سامح والكنز الذى يبحث عنه الجميع

سامح والكنز الذى يبحث عنه الجميع

1 المراجعات

كان هناك رجل يُدعى سامح، مشهور جدا في قريته بروحه المرحة وحبه للمزاح. ذات يوم، قرر سامح أن يلعب خدعة على أهل قريته، فكر في خطة تضمن له بعض الضحك.

في صباح يوم مشمس، ارتدى سامح زيّاً غريباً مكوناً من ملابس قديمة، وقبعة كبيرة من القش، وقناع زاهي الألوان. ثم خرج إلى السوق المركزي في القرية، حيث يتجمع الناس لشراء حاجياتهم اليومية. وقف سامح في منتصف السوق وبدأ يصرخ بصوت عالٍ: "أيها الناس، لقد جئتكم بنبأ هام! هناك كنز مخبأ في هذه القرية، ومن يعثر عليه سيصبح أغنى رجل في البلاد!"

اجتمع الناس حوله بفضول، وبدأوا يسألونه عن تفاصيل الكنز. لكن سامح لم يكن لديه أي نية للكشف عن المكان الحقيقي للكنز، بل كان كل ما يريده هو رؤية تفاعلهم مع هذه القصة الملفقة. فقال لهم: "الكنز مدفون في مكان لن يخطر على بالكم، في مكانٍ مليء بالماء!" وزاد من غموض القصة: "هناك علامة سحرية تدل على مكانه، وهي عبارة عن سمكة تقفز في الهواء!"

بدأ الناس يبحثون في النوافير والآبار في أنحاء القرية، وكلما وجدوا مكانًا به ماء، قفزوا فيه بحثًا عن الكنز. كان المنظر مضحكًا للغاية، الرجال والنساء والأطفال يركضون في كل مكان وهم يبحثون عن السمكة القافزة، بل أن بعضهم بدأ يحاول اصطياد الأسماك من النهر المجاور على أمل أن تكون السمكة السحرية.

كان سامح يراقب هذا المشهد من بعيد ويكاد ينفجر ضاحكاً. ولكنه لم يكن يعلم أن أحد سكان القرية، الشيخ إبراهيم، كان يراقبه منذ البداية. الشيخ إبراهيم كان رجلاً حكيماً وعاش طويلاً لدرجة أنه يعرف جيداً كل مزحات سامح. اقترب الشيخ إبراهيم من سامح وقال له بابتسامة خبيثة: "يا سامح، إن كنت ترى أن هذه المزحة ممتعة، فانتظر حتى ترى رد فعلي."

لم يفهم سامح ما قصده الشيخ إبراهيم العجوز، لكنه لم يأخذ كلامه بجدية. وفي اليوم التالي، قرر سامح تكرار المزحة ولكن بشكل آخر. لكن حين وصل إلى السوق، وجد المفاجأة الكبرى! رأى أهل القرية قد جمعوا أكواماً من السمك وبدأوا في طهيه وتوزيعه على الجميع في احتفال ضخم. بل أن الشيخ إبراهيم قد أحضر شاحنة مليئة بالملح وبدأ يرشها على السمك، قائلاً: "لقد وجدنا الكنز، إنه كنز السمك! والآن سنحتفل جميعاً بهذا الكنز اللذيذ!"

بدأ أهل القرية يأكلون السمك ويضحكون، ولكن سامح شعر بالحرج. كان من الواضح أن مزحته قد انقلبت عليه. الناس لم يجدوا الكنز، لكنهم وجدوا شيئًا أكثر قيمة: فرصة للضحك والاستمتاع بوقتهم معاً. وبدلاً من أن يكون سامح هو من يضحك في النهاية، كان هو من ضحك الناس عليه.

عاد سامح إلى بيته مسرعٱ وهو يشعر بمزيج من الإحراج والضحك، وعرف حينها أن بعض المزحات قد تكون لها عواقب غير متوقعة. ومنذ ذلك اليوم، قرر أن يكون أكثر حذراً في مزاحه، ولكن الحقيقة أنه لم يستطع التوقف عن حب المزاح. فالضحك و المزاح هو حقًا الكنز الذي كان يبحث عنه الجميع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة