قصة منزل ليلى ولعز الدمية المسكونة
قصة منزل ليلى ولعز الدمية المسكونة
في مدينة صغيرة تعيش بها العائلات في هدوء وسلام كان هناك منزل قديم ومعروف بين السكان بقصصه المخيفة كانوا يتداولون أنه منزل مسكون وأن أصواتاً غريبة تُسمع فيه ليلاً لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه إلا فتاة شابة تدعى ليلى التي كانت مهتمة بالقصص المرعبة والتحديات.
في ليلة مقمرة قررت ليلى أن تكتشف سر المنزل بنفسها أخبرت أصدقاءها بنيتها لكنهم حاولوا منعها بلا جدوى كانت عازمة على إثبات شجاعتها والتخلص من الخرافات.
حملت ليلى مصباحها ودخلت المنزل الباب القديم أطلق صوتاً مرعباً عندما فتحته الجو داخل المنزل كان بارداً بشكل غريب رغم أن الليلة كانت صيفية تجولت ليلى في أرجاء المنزل أضاءت المصباح وبدأت تلاحظ تفاصيل غريبة الجدران كانت مليئة بالكتابات القديمة غير المفهومة والرسومات التي بدت وكأنها تحمل رسائل مخفية.
بينما كانت تتجول في غرفة المعيشة سمعت ليلى صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي ترددت للحظة ثم قررت متابعة الاستكشاف صعدت الدرج ببطء ومع كل خطوة كانت تشعر بقشعريرة تسري في جسدها عندما وصلت إلى الطابق العلوي وجدت باب غرفة مغلقاً بإحكام.
عندما دفعت الباب وفتحته شعرت بتيار هواء بارد يخرج من الغرفة داخل الغرفة كان هناك سرير قديم وعلى الجدران كانت تتدلى صور عائلية قديمة في زاوية الغرفة كان هناك كرسي هزاز يتحرك ببطء رغم عدم وجود أي نسمة هواء جلست ليلى على الكرسي للحظة محاولة تهدئة نفسها، لكن فجأة توقف الكرسي عن الحركة وسمعت صوتاً خافتاً يقول : "من أتى بك إلى هنا؟"
ثبتت ليلى في مكانها وحاولت البحث عن مصدر الصوت لكنها لم تجد شيئاً بدأت تشعر بأن هناك شخصاً يراقبها حملت المصباح وبدأت تبحث في الغرفة وعندما فتحت خزانة الملابس القديمة رأت شيئاً لم تتوقعه كانت هناك دمية قديمة ومهترئة بدت وكأنها كانت مملوكة لفتاة صغيرة الغريب في الأمر أن الدمية كانت تحمل علامة تشبه الوشم على يدها وهي نفس العلامة التي كانت على يد ليلى.
ارتعبت ليلى وقررت أن تغادر المنزل فوراً لكن عندما حاولت النزول من الدرج وجدت أن الباب الأمامي مغلق بإحكام. بدأت تشعر بالخوف والهلع وحاولت البحث عن مخرج آخر فجأة بدأت الأصوات ترتفع خطوات تقترب وصوت همسات غير مفهومة تملأ المكان.
قررت ليلى العودة إلى الطابق العلوي والبحث عن نافذة للهرب عندما عادت إلى الغرفة وجدت أن الدمية لم تعد في مكانها بدأت تبحث عنها بقلق وعندما نظرت إلى المرآة رأت انعكاس وجه فتاة صغيرة خلفها صرخت ليلى وابتعدت عن المرآة لكنها عندما استدارت لم تجد أحداً.
بدأت تشعر بأن المنزل يلتف حولها والأصوات تزداد وضوحاً فجأة شعرت بيد باردة تلمس كتفها وعندما استدارت رأت فتاة صغيرة ترتدي فستاناً أبيضاً قديمًا الفتاة نظرت إليها بعينين خاويتين وقالت : "أنتِ مثلها، أليس كذلك؟"
تجمدت ليلى في مكانها ولم تستطع الحراك الفتاة الصغيرة بدأت تقترب ببطء وعندما حاولت ليلى الهرب وجدت نفسها غير قادرة على الحركة الفتاة أمسكت بيدها وأخذتها إلى زاوية الغرفة حيث كانت هناك لوحة قديمة مغطاة بالغبار.
الفتاة الصغيرة أشارت إلى اللوحة وقالت : "هذا منزلنا كنا سعداء هنا حتى جاءوا" عندما أزالت ليلى الغبار عن اللوحة رأت صورة لعائلة صغيرة وكانت الفتاة الصغيرة تقف بينهم لكن الشيء المرعب هو أن أحد الأشخاص في اللوحة كان يشبه ليلى بشكل مذهل.
بدأت ليلى تفهم أن هناك علاقة بينها وبين تلك العائلة ربما في حياة سابقة أو شيء أكثر غموضاً حاولت الفتاة الصغيرة أن تشرح لكنها كانت تتحدث بلغة غير مفهومة فجأة شعرت ليلى بأن المنزل بدأ يهتز وكأن زلزالاً يضرب المكان الأصوات ارتفعت بشكل مرعب والأضواء بدأت تومض.
في تلك اللحظة ظهرت أمام ليلى رؤية خاطفة لمشهد مروع رأت نفسها محبوسة في قبو مظلم والدمية القديمة كانت بجانبها الفتاة الصغيرة كانت تبكي وتصرخ والأشباح تحوم حولهما.
استيقظت ليلى من رؤيتها وهي تصرخ ووجدت نفسها خارج المنزل لم تكن تتذكر كيف خرجت لكن كانت تشعر بأنها قد عاشت لحظات من الرعب لن تنساها أبداً قررت العودة إلى المنزل والتحقق مما حدث لكنها عندما نظرت إلى المنزل من الخارج وجدت أن المكان يبدو مهجوراً تماماً وكأنه لم يسكنه أحد منذ سنوات.
عادت ليلى إلى منزلها وهي تحمل العديد من الأسئلة بدون إجابات لكن شيئاً ما بداخلها تغير شعرت بأنها لم تعد نفس الشخص وكأن هناك جزءاً من روحها قد ترك في ذلك المنزل المرعب ومنذ تلك الليلة، لم تعد ليلى تقترب من المنزل القديم لكنها كانت تعرف أن السر الذي اكتشفته سيظل يطاردها مدى الحياة.