ماذا حدث في المنزل المهجور
قصة "المنزل المهجور"
في قرية نائية تحيط بها الغابات الكثيفة، كان هناك منزل قديم يعرفه الجميع باسم "المنزل المهجور". كانت القرية تغلفها الأساطير والحكايات المخيفة حول هذا المنزل، حيث يقال إنه مسكون بالأشباح والأرواح التي لا تجد راحة.
منذ سنوات طويلة، كان يسكن هذا المنزل عائلة غريبة الأطوار. كانوا منعزلين عن الناس، ولم يكن أحد يعرف عنهم الكثير. حتى جاء اليوم الذي اختفوا فيه جميعاً دون أن يتركوا وراءهم أثراً. البعض قال إنهم هربوا في منتصف الليل، والبعض الآخر أكد أنهم اختفوا في ظروف غامضة. ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من هذا المنزل، إذ كان الجميع يخشون اللعنة التي قيل إنها تلاحق كل من يدخله.
وفي أحد الأيام، جاء إلى القرية شاب يُدعى سامي. كان سامي مغامرًا بطبعه، لا يخشى شيئًا، وكان قد سمع عن المنزل المهجور ويرغب في استكشافه بنفسه. تجاهل سامي تحذيرات أهل القرية وقرر قضاء ليلة داخل المنزل ليثبت للجميع أنه لا يوجد شيء يُخيف.
دخل سامي المنزل عند الغروب، حاملاً معه مصباحًا وبعض الطعام. كانت الأبواب تصدر أصواتًا موحشة، والأرضيات الخشبية تصرخ تحت خطواته. الجو كان مشحونًا بشيء غير مرئي، شعور بالبرودة والخوف بدأ يتسلل إلى نفسه. لكن سامي لم يكن يريد أن يتراجع، فقرر الصعود إلى الطابق العلوي، حيث كانت هناك غرفة كبيرة مظلمة.
بينما كان يجلس في الظلام، بدأ سامي يسمع أصواتًا غريبة، همسات غير مفهومة تأتي من الزوايا المعتمة. حاول أن يقنع نفسه بأن هذا مجرد خيال، لكن الأصوات بدأت تزداد وضوحًا وقربًا. ثم فجأة، شعر بلمسة باردة على كتفه، مما جعله يقفز من مكانه.
حاول سامي أن يضيء المصباح، لكن فجأة انطفأ الضوء، ووجد نفسه في ظلام دامس. عندها سمع صوت خطوات تقترب ببطء من الغرفة. كان الصوت يكبر ويكبر، حتى شعر بشيء يقف خلفه مباشرة. لم يجرؤ على الالتفات، كان جسده مشلولًا بالخوف.
ثم سمع صوتاً خافتاً يقول: "لم يكن ينبغي أن تأتي هنا...". كانت الكلمات تتردد في أذنه مثل صدى بعيد، وكأنها صادرة من عالم آخر.
في تلك اللحظة، شعر سامي بأن الوقت قد توقف. وفي لحظة يأس، أدار رأسه ببطء ليرى من خلفه، ولكن لم يكن هناك أحد. كان هناك فقط فراغ مظلم. إلا أن الظل من حوله بدأ يتحرك كأنه كائن حي، يشكل وجوهاً مرعبة تراقبه.
قرر سامي الهروب، جرى نحو الباب بكل ما أوتي من قوة، لكن كلما اقترب، بدا له وكأن الباب يبتعد عنه. أصوات الضحكات الهستيرية بدأت تملأ الغرفة، حتى وصل أخيرًا إلى الباب وفتحه بشدة، ليجد نفسه فجأة خارج المنزل، في الهواء الطلق. كان يتنفس بصعوبة، والعرق يتصبب من جبينه.
لم يكن سامي يعلم كم من الوقت قضى في الداخل، لكنه عاد إلى القرية في حالة من الرعب الشديد، لم يكن نفس الشخص الذي دخل المنزل المهجور. منذ تلك الليلة، لم يجرؤ أحد على الحديث معه عن المنزل، ولم يرغب سامي في مشاركة تجربته مع أحد. أصبح المنزل المهجور أكثر رعبًا وغموضًا من ذي قبل، وبقيت الأساطير حوله تتزايد، محذرة الجميع من الاقتراب منه.