قصه مرعبه في منزل مهجور
المنزل المهجور
● الفصل الأول: القرار الجريء
في أحد الأحياء النائية، كان هناك منزل مهجور تحيط به الأساطير والقصص المخيفة. يُشاع أن هذا المنزل مسكون بالأشباح، وأن من يدخل إليه لا يعود كما كان. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، حتى جاء يوم قرر فيه خمسة أصدقاء – علي، سمير، مريم، فاطمة، ويوسف – خوض هذه المغامرة.
قال علي وهو ينظر إلى المنزل من بعيد: "لنكون صادقين، نحن بحاجة إلى شيء جديد لنكسر به الروتين. ما رأيكم أن نقضي ليلة هنا؟"
ردت مريم بشيء من التردد: "هل أنت جاد؟ لقد سمعت الكثير من القصص المخيفة عن هذا المكان."
أضاف سمير بابتسامة ماكرة: "هذا ما يجعله ممتعًا. دعونا نثبت لأنفسنا أن هذه القصص مجرد خرافات."
بعد نقاش قصير، وافق الجميع على الفكرة. جهزوا حقائبهم بالمصابيح الكهربائية وبعض الطعام والشراب، واتجهوا نحو المنزل المهجور عند غروب الشمس.
● الفصل الثاني: الدخول إلى المجهول
وصلوا إلى بوابة المنزل الكبيرة والمصدة. دفعها يوسف بقوة، فأصدرت صوتًا مزعجًا وكأنها لم تفتح منذ سنوات. دخلوا بحذر، وكانت رائحة الرطوبة والغبار تملأ المكان.
داخل المنزل، كانت الأرضية مغطاة بالغبار والعناكب تتدلى من السقف. مشوا بحذر، يتجنبون الأماكن التي تبدو هشة. استقروا في غرفة الجلوس، التي كانت تحتوي على أثاث قديم مهترئ.
قالت فاطمة: "أشعر بشيء غريب في هذا المكان. دعونا نتحقق من الطابق العلوي."
بدأوا بالصعود على السلالم الخشبية المتصدعة، وكانت الأصوات تصدر من تحت أقدامهم. عندما وصلوا إلى الطابق العلوي، وجدوا العديد من الغرف، كل واحدة تبدو أكثر رعبًا من الأخرى.
بينما كانوا يستكشفون الطابق العلوي، سمعوا صوتًا قادمًا من الأسفل. بدا وكأنه صوت خطوات. تبادلوا النظرات المرعوبة، ثم قرر علي أن ينزل ليتحقق.
قال علي: "ابقوا هنا، سأذهب لأرى من هناك."
نزل علي بحذر، وكانت خطواته تزداد ثقلاً مع كل درجة. وصل إلى الطابق السفلي ولم يجد شيئًا. لكن عندما عاد للصعود، لاحظ أن أحد الأبواب كان مفتوحًا، رغم أنه متأكد من أنه كان مغلقًا عند دخولهم.
عاد بسرعة إلى أصدقائه وقال بصوت مرتجف: "هناك شيء غريب يحدث هنا. أحد الأبواب كان مفتوحًا."
● الفصل الثالث: بداية الرعب
بدأ الرعب يتسلل إلى قلوبهم، وقرروا جميعًا النزول والبحث عن تفسير لما يحدث. تجمعوا في غرفة الجلوس مرة أخرى، لكن هذه المرة كان الجو مشحونًا بالخوف والتوتر.
فجأة، انطفأت جميع المصابيح الكهربائية. ساد الظلام التام، وبدأ الجميع يسمعون أصوات همسات وضحكات خافتة.
صرخ يوسف: "هذا يكفي! يجب أن نغادر الآن!"
لكن عندما حاولوا فتح الباب، وجدوه مغلقًا بإحكام وكأن قوة خفية تمنعهم من الخروج. بدأوا يصرخون ويضربون الباب، لكن لم يكن هناك أي استجابة.
بينما كانوا محبوسين في المنزل، بدأت الأمور تزداد سوءًا. بدأت الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، وبدأوا يرون ظلالًا تتحرك في أرجاء المنزل. حاولوا التجمع والبقاء معًا، لكن كلما زاد الخوف، زادت الفوضى.
● الفصل الرابع: المواجهة
بينما كانوا يبحثون عن مخرج، بدأت الأصوات تزداد وضوحًا والظلال تقترب أكثر. شعروا وكأنهم محاصرون من كل الجهات. في هذه اللحظة، ظهرت أمامهم امرأة شاحبة تبدو وكأنها خارجة من كابوس. كانت ترتدي ملابس قديمة وممزقة، وبدأت تتحدث بصوت مخيف: "لماذا دخلتم منزلي؟"
لم يتمكن أحد من الرد، وبدأت المرأة تقترب منهم ببطء. حاولوا الهروب، لكن الظلال كانت تغلق عليهم جميع المخارج. شعروا بأنهم عالقون في كابوس لا نهاية له.
قالت مريم بصوت مرتجف: "يجب أن نجد طريقة للخروج من هنا. لا يمكننا البقاء."
بينما كانوا يحاولون البحث عن مخرج، بدأوا يسمعون صوت ضحكات الأطفال تأتي من غرفة مجاورة. فتحوا الباب بحذر، فوجدوا مجموعة من الدمى القديمة مكدسة في الزاوية. كانت الدمى تبدو وكأنها تحدق فيهم بعينين فارغتين.
قال سمير: “هذا المكان أكثر رعبًا مما تخيلت. علينا أن نخرج بأي ثمن."
● الفصل الخامس: الهروب
في اللحظة الأخيرة، تذكر علي أنه يحمل معه قداحة. أشعلها وبدأ بإشعال النار في بعض الأثاث القديم. ارتفع الدخان في الأرجاء وبدأت الأشباح تتراجع.
بينما كانت النيران تشتعل، وجدوا مخرجًا خلفيًّا لم يكنوا قد لاحظوه من قبل. هربوا جميعًا بسرعة إلى الخارج، وأخذوا يلهثون تحت ضوء القمر البارد.
نظروا إلى المنزل الذي كان يحترق، وهم يشعرون بالرعب والخوف. لم يتحدث أحد منهم عن ما حدث في تلك الليلة مرة أخرى، لكنهم تعلموا درسًا قاسيًا: بعض الأماكن يجب أن تبقى مهجورة، وبعض الأبواب يجب ألا تُفتح أبدًا.
عندما وصلوا إلى بر الأمان، جلسوا جميعًا على الأرض محاولين استيعاب ما حدث. قال يوسف بصوت مبحوح: "لن أعود إلى هذا المكان أبدًا. لقد كان ذلك أقرب إلى كابوس."
أضافت مريم: "لقد كان هناك شيء غير طبيعي في هذا المنزل. شيء لم نستطع فهمه."
قالت فاطمة: "ما زلت أشعر بأنفاسها على رقبتي. كيف يمكن لشيء كهذا أن يحدث؟"
تبادلوا النظرات وهم يشعرون بأنهم قد نجوا من شيء أكبر من مجرد منزل مسكون. لقد كانت تجربة غيرت نظرتهم إلى الأمور الغامضة وإلى العالم الخفي الذي لم يكنوا يعرفون عنه شيئًا.
● الفصل السادس: العواقب
في الأيام التالية، بدأ الأصدقاء يشعرون بأن شيئًا ما يتبعهم. كانوا يرون ظلالًا تتحرك في الزوايا، ويسمعون أصوات همسات في الليل. لم يعودوا قادرين على النوم بشكل جيد، وأصبحوا يتجنبون الحديث عن تلك الليلة.
أدركوا أنهم لم يتركوا الرعب خلفهم في المنزل المهجور. كان قد تبعهم إلى حياتهم اليومية، وجعلهم يشعرون بأنهم لا يزالون عالقين في كابوس لا ينتهي.
في النهاية، قرروا البحث عن مساعدة. توجهوا إلى رجل دين معروف بقدرته على التعامل مع الأمور الغامضة. استمع إلى قصتهم وقال: "لقد استيقظتم شيئًا قديمًا وخطيرًا. يجب أن تتطهروا من هذه الأرواح الشريرة."
أعطاهم بعض التعليمات والتعويذات لحمايتهم. بدأوا يتبعون نصائحه بحذر، وأخذوا يشعرون بأن الأمور بدأت تتحسن ببطء. لكنهم عرفوا دائمًا أن تلك الليلة في المنزل المهجور كانت بداية شيء لن ينسوه أبدًا.
وعلى الرغم من أنهم حاولوا المضي قدمًا في حياتهم، إلا أن آثار تلك الليلة بقيت معهم، تذكرهم بأن هناك أسرارًا وأرواحًا في العالم يجب أن تُترك في سلام.
ختامًا، أدركوا أن بعض الأبواب يجب ألا تُفتح، وبعض الأماكن يجب أن تبقى مهجورة. كانت تلك الليلة درسًا قاسيًا، لكنهم تعلموا أن يحترموا القوى الغامضة التي تفوق فهمهم.
النهاية