القريه المسكونه بالأرواح

القريه المسكونه بالأرواح

1 المراجعات

   الي كل محبي قصص الرعب اليكم هذه القصه المشوقه

القريه المسكونه بالأرواح

 في إحدى الليالي الباردة والظلماء، كانت هناك قرية صغيرة منعزلة بين الجبال، تُحيط بها الغابات الكثيفة من كل جانب. كانت تلك القرية معروفة بين القرى المجاورة بكونها مسكونة بالأرواح الشريرة. ولكن رغم ذلك، لم يكن أهلها يتحدثون كثيرًا عن تلك القصص، وكأنهم يحاولون نسيانها.image about القريه المسكونه بالأرواح

في وسط القرية، كان هناك بيت قديم مهجور، يُقال إنه كان منزل عائلة "الأشباح". هذه العائلة كانت مكونة من أب وأم وابن صغير. لكنهم اختفوا جميعًا في ليلة عاصفة قبل عدة سنوات، ولم يُعثر على جثثهم قط. ومنذ ذلك الحين، يعتقد القرويون أن أرواحهم تسكن ذلك المنزل.

كان هناك شاب يُدعى "أدهم"، لم يكن يؤمن بالقصص الخرافية التي تروى عن هذا المنزل. كان شجاعًا ولا يخشى شيئًا، فقرر أن يثبت للجميع أن هذه القصص مجرد أوهام. في ليلة مقمرة، أخذ أدهم مصباحه وتوجه نحو البيت المهجور.image about القريه المسكونه بالأرواح

عندما وصل إلى بوابة المنزل، شعر بهواء بارد يمر بجانبه، لكنه لم يهتم بذلك. فتح البوابة ودخل إلى الفناء، حيث كانت الأشجار المتشابكة تتمايل مع الرياح كأنها تهمس بأصوات غير مفهومة. كان الصمت يُسيطر على المكان، ولم يكن يُسمع سوى خطوات أدهم على الأرض المبللة.

عندما دخل المنزل، أشعل مصباحه فوجد الأثاث القديم مهترئًا، والغبار يغطي كل شيء. بدأ بالتجول في الغرف، وكلما دخل غرفة جديدة، كان يشعر بأن هناك من يراقبه. في إحدى الغرف، وجد صورة قديمة معلقة على الحائط، كانت الصورة لعائلة مكونة من أب وأم وطفل صغير. ولكن ما لفت انتباهه هو أن أعين الأشخاص في الصورة كانت تتحرك وتتبع حركته في الغرفة.

شعر أدهم بالخوف لأول مرة، ولكنه حاول تجاهل ذلك. وبينما كان يهم بالخروج من الغرفة، سمع صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي. تردد للحظة، ثم قرر أن يصعد للتحقق. كانت السلالم تصدر أصواتًا غريبة تحت وطأة قدميه، وعندما وصل إلى الطابق العلوي، رأى بابًا مغلقًا بإحكام.

تقدم نحو الباب وفتحه ببطء، ليجد غرفة مظلمة تمامًا. وعندما أضاء مصباحه، صُدم بما رأى. كانت الغرفة مليئة بالمرايا، وفي كل مرآة كان يظهر انعكاس مختلف له. بعضها كان يبدو طبيعيًا، بينما البعض الآخر كان يظهر أدهم بوجه مشوه أو مغطى بالدماء.

في تلك اللحظة، سمع أدهم صوت همسات قادمة من جميع الاتجاهات، كانت تلك الهمسات تتحدث بلغات غريبة لا يفهمها، لكن واحدًا منها كان واضحًا جدًا، همس باسمه: "أدهم...".

شعر بالخوف يتسلل إلى قلبه، وبدأ يتراجع ببطء نحو الباب، لكنه فوجئ بأن الباب قد اختفى! أصبحت الغرفة كلها محاطة بالمرايا، ولم يعد هناك أي مخرج. انعكاسات المرايا بدأت تتحرك من تلقاء نفسها، وكأنها تحاول الاقتراب منه.

في تلك اللحظة، شعر أدهم بيد باردة تلمس كتفه. استدار بسرعة ليجد نفسه وجهًا لوجه مع الطفل الصغير الذي كان في الصورة. كان الطفل ينظر إليه بعينين فارغتين، ثم ابتسم ابتسامة مرعبة.

فجأة، انقلبت الغرفة رأسًا على عقب، وأصبحت المرايا تعكس كوابيس أدهم وأسوأ مخاوفه. بدأت الأشباح تظهر من كل زاوية، تقترب منه ببطء. حاول الهروب، لكن المرايا كانت تحاصره من كل جانب.

في نهاية الأمر، فقد أدهم وعيه وسقط على الأرض. وعندما استيقظ، وجد نفسه في الفناء الخارجي للمنزل، لكنه لم يكن كما كان من قبل. لم يكن هناك أي أثر للمنزل المهجور، وكان الفناء فارغًا تمامًا، كأن المنزل لم يكن موجودًا أبدًا.

عاد أدهم إلى قريته، لكن شيئًا ما بدا مختلفًا فيه. لم يعد يتحدث عن مغامرته تلك الليلة، وبدأ ينعزل عن الجميع. كان الجميع يلاحظ تغيّره، ولكن لم يكن أحد يجرؤ على سؤاله عما حدث.

بقي أدهم حبيس كوابيسه التي لم تتركه أبدًا، وكان الجميع يلاحظ أن ملامح وجهه بدأت تتغير ببطء، حتى بدأ يشبه الطفل الذي رآه في ذلك المنزل... وفي ليلة أخرى، اختفى أدهم كما اختفت العائلة من قبله، ولم يعد يُعثر له على أثر. لكن كلما مر أحدهم بالقرب من ذلك المكان، كان يسمع صوت همسات غريبة، تهمس باسمه...

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة