“الصرخة الأخيرة في الكوخ المهجور”
“الصرخة الأخيرة في الكوخ المهجور”
في قرية صغيرة تُدعى وادي الظلال كانت هناك أسطورة قديمة تحكي عن كوخ مهجور يقع في أعماق الغابة المحيطة. الكوخ كان محاطًا بلعنة مميتة يقال إن من يدخل إليه لن يعود أبدًا. القصص التي تناقلها أهل القرية كانت مخيفة لدرجة أن لا أحد كان يجرؤ على الاقتراب من ذلك المكان.
“علي” شاب فضولي وشجاع قرر أن يكتشف حقيقة الكوخ المهجور بنفسه رغم تحذيرات أهل القرية أصر على الذهاب في ليلة مظلمة وعاصفة أخذ مصباحه واتجه نحو الغابة. كانت الرياح تعصف بشدة والأشجار تتمايل بشكل مخيف كلما اقترب من الكوخ شعر بأن الهواء أصبح أكثر برودة وكأن هناك قوة خفية تسحبه نحو مصير مجهول.
عندما وصل "علي" إلى الكوخ كان المكان يبدو مهجورًا تمامًا كانت الجدران المتداعية مغطاة بالطين والعفن والنوافذ محطمة مما سمح للظلام بالتسلل إلى الداخل فتح "علي" الباب بصعوبة وكانت صريره يملأ المكان بصوت مزعج داخل الكوخ كان كل شيء يبدو كأنه لم يُلمس منذ عقودالأثاث المتهالك والأرضية المغطاة بالغبار كانت شاهدة على مرور الزمن.
بدأ "علي" يتجول داخل الكوخ ولكن سرعان ما بدأ يشعر بأن هناك شيئًا غريبًا. كان هناك همسات خافتة تأتي من زوايا الكوخ المظلمة وكأن هناك أحدًا يحاول التواصل معه حاول أن يبقى هادئًا لكنه لم يستطع تجاهل الشعور بالخوف الذي بدأ يتسلل إلى قلبه.
في وسط الكوخ وجد "علي" درجًا قديمًا يؤدي إلى الطابق السفلي كانت هناك إشاعات بأن الطابق السفلي يحتوي على سر مروع، وأن أحدًا لم يعد حيًا ليكشفه لكن "علي" لم يكن يعرف الخوف قرر النزول واكتشاف ما يختبئ في الأسفل.
عندما وصل إلى نهاية الدرج وجد نفسه في غرفة مظلمة مليئة بالرموز الغامضة المنقوشة على الجدران كانت هناك طاولة في وسط الغرفة وعليها كتاب قديم مغطى بالغبار فتح "علي" الكتاب بحذر وكانت الصفحات مليئة بتعويذات قديمة ولغات غير مفهومة بينما كان يقلب الصفحات سمع صوتًا مفاجئًا خلفه
.
التفت بسرعة، ولكن لم يكن هناك أحد الهواء أصبح أثقل وكأن شيئًا ما كان يراقبه فجأة انطفأ المصباح ووجد "علي" نفسه في ظلام دامس كان يسمع صوت خطوات تقترب منه ببطء، ثم توقفت فجأة. حاول أن يشعل المصباح مرة أخرى ولكن عبثًا كان الظلام يحتضنه بقوة وكانت الهمسات تتحول إلى صرخات مرعبة.
في تلك اللحظة شعر بشيء بارد يلمس كتفه تراجع خطوة إلى الوراء لكن شيئًا ما كان يسحبه نحو الطاولة كان الكتاب القديم يفتح تلقائيًا والصفحات تتقلب بسرعة حتى توقفت عند صفحة محددة كانت هناك تعويذة مكتوبة بلغة غريبة وفجأة بدأ "علي" يشعر بأن الغرفة تدور حوله.
الأصوات المخيفة أصبحت أعلى وكانت الظلال تتحرك من حوله وكأنها تحاول الإمساك به حاول "علي" أن يهرب لكنه كان محاصرًا في المكان تذكر في تلك اللحظة أسطورة أخرى سمعتها عن الكوخ كانت هناك قصة تقول إنه إذا قرأت التعويذة في الكتاب ستفتح بوابة إلى عالم آخر عالم لا يمكن للبشرية أن تتحمل رؤيته.
بدأ "علي" يردد التعويذة بصوت مرتجف وكانت الأرضية تهتز تحت قدميه بدأت أرضية الكوخ تتشقق وكأن هناك شيئًا يحاول الخروج من تحتها. فجأة، انبعث ضوء قوي من الكتاب، وامتلأ المكان بدخان كثيف. ثم سمع "علي" صرخة مرعبة كانت أقوى من أي شيء سمعه من قبل.
كان الكوخ يهتز بقوة وكأنها لحظاته الأخيرة هرع "علي" نحو الدرج محاولاً الهروب لكن الظلال كانت تتبعه بسرعةعندما وصل إلى الطابق العلوي كان الكوخ ينهار من حوله ركض بكل ما لديه من قوة نحو الباب واستطاع الخروج قبل أن يغلق خلفه بشدة.
خارج الكوخ كان الفجر قد بدأ يظهر في الأفق نظر "علي" إلى الخلف ورأى الكوخ ينهار تمامًا ويختفي في الظلام كانت الغابة صامتة وكأن شيئًا لم يحدث لكن "علي" كان يعلم أنه نجى بأعجوبة من لعنة الكوخ المهجور
عاد "علي" إلى القرية لكنه لم يخبر أحدًا بما حدث كان يعرف أن القصة لن تُصدق ولكن الندبة التي تركتها الصرخة الأخيرة في روحه كانت تذكره دائمًا بالكوخ وما رأى فيه