عن الأشباح والأرواح الشريرة
***كان هناك قرية صغيرة في قلب الغابة تُعرف باسم "ظل الأشجار". كانت القرية مشهورة بهدوئها وجمال طبيعتها، ولكنها كانت تحمل سرًا مظلمًا لم يكن يعرفه سوى القليلون.
في يوم من الأيام، انتقل زوجان شابان، أحمد وسارة، إلى القرية بحثًا عن حياة هادئة. استأجرا منزلاً قديمًا يقع على أطراف القرية، وكان يبدو مهجورًا لفترة طويلة. بالرغم من أن المنزل كان جميلًا من الخارج، إلا أنه كان يبعث شعورًا غريبًا وغير مريح.
بدأت الأشياء الغريبة تحدث منذ الليلة الأولى. سمع الزوجان أصوات همسات غير مفهومة تأتي من الجدران، والكتب تتحرك وتقع فجأه وأحيانًا كانت تظهر ظلال غامضة تتحرك في الزوايا. في البداية، اعتقدا أن الأمر مجرد توهم أو تأثير للإرهاق، لكن الأمور بدأت تتصاعد.
في إحدى الليالي، استيقظ أحمد على صوت بكاء قادم من الطابق السفلي. نزل بحذر ليجد سارة واقفة أمام مرآة قديمة، عيناها متسعتان وهي تبكي بلا صوت. عندما حاول أن يلمسها، شعرت بشيء بارد يجمد جسده. فجأة، التفتت سارة نحوه، لكن عيناها لم تكونا عاديتي الشكل، بل كانت سوداء تمامًا وكأنه تلبسها جني .
في اليوم التالي، قرر أحمد البحث عن تاريخ المنزل. علم من أحد الجيران المسنين أن المنزل كان يسكنه ساحر شرير يُدعى "مالك الظلال"، الذي كان يقوم بطقوس سحرية مظلمة باستخدام دماء الأطفال وقرابين بشرية ومجموعة من الكتب الخاصة بالسحر الأسود والتي تستطيع استدعاء أقوي ملوك الجن والمره والذي كان يتعامل معهم لخدمته . بعد موته، لعنت روحه المكان وجعلته ملاذًا للأرواح الشريرة.
في إحدى الليالي، بينما كان أحمد وسارة نائمين، استيقظا على صوت طرقات قوية على الباب. عندما فتح أحمد الباب، لم يجد أحدًا. لكن بعد أن أغلق الباب، شعر بشيء يخنقه، وكأن يدًا خفية تقبض على عنقه. سمع صوت همسات مروعة في أذنيه، "لن تهرب... لن تهرب...".
بعد عدة أيام، بدأت سارة تلاحظ تغيرات في أحمد. أصبح شاحبًا وهزيلاً، وكانت تظهر عليه علامات جروح غريبة. في إحدى الليالي، استيقظت لتجده واقفًا فوقها، ممسكًا بسكين، وعيناه مملوءتان بالكراهية. صرخت بأعلى صوتها، وعندما أضاءت الأنوار، عاد أحمد إلى وعيه، ولكنه لم يتذكر أي شيء مما حدث.
قررت سارة أن تطلب المساعدة من كاهن القرية، الذي عرف القليل عن تاريخ المنزل. أخبرها الكاهن أن المنزل كان مسكونًا بأرواح الأطفال الذين قُتلوا على يد مالك الظلال، وأن روحه الشريرة ما زالت تسيطر على المكان.
بمساعدة الكاهن، بدأت محاولات لطرد الأرواح الشريرة. استخدموا التعاويذ المقدسة والمياه المقدسة لطرد الظلال والهمسات. لكن أثناء الطقوس، ظهرت ظلال مظلمة من الجدران، وبدأت تهاجمهم. كانت المعركة شرسة، وكانت الأرواح تصرخ وتهاجم بكل قوتها.
في النهاية، استطاع الكاهن بقوته الروحية أن يطرد الأرواح الشريرة، لكن الكلفة كانت عالية. أُصيب أحمد بجروح خطيرة، وفقدت سارة وعيها من الخوف. عندما استعادا وعيهما، كان المنزل هادئًا، ولكن كانت هناك آثار الدماء والدمار في كل مكان.
بعد هذه الليلة المروعة، قرر الزوجان مغادرة القرية والبحث عن مكان جديد للعيش. كانا يعلمون أن ذكريات تلك الليالي المروعة ستظل تلاحقهما دائمًا. وبعد رحيلهما، عاد المنزل القديم ليصبح مظلمًا وهادئًا، ولكنه لم يكن خاليًا. كان لا يزال يحمل سرًا مظلمًا ينتظر من يكتشفه مرة أخرى.
***