جزيره ليست لل بشر 1
الشخصيات:
- سامر: المغامر الجريء، الذي يبحث عن التشويق والغموض. لديه ماضٍ مليء بالمغامرات الخطيرة، لكنه لم يواجه شيئاً كجزيرة ليست للبشر.
- نادر: عالم الآثار الذي يسعى لاكتشاف أسرار الجزيرة. دائماً ما يضع العلم فوق العواطف، ولكن هذه الرحلة قد تجعله يشكك في كل ما يؤمن به.
- ليلى: الصحفية الطموحة التي تسعى للحصول على سبق صحفي عالمي. لديها دافع خفي: اختفى شقيقها في ظروف غامضة على هذه الجزيرة قبل سنوات، وهي تريد معرفة مصيره.
- راشد: الرجل الغامض الذي لم يكشف عن الكثير عن نفسه. يعتقد الآخرون أنه مجرد بحار محترف، لكن في الواقع لديه معرفة قديمة بالجزيرة وأسرارها.
البداية
استأجر الأربعة قاربا صغيرا وأبحروا نحو الجزيرة تحت سماء مظلمة وهدوء غريب يحيط بهم. كانت المياه تصبح أكثر ظلمة وسكونا كلما اقتربوا من الجزيرة. همسات الرياح تزداد غموضا، وكأنها تحذرهم من العودة، لكنهم كانوا جميعا مصممين على المضي قدما.
عند الوصول إلى الشاطئ، لاحظت ليلى أن هناك آثار أقدام قديمة تكاد تكون مدفونة في الرمال، لكنها كانت بشرية بشكل غريب. "يبدو أنني لست أول من يأتي هنا للبحث عن شقيقي"، قالت وهي تنظر حولها بتوتر.
نادر، الذي كان يحمل جهازاً لقياس النشاطات المغناطيسية، لاحظ أن المؤشرات كانت تقفز بشكل غير طبيعي. "هناك شيء غير مفهوم يحدث هنا، وكأنه يوجد مجال طاقة غير طبيعي حول الجزيرة."
سامر، الذي كان دائماً الأول في التقدم، قال بثقة: "لنكتشف الأمر بأنفسنا."
المواجهة الأولى
عند دخولهم الغابة الكثيفة التي تغطي الجزيرة، بدأت الأمور تتغير بشكل غريب. كانت الأشجار ملتوية بشكل غير طبيعي، وأوراقها تصدر أصواتاً كأنها تحذرهم من اقتراب خطر.
بينما كان سامر يسير في المقدمة، شعر بشيء يراقبه. التفت بسرعة، لكنه لم ير شيئاً. "هل تشعرون بهذا؟" سألهم سامر وهو ينظر إلى الوراء.
راشد، الذي بدا وكأنه يعرف أكثر مما يقول، همس بصوت هادئ: "احذروا، هناك كائنات هنا ليست مثلنا. إنها تراقبنا منذ أن وطأت أقدامنا الأرض."
فجأة، سمعوا صوتاً غريباً خلفهم. كانت هناك مخلوقات تتحرك في الظلال، غير واضحة تماماً لكنها بدت وكأنها ليست بشرية. كان لها أطراف طويلة وملامح غير مكتملة.
نادر حاول التحدث بلغة علمية: "ربما تكون نوعاً من الكائنات البدائية التي لم تُكتشف بعد. علينا أن نكون حذرين."
القلعة القديمة
بعد ساعات من السير، وصلوا إلى قلعة قديمة مغطاة بالطحالب والنباتات المتسلقة. كانت بوابتها ضخمة ومصنوعة من عظام قديمة متشابكة. "هذا المكان يبدو وكأنه مأوى قديم لمخلوقات غير معروفة"، قال نادر وهو ينظر إلى النقوش على الجدران.
ليلى كانت أكثر قلقاً. "أنا لا أحب هذا المكان. هناك شيء هنا... شيء شرير."
راشد، الذي بدا وكأنه يعرف الطريق جيداً، قادهم إلى داخل القلعة. في الداخل، كانت الغرف مليئة بالتماثيل الحجرية. لكن ما أثار الفزع هو أن تلك التماثيل بدت وكأنها كانت بشرًا في لحظاتهم الأخيرة.
"إنهم ليسوا تماثيل. إنهم... بشر تحولوا إلى حجر!" صرخت ليلى وهي تمسك بيد أحد التماثيل.
سامر حاول إبقاء الجميع هادئين: "علينا أن نركز. لنخرج من هنا أحياء."
الحقيقة المرعبة
في أعماق القلعة، وجدوا غرفة مليئة بمخطوطات قديمة وسجلات تركها مستعمرون سابقون. كانت تحتوي على تفاصيل مرعبة: الجزيرة كانت مسكونة بمخلوقات قديمة تستطيع السيطرة على عقول البشر وتحويلهم إلى حجر.
راشد كشف أخيراً عن سره. "لقد أتيت إلى هنا منذ سنوات مع فريق آخر. كنت الناجي الوحيد. المخلوقات تأخذ أرواح البشر وتحول أجسادهم إلى حجر. علينا أن نهرب الآن قبل أن يكون الوقت قد فات."
لكن الوقت كان قد فات بالفعل. بدأت الأرض تهتز، وبدأت المخلوقات تخرج من الظلال، محاطة بهالة غامضة. كان صراخهم يمزق الصمت، وبدأت التماثيل تتحرك ببطء.
النهاية
ركض الأربعة نحو الشاطئ، لكن المخلوقات كانت تلاحقهم بسرعة. سامر ونادر حاولا الدفاع عن المجموعة، لكن قوة المخلوقات كانت لا تُقاوم. سقط نادر في أحد الفخاخ القديمة، والتهمته المخلوقات قبل أن يستطيع سامر مساعدته.
ليلى وراشد تمكنوا من الوصول إلى القارب، لكن سامر بقي في الخلف لمحاولة إيقاف المخلوقات. في اللحظة الأخيرة، قفز على القارب، وأبحروا بعيدًا عن الجزيرة، تاركين وراءهم الجزيرة الملعونة ومخلوقاتها.
ومع ذلك، بينما كانوا يبحرون بعيدًا، نظر راشد إلى ليلى وقال بصوت خافت: "اللعنة لم تنتهِ. الجزيرة لا تدع أحدًا يغادر حيًا."
انتهت القصة، ولكن السؤال بقي: هل نجوا حقاً، أم أن اللعنة ستلاحقهم حتى النهاية؟