطيعون إنجاز الأمور من خلال جلسات تحضير الأرواح التي تغادر فيها أرواحهم من أجسامهم إلى عوالم الروح أو تحت الأرض كي تستمر بمعالجة المهمات، ليسيطر الشامان الناجح على الأرواح التي يعمل معها.
التواصل الروحاني
ذكر ابن خلدون بعض الكرامات التي يمنحها الله لبعض عباده لغرض لا يعلمه إلا هو، لذلك يعد التخاطر ظاهرة عقلية تعتمد على استقبال وتحليل الطاقة الكهرومغناطيسية واستقبال الموجات والترددات الصادرة من العقل البشري وتحليلها، فذلك وحدة لا يكفي للقيام بمثل تلك الظاهرة التي مر بها عمر بن الخطاب دون وجود قوة معاونة ذات قدرات مميزة.
وهو ما يحدث في أحلامنا وأحلام الآخرين من نشاط روحي يتم فيه الاتصال بأرواح الموتى والحديث معهم عن عالمهم والانتقال إلى أماكن بعيدة أو رؤية من نحب في بلاد أخرى.
بينما أورد الدكتور (ماهر يسري) في كتابه (الحاسة السادسة)، عند انطلاق صاروخ الفضاء الذي حط على القمر وكان يقوده (الدرين) هبط الصاروخ على فوهة بركان على سطح القمر، وبعد عدة محاولات تبين أن الاتصالات مقطوعة للتحكم في الصاروخ من خلال الأرض.
وبالرغم من ذلك إلا أن أحد المسئولين لفت نظرهم إلى أن ( الدرين ) لدية القدرة على التخاطر عن بعد، وبالفعل قام بالتواصل مع أحد الأشخاص وطلب منه أن يدير الصاروخ يدويًا ويبتعد عن حافة البركان، وبالفعل حدث هذا وأُنقذ ( الدرين ) الصاروخ بالاتصال الروحي، فتلك الحادثة مسجلة في سجلات أبحاث الفضاء الأمريكية بقاعدة كيب كانافيرال لأمريكية.
أسس التخاطر العلمية
فالنفس البشرية عالم من القُدرات والطاقات الكامنة، فإذا اتقنها الإنسان بشكل دقيق سوف يلعب دورًا كبيرًا في حياة الشعوب، ولكن تبقي المُعضلة عندما تتحدث مع من لا يستوعب ما تقول، هنا تأتي حكمة الحديث الشريف الذي أُمِرْنا أن نُكلِّمَ الناسَ على قدْر عقولِهم فالحكمة هي أن تختار ما تقول، فما العيب أن تستوعب وتتعلم، ثم تقبل أو ترفض لكن بعد الاستيعاب الكامل للأفكار الجديدة، كما في كتاب أليس في بلاد العجائب الذي تصرخ فيه الملكة قائلة: ” الحكم أولًاً والمحاكمة لاحقًا".
