لعنة الغرفة المغلقة
الغرفة المغلقة كان "يوسف" يحب قراءة القصص المرعبة في كل ليلة قبل النوم، لكن هذه الليلة كانت مختلفة. بينما كان يقلب صفحات روايته الجديدة، وقع بصره على إعلان غريب في نهاية الكتاب: “تعال واختبر شجاعتك في الغرفة المغلقة. رقم الاتصال للحجز: 0123456789”
شعر يوسف بفضول كبير، ولم يستطع مقاومة الإغراء. اتصل بالرقم وحجز موعدًا للزيارة في اليوم التالي.
عندما وصل يوسف إلى العنوان المحدد، وجد مبنى قديمًا ومتهالكًا، لكنه لم يتراجع. استقبله رجل غريب الأطوار بملامح جادة وأخذ يشرح له القواعد: "لديك ساعة واحدة للخروج من الغرفة. إذا لم تتمكن من ذلك، فستظل هنا للأبد."
ضحك يوسف بسخرية، معتقدًا أن الأمر مجرد مزحة. لكنه سرعان ما أدرك أنه كان مخطئًا.
بمجرد أن أُغلقت الأبواب، شعر يوسف ببرودة غريبة. كانت الغرفة مظلمة تمامًا، ولم يكن هناك سوى شمعة واحدة مضاءة في الزاوية. بدأ يوسف في استكشاف الغرفة، محاولًا العثور على أي دليل يمكن أن يساعده على الخروج.
فجأة، سمع صوتًا غريبًا يأتي من الجدران. كانت هناك همسات غير مفهومة، وكأن شخصًا ما يتحدث إليه من العدم. شعر يوسف بالخوف، لكن فضوله دفعه للاستمرار. فتح بابًا صغيرًا في الزاوية، ليجد خلفه سلمًا يؤدي إلى قبو مظلم.
نزل يوسف بحذر، وكانت الهمسات تزداد قوة. في القبو، وجد دفترًا قديمًا ملطخًا بالدماء. عندما فتحه، وجد أنه مكتوب بلغة غير مفهومة. فجأة، بدأت الكلمات تتحول أمام عينيه لتصبح قابلة للقراءة: "أنت في خطر. اخرج الآن وإلا ستصبح جزءًا من هذا المكان."
شعر يوسف برعب حقيقي لأول مرة. بدأ في البحث بجنون عن مخرج، لكن كل الأبواب كانت مغلقة. سمع صوت خطوات تقترب منه، وعندما التفت، وجد رجلاً ملامحه مشوهة يقترب منه ببطء. كان الرجل يهمس بكلمات غير مفهومة، لكنه فهم منها كلمة واحدة: "الهروب."
أخذ يوسف الشمعة وبدأ في البحث عن أي مخرج ممكن. فجأة، لاحظ بابًا صغيرًا في الأرضية. فتحه بسرعة ونزل إلى نفق ضيق. كان النفق مظلمًا ومرعبًا، لكن يوسف استمر في السير.
بينما كان يسير، شعر بشيء يلمس قدمه. عندما نظر للأسفل، رأى يدًا متعفنة تحاول الإمساك به. ارتعد من الخوف وركض بأقصى سرعته. وصل إلى نهاية النفق ليجد بابًا خشبيًا قديمًا. فتحه ببطء ليجد نفسه في غرفة أخرى، لكنها كانت مختلفة.
كانت الغرفة مليئة بالمرايا، وكل مرآة تعكس صورته بشكل مختلف. في واحدة من المرايا، رأى نفسه مشوهًا، وفي أخرى، رأى نفسه ميتًا. حاول الهروب، لكن كل المرايا كانت تنكسر عندما يقترب منها.
فجأة، انطفأت الشمعة، ووجد نفسه في ظلام دامس. سمع صوت خطوات تقترب منه، وعندما التفت، وجد الرجل المشوه يقف أمامه. قال الرجل بصوت عميق: "لقد انتهى الوقت."
شعر يوسف برعب شديد، لكنه تذكر الدفتر القديم. بدأ في تلاوة الكلمات التي قرأها سابقًا. فجأة، انفتح باب في الجدار. ركض يوسف نحو الباب وخرج منه ليجد نفسه في الخارج، أمام المبنى القديم.
كان يرتجف من الخوف، لكنه كان سعيدًا لأنه نجا. عندما نظر إلى ساعته، وجد أن الوقت قد مر بسرعة كبيرة، وكأنه كان في الغرفة لساعات طويلة.
عاد يوسف إلى منزله، لكن الغرفة المغلقة لم تغادر ذهنه أبدًا. كلما حاول النوم، كانت الهمسات تعود إليه، وكانت صورة الرجل المشوه تطارده في أحلامه. أدرك يوسف أن الغرفة لم تكن مجرد اختبار شجاعة، بل كانت لعنة.
وفي أحد الليالي، بينما كان يقرأ كتابًا جديدًا، وجد إعلانًا مشابهًا للإعلان الذي رآه سابقًا. لكن هذه المرة، كانت الرسالة موجهة إليه مباشرة: "لقد نجوت، لكنك لم تهرب. نحن ننتظرك."
شعر يوسف بالرعب، لكنه أدرك أن الفضول لا يمكن أن يقوده إلا إلى المزيد من الظلام. كان يعلم أن الغرفة المغلقة لن تتركه أبدًا، وأنه مهما حاول الهروب، فإنها ستظل تطارده إلى الأبد.