لعنه البيت المهجور
في يوم من الايام كانت هناك قريه صغيرة منعزله، كانت هناك حكاية تتناقلها الأجيال عن بيت فارغ مهجور يقبع على أطراف القرية. البيت، الذي بني في القرن التاسع عشر، كان يثير الخوف في قلوب الجميع بسبب القصص المرعبة التي كان يتكلمون عنها اهل القريه وكانت مصدر لاثاره الجدل بين اهالي القريه. السكان المحليون يعتقدون أن البيت مسكون بالأرواح الشريرة، ويقولون إن من يجرؤ على دخوله لا يعود أبدًا.
كان أحمد شابًا شجاعا وعاشق للمغامرة. سمع الكثير عن هذا البيت وعن اللعنات التي تحيط به، لكنه لم يكن يؤمن بالأساطير والخرافات. قرر أحمد أن يكتشف الحقيقة بنفسه، فاستعد للذهاب في مغامره للبيت المهجور.
في ليلة مظلمة لا بل شديده الظلمه وعاصفة ، حمل أحمد مصباحه اليدوي وتوجه إلى البيت المهجور. عندما وصل إلى البوابة شعر ببروده شديده تتسلل الي عروقه وكأنها تسحب روحه، لكنه لم يتراجع وعازم علي امره ففتح الباب ببطء ودخل. كان الهواء داخل البيت كثيفًا ورطبًا وكانت الرائحه كريهه، وكان بإمكانه سماع صوت صرير الأرضية تحت قدميه.
بدأ أحمد يستكشف الغرف واحدة تلو الأخرى. كل غرفة كانت تبدو أكثر رعبًا من سابقتها لكنه صبر ليثبت للناس ان كل ذلك الكلام عن البيت المهجور خرافات واساطير لا اساس لها من الصحه وكانت الجدران واسقفه الغرف مغطاة بالغبار والعناكب، والأثاث القديم كان مهترئًا ومغطى بالملاءات البيضاء. فجأة، سمع صوت خطوات خلفه. التفت بسرعة، لكنه لم يرَ أحدًا. بدا شعورالخوف يراوضه لأول مرة، لكنه قرر المضي قدمًا.
وصل أحمد إلى الطابق العلوي، حيث كانت هناك غرفة مقفله جيدا. حاول فتح الباب، لكنه كان مغلقًا. فجأة، شعر بشيء يلمس كتفه. التفت بسرعة ليجد ظلًا اسود حالك الظلمه يقف خلفه. كان الظل طويلًا ونحيفًا، ولم يري احمد من ملامح وجهه شئ. تجمد أحمد في مكانه، لكن الظل اختفى بسرعة كما ظهر.
شعر أحمد بالخوف مما جعل لديه رغبة قوية في مغادرة البيت، لكن فضوله دفعه للاستمرار. بدأ يبحث عن مفتاح الغرفة المغلقة. وبعد فترة من البحث، وجد صندوقًا قديمًا يحتوي على مفتاح صدئ. أخذ المفتاح وتوجه إلى الغرفة المغلقة. عندما أدخل المفتاح في القفل، سمع صوت طقطقة مرعبة، وفتح الباب ببطء.
كانت الغرفة مظلمة تمامًا، ولم يكن هناك أي ضوء ينفذ إليها. أضاء أحمد مصباحه اليدوي ورأى شيئًا لم يكن يتوقعه. كانت هناك مرآة كبيرة تغطي الجدار الخلفي للغرفة. عندما اقترب من المرآة، رأى انعكاسه، لكنه كان مختلفًا. كان يبدو شاحبًا ومرعبًا، وعيناه كانت تلمعان بلون أحمر مخيف.
فجأة، تحرك الانعكاس في المرآة بشكل منفرد عن حركات أحمد. بدأت المرآة تتكسر ببطء، وخرج منها يد مظلمة امتدت نحو أحمد. حاول أحمد الهرب، لكنه شعر بقوة غير مرئية تجذبه نحو المرآة. بدأت الغرفة تدور حوله بسرعة، وكل شيء أصبح مظلما.
استيقظ أحمد ليجد نفسه خارج البيت، لكنه لم يكن كما كان. كانت عيناه تحملان نفس اللمعان الأحمر المخيف، وشعر بأن هناك شيئًا داخله تغير وكأنه اصبح شخصا اخر. عاد إلى القرية، لكن لم يعد كما كان. أصبح شخصًا منعزلًا عن الناس وغريبًا، وتجنب الناس الاقتراب منه بسبب معرفتهم انه تغير بعد ذهابه الي ذلك البيت.
استمرت الأساطير في القرية، لكن الآن كانت تتضمن أحمد، الشاب الذي تحدى البيت المهجور وعاد بشيء شرير يسكن داخله وظل كل ما رأه احمد مجرد سر لا احد يدري ماذا حدث معه. وتحول البيت المهجور إلى مكان لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه مرة أخرى، بعد أن أصبحت قصته أكثر رعبًا مع مرور الزمن.