قصة رعب المنزل المهجور
في إحدى الليالي الشتوية القارسة، قرر شاب يدعى أحمد أن يزور منزل العائلة القديم المهجور، الذي يقع على أطراف قرية صغيرة. كان المنزل يُعتبر مسكوناً بالأرواح الشريرة، وكانت القصص التي تُحكى عنه تُثير الرعب في نفوس سكان القرية. لكن أحمد، الذي كان دائماً يسخر من هذه القصص، قرر أن يواجه مخاوفه ويقضي ليلة في المنزل للتحقق من صحة هذه الأقاويل.
وصل أحمد إلى المنزل بعد مغيب الشمس، وأشعل مصباحه الكاشف ليتفحص المكان. كانت الرياح تعصف بأوراق الأشجار، مما أضفى جواً من الرهبة. بدأ أحمد يتجول في الغرف القديمة، وكان كل شيء مغطى بالغبار وعلامات الزمن بادية على الأثاث. رغم الشعور بالرهبة الذي تملكه، لم يكن هناك شيء غير طبيعي حتى الآن.
عندما وصل أحمد إلى الطابق العلوي، شعر ببرودة غير طبيعية وكأن الهواء أصبح جليدياً. بدأ يسمع أصواتاً غريبة، همسات وأصوات خطى، لكنها كانت خافتة للغاية. توقف أحمد للحظة ليستجمع شجاعته، ثم تابع طريقه إلى نهاية الممر حيث كانت هناك غرفة مغلقة. فتح الباب ببطء، ووجد نفسه في غرفة نوم قديمة بها سرير كبير ومغطى بغطاء متسخ.
فجأة، انطفأ المصباح الكاشف، ووجد أحمد نفسه في ظلام دامس. حاول إعادة تشغيله، لكن دون جدوى. بدأ يشعر بشيء يتحرك في الغرفة، وكأن هناك شخصاً آخر معه. شعرت يده ببرودة شديدة عندما حاول البحث عن هاتفه لإضاءة المكان. عندما أشعل ضوء الهاتف، رأى أمامه شبح امرأة ترتدي ثوباً أبيض ممزقاً، وعيناها تلمعان بلون أحمر مخيف.
تجمد أحمد في مكانه، ولم يستطع التحرك. كانت المرأة تقترب ببطء، وكلما اقتربت، زاد الشعور بالرعب في قلبه. بدأت المرأة تتحدث بصوت خافت ومخيف: "لقد انتظرنا طويلاً لعودتك. نحن محتجزون هنا بسبب خطايا أجدادك، ونريد الانتقام." لم يفهم أحمد ما تعنيه المرأة، لكنه شعر بخوف شديد.
بصعوبة، تمالك أحمد شجاعته وسألها: "ماذا تريدون مني؟" أجابته المرأة: "نريد منك أن تكشف الحقيقة للعالم، أن تخبرهم عن الجرائم التي ارتكبت هنا منذ سنوات، لكي نجد السلام ونرحل." وافق أحمد بسرعة، على أمل أن تنتهي هذه الكابوس.
بدأ أحمد يبحث في تاريخ العائلة، واكتشف أن جده الأكبر كان متورطاً في سلسلة من الجرائم البشعة. قام بجمع الأدلة وكشف الحقيقة للعالم. بعد فترة، بدأ يشعر بأن الأمور تهدأ، وكأن الأرواح قد وجدت السلام أخيراً.
عاد أحمد إلى المنزل المهجور مرة أخرى بعد الكشف عن الحقيقة، ليجد أن الجو لم يعد مشحوناً بالرعب. لم يكن هناك أثر للمرأة الشبح، وشعر بأن البيت قد عاد لطبيعته. أدرك أحمد أن مواجهة مخاوفه وكشف الحقيقة كان هو المفتاح لتحرير الأرواح المعذبة، وأن الشجاعة وحدها هي التي جعلته يتغلب على الكابوس الذي عاشه في تلك الليلة المروعة.