خلف مرآة الجن والشيطان
خلف المرآة:
في قرية صغيرة بعيدة عن الأنظار، كان هناك منزل قديم يعرفه الجميع بـ"المنزل الملعون". كان أهل القرية يحذرون بعضهم من الاقتراب منه، خاصةً بعد غروب الشمس. وكانوا يتناقلون قصصًا عن الأرواح والجن التي تسكنه.
كان في هذا المنزل مرآة كبيرة قديمة، يقولون إنها كانت ملكًا لساحرة قوية كانت تعيش في المنزل قبل مئات السنين. بعد موتها الغامض، بقيت المرآة، وأصبح يُقال إنها تحتفظ بروح الساحرة بداخلها.
قصة المرآة كانت تحمل في طياتها أسطورة مخيفة: "من يجرؤ على نطق اسم الجن خلف هذه المرآة، ستفتح له بوابة للعالم الآخر، وسيلتقي بروح الجن الشرير الذي يمكنه أن يسلب روح الشخص الذي يحدق في المرآة".
ذات يوم، قرر شاب مغامر اسمه "عادل" التحقق من هذه الأسطورة. دخل المنزل ليلاً، وحدق في المرآة بإصرار، ثم همس بالاسم الذي سمعه من أحد كبار السن في القرية: "ماروخ". في تلك اللحظة، ارتجت المرآة وتوهجت بنور خافت. شعر عادل برعشة تسري في جسده، وبدأت المرآة تظهر فيها صور غريبة: ظل قاتم يشبه الجن يظهر خلفه، وعيون حمراء متوهجة تراقبه.
حاول عادل الهروب، لكن المرآة كانت قد أغلقت عليه العالم. بدأت الجدران تتقارب عليه، ووجد نفسه محبوسًا داخل عالم غريب مليء بالظلال المخيفة. بدأ يسمع أصوات همس تأتي من كل اتجاه، وأحس بيد باردة تلمس كتفه. التفت ببطء ليجد "ماروخ" خلفه، بجسد ضخم وعينين تلمعان بالشر.
ضحك الجن بصوت عالٍ وقال: "لقد دعوتني، والآن ستبقى معي للأبد". حاول عادل الصراخ، لكن صوته اختفى، وغُمرت عيناه بالظلام.
في صباح اليوم التالي، وجد أهل القرية مرآة المنزل مكسورة إلى آلاف القطع، لكن لم يكن هناك أي أثر لعادل. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت المرآة محاطة بالأساطير المرعبة، وأهل القرية حذروا أجيالهم القادمة من الاقتراب من المنزل الملعون.
هكذا انتهت قصة عادل، ولكن يبقى السؤال: هل كانت المرآة مجرد خرافة، أم أن هناك شيئًا أكثر رعبًا يتربص في الظلام؟
ولكن من قال إنها مرآة واحدة لقد صنعت الساحرة المئات منها هل ما زال البعض منها موجود ام لا؟