صرخة الاخيرة في غرفة

صرخة الاخيرة في غرفة

2 المراجعات

 

#### مقدمة

لطالما كانت الظلامية جزءًا من طبيعة الإنسان، تلك الزاوية المظلمة في أعماق العقل التي تحفز الخوف، تثير الفزع، وتثير الرهبة من المجهول. لكن ما يحدث في قرية "الهلاك" لم يكن مجرد خيال أو أوهام. كانت قصة الرعب التي نسجتها هذه القرية حقيقية بقدر ما يمكن أن تكون الحقيقة نفسها.

#### البداية

بدأت القصة عندما انتقلت عائلة السعيد إلى منزل قديم في قرية "الهلاك"، وهي قرية نائية بعيدة عن ضوضاء المدينة وصخبها. كان المنزل يبدو عاديًا من الخارج، رغم أن جدرانه كانت تروي حكايات قديمة عن ماضٍ غامض. لم يعرف أحد من أين جاء هذا المنزل أو كيف وصل إلى القرية، لكن الناس تجنبوه لعدة عقود.

عائلة السعيد لم تكن على علم بهذه التفاصيل. كل ما كانوا يبحثون عنه هو هدوء الريف والابتعاد عن ضغوط الحياة الحديثة. كانوا يعتقدون أن هذا المكان سيكون ملاذًا مثاليًا لهم، لكنهم لم يدركوا أن الهدوء يمكن أن يخفي تحت طياته أسرارًا مروعة.

#### البدايات الغامضة

في الليلة الأولى لهم في المنزل، بدأت الأمور تسير بشكل غريب. سمعت الأسرة أصواتًا غريبة قادمة من الطابق السفلي، وكأن هناك شيئًا أو شخصًا يتحرك في الظلام. استيقظ رب الأسرة، محمد، ليحقق في الأمر، لكنه لم يجد شيئًا. أقنع نفسه بأن الأمر لا يتعدى كونها مجرد أصوات قديمة من الخشب أو الفئران التي تسكن في الأركان.

ومع مرور الأيام، بدأت الظواهر الغريبة تتزايد. الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، والأشياء تختفي ثم تظهر في أماكن غير متوقعة. بدأت الزوجة، ليلى، تشعر بأن هناك شيئًا يراقبها، شعور بالبرد يجتاحها كلما اقتربت من غرفة النوم الرئيسية.

#### الكابوس الحقيقي

ذات ليلة، وبينما كان الجميع نائمًا، استيقظت ليلى على صرخة مرعبة. جمد الدم في عروقها. كانت الصرخة تأتي من غرفة ابنها، كريم. هرعت إلى الغرفة لتجده واقفًا بجانب سريره، عينيه مفتوحتان على مصراعيهما، لكن نظره كان خاليًا. حاولت إيقاظه لكن دون جدوى. كان كريم كأنه تحت تأثير شيء ما، شيء لم تستطع هي ولا محمد تفسيره.

في الأيام التالية، بدأت الأحلام المروعة تهاجم جميع أفراد الأسرة. كانوا يرون كوابيس مليئة بالدماء والصرخات والأرواح المعذبة. لم تكن تلك مجرد أحلام عادية؛ كانت تبدو حقيقية بشكل مرعب، وكأنها تنقلهم إلى عالم آخر حيث الألم والرعب هما السائدان.

#### الحقيقة المخيفة

بمرور الوقت، بدأت ليلى تبحث في تاريخ المنزل. اكتشفت أنه كان يسكنه قبل عشرات السنين رجل يدعى "جلال"، كان معروفًا بالسحر والشعوذة. يُقال إن جلال كان يتعامل مع قوى مظلمة ويستخدمها لتحقيق مآربه الشخصية. لكنه في النهاية فقد السيطرة على هذه القوى، وقتل بطريقة غامضة في منزله.

لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد. الشائعات تقول إن روحه لم تجد الراحة، وإنه ظل محبوسًا في هذا المنزل، يبحث عن انتقامه ممن يسكنون فيه. الآن، بعد كل هذه السنوات، كانت عائلة السعيد هي الضحية الجديدة لهذه اللعنة.

#### التصعيد النهائي

في إحدى الليالي، وبعد أن أصبحت الأمور لا تُحتمل، قررت ليلى أن تغادر المنزل مع عائلتها. لكنها عندما حاولت فتح الباب الأمامي، وجدت أنه مغلق بإحكام. كلما حاولت فتحه، زادت الأصوات المرعبة حولها. فجأة، ظهرت أمامهم في الهواء شبح لرجل يبدو عليه الغضب والشر.

كان ذلك جلال. صرخ بصوت قوي: “لن تخرجوا من هنا أحياء!”

أخذ محمد طفليه وحاول إيجاد مخرج آخر، لكن المنزل تحول إلى متاهة من الأبواب المغلقة والظلال المتحركة. أصبحوا محاصرين داخل مكان لم يعد يخضع لقوانين الواقع.

#### النهاية

وفي الصباح التالي، وجد أهل القرية المنزل فارغًا. اختفت عائلة السعيد بلا أثر. ترك المنزل كما كان، مغلقًا بأبوابه المظلمة ونوافذه المتربة. لم يكن هناك أي دليل على ما حدث داخل تلك الجدران. لكن أهل القرية عرفوا الحقيقة: المنزل ابتلعهم كما ابتلع غيرهم من قبل.

ظل المنزل على حاله، ومرت السنوات دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه. لكن في كل ليلة هادئة، كان يمكن سماع الصرخات، تلك الصرخات التي تروي قصة الرعب التي لم تُنسَ، والتي ستظل محفورة في ذاكرة القرية إلى الأبد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة