المنزل المتلبس بالجن
"البيت المجنون" في القرية القديمة، حيث كان يُشاع أنه ملعون. قررت مجموعة من الأصدقاء، بدافع الفضول، قضاء ليلة فيه. وصلوا إلى البيت عند غروب الشمس، والغموض يحيط بالمكان.
كانت الجدران متداعية، والزوايا مظلمة، وصوت الرياح يُشبه الهامسات. أعدوا حطبًا لإشعال النار في الحديقة الخلفية، وبدأوا في تبادل القصص المرعبة. ولكن مع حلول الليل، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة، كصراخٍ خافت.
أحدهم، "حميد"، اقترب من النافذة المكسورة ليكتشف مصدر الصوت، لكن ما رآه جعله يتجمد في مكانه: ظل امرأة ترتدي ثوبًا أبيض يتلألأ تحت ضوء القمر. أسرع إلى أصدقائه ليحكي لهم، لكنهم ضحكوا واعتبروا الأمر مجرد خدعة.
في تلك الأثناء، بدأوا في سماع خطوات ثقيلة في الطابق العلوي. قرروا استكشاف المكان
(تكملة)
قرروا استكشاف المكان، فصعدوا الدرج بصمت، قلوبهم تتسارع. كلما اقتربوا من الطابق العلوي، ازدادت الأصوات غموضًا. وعندما وصلوا إلى الباب المغلق، شعروا بنفحات باردة تتسلل إلى أجسادهم.
فتحوا الباب ببطء، ليكتشفوا غرفة مظلمة، مليئة بالغبار وأثاث قديم. فجأة، أُطفئت الأنوار، وعم الظلام الحالك. بدأت الصرخات تتعالى، والظل الذي رآه حميد ظهر فجأة أمامهم، عينيها تتألقان كالنيران.
هرعوا إلى الباب، لكن تمت إقفاله بقوة. كانوا محاصرين، وكل محاولة للهروب كانت تبوء بالفشل. بدأت الضحكات المجنونة تُسمع، تتردد في أرجاء المكان، وكأن البيت ذاته كان يتلذذ بخوفهم.
مع محاولة للاتحاد، اتجهوا نحو النافذة المكسورة، لكن الأوان كان قد فات. أثناء عودتهم إلى الغرفة، رأوا مذكرات
(تكملة)
رأوا مذكرات مهترئة ملقاة على الأرض. بدأوا في قراءتها بسرعة، واكتشفوا أنها تعود لصاحبة البيت، امرأة تعاني من جنونٍ بسبب الأحداث المأساوية التي مرّت بها.
كل صفحة كشفت أسرارًا مرعبة عن حياتها، وعمليات اختفاء غامضة لأشخاص دخلوا البيت. أدركوا أنها لا تزال عالقة هنا، تبحث عن رفقة.
فجأةً، اهتزت الأرض تحت أقدامهم، وظهرت صورة المرأة من جديد، تنادي: "لماذا لا تبقون معي؟" تجمّد الأصدقاء في مكانهم، يبدو أنهم فقدوا سيطرتهم على خوفهم.
استخدموا ما تبقى من شجاعتهم لمحاولة التسلل عبر الباب مرة أخرى، لكن لم يكن هناك مخرج. دارت الفوضى، وبدأت الألوان تتداخل في الغرفة. كانوا محاصرين بين الخوف والجنون، وعليهم أن يقرروا: هل يبقون حتى النهاية، أم يحاولون الهروب بأي ثمن؟
مع كل لحظة، شعرت
(تكملة)
مع كل لحظة، شعرت القلوب بالضغط المتزايد، وكان عليهم الاختيار سريعًا. قرروا توحيد قواهم، بينما كانت صرخات المرأة تتردد في آذانهم.
توجهوا نحو مركز الغرفة، حيث تركز الضوء الخافت. بدأوا في ترديد كلمات مهدئة، وكأنهم يحاولون طرد الكوابيس. فجأة، انفتح باب آخر في الزاوية، كأنه بلورة وسط العتمة.
ترددوا، لكن الخوف من البقاء كان أكبر. اندفعوا نحو الباب، وخرجوا بسرعة. وجدوا أنفسهم في ممر مظلم، مليء بالضباب.
ركضوا بلا توقف، حتى رأوا ضوءًا خافتًا ينير نهاية الممر. لكن، صوت المرأة عاود الظهور، أعمق وأكثر رعبًا: “لا تتركوا لي وحدتي!”
وصلوا أخيرًا إلى الخارج، لكن ليس قبل أن يشعروا بقبضة باردة تمر على أكتافهم. تراجعوا نحو الأشجار، ملهوفين، لكنهم لم يلتفتوا إلى الوراء .
انتظرو الجزء القادم