البيت المهجور: قصة الرعب
الفصل الأول: زيارة غير متوقعة
في إحدى الليالي المظلمة، كان سمير يقود سيارته في طريق ريفي مهجور. كان الوقت متأخرًا جدًا، والضباب الكثيف يلف المكان، مما جعل الرؤية شبه معدومة. فجأة، توقفت السيارة بشكل مفاجئ. حاول سمير تشغيلها مرة أخرى، لكن المحرك كان صامتًا. لم يكن هناك أي إشارة للهواتف المحمولة، وكان عليه أن يجد مأوى حتى الصباح.
بينما كان يسير على الطريق، لمح نورًا خافتًا يتسلل من نافذة منزل قديم. اقترب سمير من المنزل وطرق الباب ببطء. فتحت امرأة عجوز الباب ونظرت إليه بعينين متعبتين. "هل يمكنني الحصول على مأوى لليلة واحدة؟" سأل سمير.
دعت العجوز سمير للدخول وأشارت له إلى غرفة صغيرة في الطابق العلوي. شكرها سمير وصعد السلم بصعوبة. كان المنزل قديمًا ومليئًا بالغبار، والأثاث بدا كأنه لم يُستخدم منذ سنوات.
الفصل الثاني: الأصوات الغامضة
في منتصف الليل، استيقظ سمير على أصوات غريبة قادمة من الطابق السفلي. كانت تشبه أصوات همسات وأقدام تتحرك ببطء. تجمد سمير في مكانه، محاولًا تفسير ما يحدث. قرر النزول للتحقق من الأمر، وأخذ معه شمعة لينير طريقه في الظلام الدامس.
عندما وصل إلى الطابق السفلي، رأى الباب المؤدي إلى القبو مفتوحًا. تجمع كل شجاعته ونزل الدرج المؤدي إلى القبو. كان المكان مظلمًا وباردًا بشكل مخيف، والأصوات ازدادت وضوحًا. فجأة، رأى ظلالًا تتحرك بين أرفف القبو، وأصيب بذعر شديد.
الفصل الثالث: اكتشاف الحقيقة
بينما كان يتراجع للخلف، تعثر سمير وسقط على الأرض، ليكتشف صندوقًا خشبيًا قديمًا. فتح الصندوق بحذر ليجد داخله مجموعة من الصور والرسائل القديمة. بدأت الأمور تتضح أمامه: كانت الصور تظهر نفس المنزل في أيامه القديمة، وكانت الرسائل تحكي قصة عائلة عاشت هناك.
كانت العائلة مكونة من أب وأم وابنتهما الصغيرة. توفيت الابنة في ظروف غامضة، ومنذ ذلك الحين، بدأت الأمور الغريبة تحدث في المنزل. كانت الأم تعاني من الكوابيس المستمرة والأصوات الغامضة، حتى أنها اعتقدت أن روح ابنتها تطاردهم.
الفصل الرابع: المواجهة الأخيرة
شعر سمير بالبرد يتسرب إلى عظامه عندما سمع صوت خطوات تقترب منه. كانت العجوز تقف عند مدخل القبو، ونظرة الحزن تملأ عينيها. "أنت تعرف الآن الحقيقة،" قالت بصوت هادئ. "لقد كنت أعيش هنا مع ذكريات ابنتي المتوفاة، محاولًة التواصل معها. لم أستطع مغادرة هذا المكان، لأنني شعرت بأن روحها محبوسة هنا."
بدأت الأرض تهتز قليلاً، وظهرت صورة ضبابية لفتاة صغيرة في زاوية القبو. كانت الفتاة تبتسم بحزن وهي تقترب من العجوز. "لقد حان الوقت للرحيل،" قالت الفتاة بصوت رقيق. "علينا أن نترك الماضي ونمضي قدمًا."
أجهشت العجوز بالبكاء، وشعرت سمير برعشة في جسده. فجأة، اختفت الصورة الضبابية، وعاد الهدوء إلى القبو. ساعد سمير العجوز على الصعود إلى الطابق العلوي، وعندما خرجوا إلى الخارج، رأوا أن الضباب بدأ يتلاشى، والشمس تشرق في الأفق.
الخاتمة
شكر سمير العجوز وودعها قبل أن يعود إلى سيارته. بفضل اكتشافه، استطاع أن يساعد الروح المعذبة على العثور على السلام. بينما كان يقود سيارته عائدًا إلى المدينة، شعر بشعور غريب من الهدوء والطمأنينة، وهو يعلم أنه قد شارك في حل لغز بيت مهجور ومساعدة روح عالقة على العثور على طريقها إلى الراحة.