البئر الملعون بقرية المنوفية
في قرية المنوفية الهادئة، كانت الظلال تتراقص بشبحية تحت ضوء الهلال الباهت. لقرون، كان أهل القرية يتحدثون همسًا عن البئر الملعون عند حافة القرية، بئر يُقال إنه يحمل صوتًا يردد صرخات المعذبين. كانت حكاية قديمة، يتجاهلها الشباب، لكنهم كانوا يخشونها.
في إحدى الليالي، قررت ليلى، المراهقة الفضولية التي لا تؤمن بالخرافات القديمة، أن تستكشف البئر. كلما اقتربت، زادت البرودة في الهواء، وأحاط بها شعور بالرهبة. كان فم البئر يفتح كفم جائع ومظلم. رغم همسات الخوف في عقلها، نظرت إلى الداخل لكنها لم ترى سوى الظلام.
فجأة، صرخ الريح، وخرج صوت منخفض ومشوّه من أعماق البئر. كان الصوت مشوهًا وغير إنساني، يهمس بلهجة عربية قديمة، "هل أنتِ خائفة؟" شعرت ليلى بقلبها يخفق بشدة عندما شعرت بيد باردة تمسك كتفها. عندما التفتت بسرعة، لم ترَ سوى ظلال الليل.
تحولت فضولها إلى رعب عندما استمر الصوت، "لن تخرجين من هنا". تراجعت، أنفاسها تتقطع بقلق، بينما بدا البئر وكأنه ينبض بطاقة شريرة، والظلام داخله أصبح أكثر كثافة، يكاد يكون ملموسًا.
في محاولتها اليائسة للهروب، جرت ليلى، لكن القرية بدت وكأنها قد تغيرت. الطرق المألوفة أصبحت ملتوية، تعيدها إلى البئر. مع شروق الفجر، وجدها القرويون شاحبة ومرتجفة، تهمس عن أصوات من الأعماق. بقي البئر صامتًا، لكن الخوف في عيني ليلى كان يتحدث بوضوح.
في تلك الليلة الحالكة، قررت ليلى أن تعود إلى منزلها، لكنها لم تكن تعرف أن الشيطان الذي كان يسكن البئر كان قد تسلل إلى عقلها. بمجرد أن استدارت لتعود إلى منزلها، بدأ الضوء الخافت من القمر يتلاشى، وحل الظلام بشكل أعمق، وكأن الليل ابتلع كل أمل. بينما كانت تهرول عبر الأزقة الملتوية، لاحظت أن كل جدار كان يهمس باسمها بلكنة غير واضحة، يزداد رعبها مع كل خطوة.
في المنزل، حاولت ليلى أن تنام، لكن الأحلام كانت مليئة بالصراخ والضجيج. رأت نفسها تسقط في البئر، وتغمرها المياه العكرة التي تنزف من صرخات خفية. عندما استيقظت، كانت عرقانة ومرتبكة، وعينيها زائغة.
في اليوم التالي، بدأت الأشياء الغريبة تحدث. كلما نظرت إلى مرآة، كانت ترى وجوهًا شبحية تطفو خلفها، وكأنها تطلب المساعدة. العائلات في القرية بدأت تلاحظ التغيرات في سلوك ليلى، وشعرت الأم بالقلق عندما رأت ابنتها تتحدث إلى نفسها وتضحك بصوت منخفض غير طبيعي.
بمرور الأيام، بدأت ليلى تفقد قدرتها على التمييز بين الواقع والخيال. في أحد الأيام، خرجت إلى البئر مرة أخرى، وعندما نظرت إلى الداخل، لم تجد سوى الهاوية المظلمة التي تبتلع كل ما هو حي. كانت قد أدركت أنها محبوسة في تلك الهاوية من الرعب، ولا مفر منها.
عندما عثر القرويون على ليلى، كانت قد أصبحت مجرد ظل لنفسها. البئر، التي لم تتغير، كانت لا تزال صامتة، ولكنها لم تكن بحاجة إلى الكلمات لتظهر حقيقة ما حدث. لقد أصبح البئر لعنة حية في قلوب أهل القرية، تذكيرًا دائمًا بأسرار الظلام التي لا تُنسى.
قرر رجال الشرطة المصرية البحث في الأمر و إلى وقتنا هذا لا أحد يعرف لغز البئر