ضباب الموت:لعنة الضباب

ضباب الموت:لعنة الضباب

0 المراجعات

ضباب الموت

في قرية "البرج" الصغيرة، اللي كانت محاطة بالغابات الكثيفة، الساعة كانت تعدّي على اتنين بعد نص الليل، والضباب الكثيف مغطي القرية كلها. الجو كان مرعب والأصوات الغريبة بتتردد في الهواء، وده خلّى الناس في القرية يشعروا بالخوف والتوتر.

تامر، الشاب اللي في العشرينات من عمره وبيشتغل حارس في المقبرة القديمة اللي على أطراف القرية، كان قاعد في الكوخ الصغير بتاعه جنب المقبرة، بيشرب شاي ساخن وبيحاول يفضل صاحي. فجأة، سمع صوت خطوات بتقرب ببطء من البوابة الرئيسية للمقبرة. جسده ارتعش لكنه حاول يمسك نفسه وقرر يستطلع الأمر.

طلع تامر من الكوخ وهو شايل المصباح بتاعه، وبدأ يمشي بحذر ناحيت البوابة. كل ما يقرب من الصوت، كانت دقات قلبه بتزيد. لما وصل أخيرًا للبوابة، ملقاش حد هناك. وقف شوية يتأمل الضباب الكثيف، وبعدها رجع للكوخ وهو بيحاول يقنع نفسه إن اللي سمعه كان مجرد وهم.

لكن بعد دقائق قليلة، الصوت تكرر تاني، المرة دي كان أقوى وأوضح. تامر بدأ يشعر إن فيه حاجة مش طبيعية بتحصل. قرر يتأكد من الموضوع أكتر. فتح بوابة المقبرة وبدأ يمشي بين القبور، مستعين بمصباحه اللي كان بيديله رؤية قليلة وسط الضباب الكثيف.

وهو بيتجول، لاحظ تامر حاجة غريبة على واحد من القبور. كان فيه آثار أقدام طينية جديدة رايحة ناحية قبر قديم ومهجور. قرب بحذر ولقى القبر مفتوح، لكن الجثة مش موجودة. الأفكار المرعبة بدأت تسيطر على عقله، وبدأ يحس بالخوف الحقيقي.

فجأة، سمع صوت وراه، ولما لفّ لقى شخص غريب واقف وسط الضباب. وش الشخص ما كانش واضح بسبب الظلام، لكنه كان لابس هدوم قديمة ومقطعة، وعينيه بتلمع بشكل مرعب. تامر حاول يتكلم معاه، لكن الشخص ما ردش، بدأ يقرب منه ببطء.

تامر بدأ يرجع لورا ببطء، محاولًا يحافظ على المسافة بينه وبين الشخص الغريب. لكن كل ما يرجع، الشخص كان بيقرب أكتر. في لحظة يأس، قرر تامر يجري راجع للكوخ، لكن وهو بيجري، اتعثر ووقع على الأرض. لما رفع رأسه، لقى الشخص الغريب واقف فوقه على طول.

الشخص بدأ يتكلم بصوت عميق ومرعب، بيقول: "رجعت عشان أخد اللي ليّا. مش هتقدر تهرب مني." تامر حاول يقوم ويجري تاني، لكن الشخص مسك فيه وأجبره يقف. تامر حس بإيد باردة بتقبض على رقبته، وبدأ يفقد الوعي ببطء.

تامر صحي بعد شوية لقى نفسه في الكوخ، لكنه كان متكتّف بسلاسل حديدية. الشخص الغريب كان واقف قدامه، بيبصله بعينين مليانين غضب وانتقام. تامر أدرك إن الشخص ده مش من عالم الأحياء، لكنه روح شريرة رجعت من الموت عشان تنتقم.

الروح بدأت تحكي قصة انتقامها، وإنها كانت ضحية ظلم كبير في حياتها، وإنها مش هتهدا لحد ما تحقق العدالة. تامر حس بالندم لأنه ما كانش بياخد تحذيرات الناس في القرية بجدية، اللي كانوا دايمًا بيحذروه من التجول في المقبرة بالليل بسبب القصص المرعبة اللي بتحكى عنها.

اللحظة دي، تامر سمع صوت صرخات جاية من بره الكوخ. حاول يفك السلاسل اللي مكتفاه لكن ما قدرش. الشخص الغريب اختفى فجأة، وظهرت مجموعة من الناس من بره الكوخ، شكلهم كان مرعب وشبه الأشباح. كانوا بيقربوا من تامر ببطء، وأصواتهم كانت مخيفة جدًا.

تامر حاول يستنجد بأي حد، لكن صوته ما كانش بيطلع. فجأة، الناس دي بدأت تحاوطه، وبدأ يحس بأيدينهم الباردة على جسمه. اللحظة دي، تامر عرف إنه محاصر ومش هيقدر يهرب. الناس دي بدأوا يسحبوه بره الكوخ، وهو بيحاول يقاوم لكن ما فيش فايدة.

خرجوا بيه من الكوخ، ومشوا بيه في المقبرة. الضباب كان كثيف جدًا ومش قادر يشوف حواليه. فجأة، حس إنه بيدخل في حفرة كبيرة. لما حاول يشوف حواليه، لقى نفسه في القبر اللي كان مفتوح، وحواليه الناس دي بيتحركوا ببطء وكأنهم بيعملوا طقوس غريبة.

تامر بدأ يصرخ، لكن مفيش حد سامعه. الناس دي بدأوا يردموا عليه القبر، وهو بيحاول يطلع لكن ما قدرش. آخر حاجة شافها كانت الضباب اللي بيغطي السماء، قبل ما يتحبس في الظلام.

الناس في قرية "البرج" لما طلعوا الصبح، ملقوش تامر. فضلوا يدوروا عليه في كل حتة، لكن ما لاقوش أي أثر ليه. ومن يومها، المقبرة بقت مهجورة تمامًا، ومحدش بقى يجرؤ يقرب منها تاني. وقصة تامر وضباب الموت بقت حديث الجميع، بتتحكي للأجيال كتحذير من الاستهانة بقوى الظلام والخوف.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

0

مقالات مشابة